ربما ينال مقالي من الاعتراض ما لا قبل له به؛ لكن الكاتب وقد اعتاد مخالفة الشائع وسلك في مذهبه النقدي وجهة الصواب التي قد لاتروق للكثيرين؛ ولما كان معرض الكتاب على الأبواب فهي سوق لهذه الكتابات المتراصة على أرفف دور العرض والتي تجذب الفتيان وتستحوذ على الأضواء في مهرجان عرس الثقافة العربية؛ تماهيا مع مقالة القائل" عصر الرواية" نجد الكتاب يشرعون في إصدار الغث والسمين؛ موضوعات مجترة وخطوط متشاكلة متشابهة؛ تعجب من سردية النمط المكررة وعبثية الكتابة التي تخلو من مضمون يشي بالإبداع؛ سألني الكثيرون: لم لا نجدك كتبت رواية؟
فكان ردي: لم أوهب بعد ذلك الفن، رزقني الله السرد وأنا قليل الصبر على الكتابة الطويلة؛ تنتهي بي الكتابة عند القصة القصيرة؛ مكثفة مركزة موجزة؛ فعصرنا لايحتاج كل ذلك التطويل- وإن كانت الروائع- مما خطه الروائيون العظماء ما يعد مثلا فارقا في تاريخ السرد المعاصر؛ لن يكون أحدنا نجيب محفوظ؛ لست متشائما؛ لكنها الحقيقة حتى تنتهي دور النشر عن خداع الكتاب ممن بستهويهم القلم "بترهات ما يعدونه رواية".
لو حاولت حصر عناوين ما تدفع به دور النشر مما يطلق عليه رواية لتعبت وأصابك الإعياء؛ إنه شرك الخداع وفوضى الكتابة؛ بعضهم يعتمد العامية وآخرون يكتبون السير الذاتية فيحسبون كل ذلك عملا روائيا.
لا يقرب هؤلاء الشعر؛ ومن تجرأ منهم أصابه العجز وارتابت نفوسهم فهو فن الصفوة موهبة واقتدارا؛ على حين يهتبل هؤلاء المجربون السرد ويقتحمون بنايته التي تحوطها أسوار متهدمة عاجزة؛ أي جناية نرتكبها حين ندفع بالذين تجرأوا وأمسكوا بالقلم أن يكونوا من ذوي الرواية وما امتلكوا أدوات الفن وما عرفوا تبعاته وعلاته.
أم هو التقليد وحميا الشهرة؟
ورق مصقول لامع وعنوان جذاب ولقب مدلس على القراء وحشو بين مصراعي الكتاب وماذا بعد؟
إنها تدعى رواية!
لست داعية تحجر أو متجاوز فن يحسبه الكثيرون آية الإبداع؛ لكننا نخدع القراء حين نجاري العصر في منطلقات الفوضى التى تهدد قواعد الأداء ومنهجية التأليف.
مشكلة السرد في العالم العربي أنه يفتقد إلى رعاية الجامعة والكلية باعتبارهما مؤسسة لها قوانينها الأكاديمية كما هو الأمر في الغرب، نعم الرواية اختلطت عند الكثير بالسيرة الذاتية والغيرية، كما أننا نجدها ارتمت في أحضان التاريخ الذي صار يستهلكها بشكل لافت.
لا ينكر أحد أن هناك أعمالا سردية لافتة في المجرى السردي العربي؛ لكون أصحابها اختطوا مسارا في الكتابة السردية خاص بهم جمعوا فيه بين الجمالي والوظيفي، وبين الوطني المحلي والكوني الإنساني، مثل: أعمال بنسالم حميش إبراهيم الكوني إبراهيم نصر الله وعز الدين التازي والطيب الصالح ومحمد برادة وسليم بركات ناهيك عن نجيب محفوظ وعبد الرحمن الشرقاوي ونجيب الكيلاني؛ وعبد الرحمن منيف، عمر فضل الله وغير هولاء من الرواد المؤسسين؛ والخالفين لهم في مسيرة السرد العربي المعاصر؛ نحن بصدد فوضى في التأليف والنشر واستهلاك جهد المبدعين في قوالب نمطية لاتقدم جديدا.
