هل غادر العراقيُّ الآن والى الأبد عقلية الإنقلابات ، تلك التي كان يعدّ لها في الظلام عدد من الضباط المُغامرين والمُقامرين لينهض الناس فجراً على صوت المذيع الجديد وهو يتلو على مسامعهم البيان رقم واحد .. تلك العقلية التي أورثت لنا كلَّ أمراض الماضي ؟
إنتفض شباب العراق اليوم على إرادة وموروث ذلك السلف غير الصالح ، وأعلَنها مدوّية ًمن ساحة التحرير ببغداد وساحات البلاد الأخرى ليقول للجميع أنّ ثورته مستقلة لا آباء لها ولا أوصياء ، وأنّ ذمّتها بريئة ممّا يتقوّلون ويأفكون ، وساحتها الحقيقية هي العراق كله ، لا محافظات بعينها ، مع مراعاة واقع الحال لكل واحدة منها .
العراق اليوم مهوى أفئدة المخلصين والأحرار ، ومهوى غير المخلصين كذلك من عبيد هذا الزمان ما جعله عرضة للمؤامرات والدسائس والحروب غير المُبرّرة ، وقد أدرك أبناؤه الشباب ما يُبيَّت لهم إدراكهم لواقعهم المرّ ، ولا عجب أن نجد هذا الحرص الشديد على أن تكون صرختهم هذه المرّة مميّزة عن سواها ، لها ختمها الخاص . وقد عبّروا عن ذلك خير تعبير وبشكل يوميّ من خلال التصريح والنداء والاهزوجة واللوحة والنشيد والأغنية والقصيدة والمسرحية . هذه الثورة لها ملامحها الحادة والمُفارقة لثورات العالم الأخرى ، إذ أنها أكّدت منذ البدء على الجانب الأخلاقي ، فضلاً عن الوطني ، في الثبات ونكران الذات ، والتآلف وكبرياء الروح . لقد أقاموا فيما بينهم خلال الخمسين يوماً الأخيرة مجتمعاً مُصغّراً مُعافى من مفاسد مجتمعهم الأكبر قدر المُستطاع ، يحسدهم عليه الآخرون .. الآخرون الذين قال عنهم سارتر ذات يوم : هم الجحيم ، إلّا أنهم مشروع التغيير المنشود .
لا أحسبني بالغت في ذلك ، وانظرهم كيف يصرّون الى الآن على سلميتهم على الرغم من القتل اليومي والمداهمات الليلية والخطف والتنكيل .
أنا على يقين من أنه لو قيّض النجاح التام لهذه الثورة ، ودون تدخّل خارجي ، فأنها لن تغيّر شأن العراقيين حسب ، بل ستغيّر شأن العرب ومنطقة الشرق الأوسط كلها تغييراً شاملاً وحاسماً ..وذلك بعد ألف وأربعة مائة عام من السبات الطويل .
.
علي نوير
إنتفض شباب العراق اليوم على إرادة وموروث ذلك السلف غير الصالح ، وأعلَنها مدوّية ًمن ساحة التحرير ببغداد وساحات البلاد الأخرى ليقول للجميع أنّ ثورته مستقلة لا آباء لها ولا أوصياء ، وأنّ ذمّتها بريئة ممّا يتقوّلون ويأفكون ، وساحتها الحقيقية هي العراق كله ، لا محافظات بعينها ، مع مراعاة واقع الحال لكل واحدة منها .
العراق اليوم مهوى أفئدة المخلصين والأحرار ، ومهوى غير المخلصين كذلك من عبيد هذا الزمان ما جعله عرضة للمؤامرات والدسائس والحروب غير المُبرّرة ، وقد أدرك أبناؤه الشباب ما يُبيَّت لهم إدراكهم لواقعهم المرّ ، ولا عجب أن نجد هذا الحرص الشديد على أن تكون صرختهم هذه المرّة مميّزة عن سواها ، لها ختمها الخاص . وقد عبّروا عن ذلك خير تعبير وبشكل يوميّ من خلال التصريح والنداء والاهزوجة واللوحة والنشيد والأغنية والقصيدة والمسرحية . هذه الثورة لها ملامحها الحادة والمُفارقة لثورات العالم الأخرى ، إذ أنها أكّدت منذ البدء على الجانب الأخلاقي ، فضلاً عن الوطني ، في الثبات ونكران الذات ، والتآلف وكبرياء الروح . لقد أقاموا فيما بينهم خلال الخمسين يوماً الأخيرة مجتمعاً مُصغّراً مُعافى من مفاسد مجتمعهم الأكبر قدر المُستطاع ، يحسدهم عليه الآخرون .. الآخرون الذين قال عنهم سارتر ذات يوم : هم الجحيم ، إلّا أنهم مشروع التغيير المنشود .
لا أحسبني بالغت في ذلك ، وانظرهم كيف يصرّون الى الآن على سلميتهم على الرغم من القتل اليومي والمداهمات الليلية والخطف والتنكيل .
أنا على يقين من أنه لو قيّض النجاح التام لهذه الثورة ، ودون تدخّل خارجي ، فأنها لن تغيّر شأن العراقيين حسب ، بل ستغيّر شأن العرب ومنطقة الشرق الأوسط كلها تغييراً شاملاً وحاسماً ..وذلك بعد ألف وأربعة مائة عام من السبات الطويل .
.
علي نوير
Log into Facebook
Log into Facebook to start sharing and connecting with your friends, family, and people you know.
www.facebook.com