الحبّابي مفكر مغربي، درس الفلسفة في فرنسا وعمل استاذا في الجامعات المغربية و الجزائرية، صنفه الدكتور السيد ولد أباه ضمن مجموعة من المفكرين العرب، أمثال هشام جعيط، حسن حنفي، طه حسين، محمد أركون، مالك بن نبي، عبد الرحمان بدوي ، علي حرب، حسين مروة و غيرهم في كتاب: له بعنوان "أعلام الفكر العربي" قدم فيه عرضا موجزا لتيارات الفكر العربي المعاصر و اتجاهاتهم مستثنيا في ذلك الأنساق الإيديولوجية و الكتاب السياسيين
يعتبر محمد عزيز الحبّابي الوحيد الذي تبنى النزعة الشخصانية و من أبرز مفكريها داخل الحقل الفلسفي العربي، حاول فيها بناء صياغة إسلامية مكتملة، حيث شكلت عماد مشروعه الفكري قبل أن يتحول إلى مذهب جديد أطلق عليه مصطلح " الغديّة" ، و الشخصانية تيار فلسفي ظهر في الساحة الفرنسية في منتصف القرن العشرين على يد إيمانويل مونييه، و مع أن الشخصانية ابتكرها شارل رنولييه، إلا أن الشخصانيين تبرأوا من نزعته الفردية، و ميّزوا بين الفرد في نوازعه المادية و الأنانية و الشخص ككائن اجتماعي مكتمل و مسؤول، و تتميز الشخصانية عند الحبابي بالنظرة الإنسانية الملتزمة.
فميزة الشخص هي قدرته على التواصل مع الآخرين و الإعتراف المتبادل معهم، و لذا يفرق الحبابي بين الكائن و الشخص، إذ يقول أن الشخص يصنع ذاته انطلاقا من الكائن، الكائن هو الفرد المادي و الشخص هو الإنسان القيمي، و قد أصدر الحبابي في هذا الشان كتابا بعنوان: "الشخصانية الإسلامية" قال فيه أن الإسلام هو الذي حوّل العربي الجاهلي من الفرد إلى الشخص، و به اصبح المسلم يحيا حياة إسلامية حقيقية عندما يعي ذاته و يلتزم بالبحث عن واقعه الشخصي.
و الشخصانية عنده هي عملية تحرّر و تعالي، تبدأ عندما يرفض الشخص الطاعة العمياء، و الشخص في الإسلام يتمتع بالإستقلالية الذاتية ، إلا أنه ذات ترابطية معشرية مرتبطة بالآخر، يكتشف وجوده الشخصي من خلال الآخرين في علاقة ندية مفتوحة لا استغلال فيها و لا هيمنة ، طالما الخضوع لله وحده لا للبشر، كما يرى الحبابي أن حضور الله الكامل في الكون و في حياة البشر عامل تحرر و تسام و ليس قيدا على حرية الإنسان و عقله، فشخصانية الكائن تتحرر بخروجه من أنانيته الفردية و اندماجه في الكل الروحي محبة لله و لمخلوقاته.
علجية عيش