كثير من النقد مجاملة وقليله يحتفي بتلك الأعمال وقد أغض الطرف عن مثالبه؛ ودليل ذلك اللقاءات المتلفزة أو المقالات المحبرة في الصفحات الأدبية، اختفى جيل النقاد الكبار أو تواروا تحت فوضى غثاء السرد.
حين تطالع كتابات د.محمود الربيعي ود.عبد المحسن طه بدر ود.سليمان العطار تجد كم هي الفوضى التي أصابت بعد كتاباتهم مسيرة السردية
فكان ردي: لم أوهب بعد ذلك الفن، رزقني الله السرد وأنا قليل الصبر على الكتابة الطويلة؛ تنتهي بي الكتابة عند القصة القصيرة؛ مكثفة مركزة موجزة؛ فعصرنا لايحتاج كل ذلك التطويل- وإن كانت الروائع- مما خطه الروائيون العظماء ما يعد مثلا فارقا في تاريخ السرد المعاصر؛ لن يكون أحدنا نجيب محفوظ؛ لست متشائما؛ لكنها الحقيقة حتى تنتهي دور النشر عن خداع الكتاب ممن بستهويهم القلم "بترهات ما يعدونه رواية".
لو حاولت حصر عناوين ما تدفع به دور النشر مما يطلق عليه رواية لتعبت وأصابك الإعياء؛ إنه شرك الخداع وفوضى الكتابة؛ بعضهم يعتمد العامية وآخرون يكتبون السير الذاتية فيحسبون كل ذلك عملا روائيا.
لا يقرب هؤلاء الشعر؛ ومن تجرأ منهم أصابه العجز وارتابت نفوسهم فهو فن الصفوة موهبة واقتدارا؛ على حين يهتبل هؤلاء المجربون السرد ويقتحمون بنايته التي تحوطها أسوار متهدمة عاجزة؛ أي جناية نرتكبها حين ندفع بالذين تجرأوا وأمسكوا بالقلم أن يكونوا من ذوي الرواية وما امتلكوا أدوات الفن وما عرفوا تبعاته وعلاته.
أم هو التقليد وحميا الشهرة؟
ورق مصقول لامع وعنوان جذاب ولقب مدلس على القراء وحشو بين مصراعي الكتاب وماذا بعد؟
إنها تدعى رواية!
لست داعية تحجر أو متجاوز فن يحسبه الكثيرون آية الإبداع؛ لكننا نخدع القراء حين نجاري العصر في منطلقات الفوضى التى تهدد قواعد الأداء ومنهجية التأليف.
مشكلة السرد في العالم العربي أنه يفتقد إلى رعاية الجامعة والكلية باعتبارهما مؤسسة لها قوانينها الأكاديمية كما هو الأمر في الغرب، نعم الرواية اختلطت عند الكثير بالسيرة الذاتية والغيرية، كما أننا نجدها ارتمت في أحضان التاريخ الذي صار يستهلكها بشكل لافت.
لا ينكر أحد أن هناك أعمالا سردية لافتة في المجرى السردي العربي؛ لكون أصحابها اختطوا مسارا في الكتابة السردية خاص بهم جمعوا فيه بين الجمالي والوظيفي، وبين الوطني المحلي والكوني الإنساني، مثل: أعمال بنسالم حميش إبراهيم الكوني إبراهيم نصر الله وعز الدين التازي والطيب الصالح ومحمد برادة وسليم بركات ناهيك عن نجيب محفوظ وعبد الرحمن الشرقاوي ونجيب الكيلاني؛ وعبد الرحمن منيف، عمر فضل الله وغير هولاء من الرواد المؤسسين؛ والخالفين لهم في مسيرة السرد العربي المعاصر؛ نحن بصدد فوضى في التأليف والنشر واستهلاك جهد المبدعين في قوالب نمطية لاتقدم جديدا.
كثير من النقد مجاملة وقليله يحتفي بتلك الأعمال وقد أغض الطرف عن مثالبه؛ ودليل ذلك اللقاءات المتلفزة أو المقالات المحبرة في الصفحات الأدبية، اختفى جيل النقاد الكبار أو تواروا تحت فوضى غثاء السرد.
حين تطالع كتابات د.محمود الربيعي ود.عبد المحسن طه بدر ود.سليمان العطار تجد كم هي الفوضى التي أصابت بعد كتاباتهم مسيرة السردية