أربعة كلمات لا أحد يريد سماعها " الأمور تتجه نحو الأسوأ". وهي فعلا تتجه نحو الأسوأ ولأسباب عديدة.
حدثني صديقي حمدي المصري فقال. لما اشتد المرض على صديقي الصدوق، رحمه الله، ونقل الى المشفى العسكري، لم يكن امامي خيار سوى ان اذهب لزيارته في المشفى العسكري مهما كانت المخاطر، وقد فعلت ذلك مع علمي وادراكي بالمخاطر والخوف المقترن باسم المشفى. وأضاف وعندما عبرت قدماي بوابة المستشفى، شعرت وكأنني عبرت الى عالم اخر، اشتممت رائحة الموت فورا. كان امرا رهيبا، ذلك الشعور، وتلك المشاهد، وكل ذلك الألم، وكأن المشفى في عالم اخر، في كوكب اخر، غارق في الألم والموت والخوف.
كل شيء وكل حركة هناك تذكرك بالمرض والالم والموت، الرائحة الوجوه الشاحبة، العيون الشاخصة، والانين الموجع. تسمع وترى الموت وتستشعره في قلبك، وترى الأحبة تنتظر بلهفة مصير احبتهم على اسرة العناية الحثيثة.
وقد شعرت اثناء زيارتي القصيرة ان الناس منقسمة الى قسمين. قسم وهو الذي يعيش داخل مستشفيات الكورونا، وقسم اخر يعيش خارج هذه المستشفيات.
وهذا القسم الخارجي لا يعرف ما الذي يجري في داخل تلك المستشفيات حقيقة. او الاصح لا يريد ان يعرف.
تستغرب كيف ينهمك الناس في حياتهم ولا يلقون بالا لما يجري داخل اسوار المستشفيات التي يتساقط فيها الناس كالفراشات بفعل الفايروس اللعين.
الناس خارج المشافي " كأن على رؤوسهم الطير"، سارحه والرب راعيها، وهذا التعبير يقصد فيه ان الناس يعيشون حالة انفصال عن الواقع بخصوص الكورونا ومخاطرها، فهم لا يريدون ان يعرفوا شيئا عنها، وكأن الناس الذين يموتون في الداخل من كوكب اخر، والعدوى التي اصابتهم تخصهم هم وحدهم، ويظل الحال على ذلك حتى يصاب الانسان فيجد نفسه في ميمعة المرض والالم والبعد عن الناس، بل يجد نفسه بين يدي قنينة الاوكسجين فاذا فرغت انقطع نفسه وانتهت حياته.
ويرى السيد حمدي بان هناك لغز في الموضوع؟! هذا الانفصال عن الواقع العجيب!!. وكان الفايروس نوعان، نوع يصيب البعض في جسدهم، وتظهر عليهم الاعراض. وفايروس يصيب عقول بعض الناس فيعطلها، ويجعلها غائبة عن الواقع منفصلة غير قادرة على رؤية حقيقة ما يجري.
وما يجري ظاهرة غير مفهومة وغريبة بحق. والا كيف يمكن للناس ان تتجاهل المرض والعدوى وكأنه لم يكن وهو على الأبواب، وأصبح يحيط بنا من كل صوب وحدب؟؟!!
ويرى السيد حمدي ان تعامل الناس مع مخاطر الجائحة، وحالات الاستهتار والانكار السائدة، تشيء بغياب العقل والمنطق، ويعود ذلك على الاغلب الى سيطرة الفايروس على عقول الناس، فليس هناك تفسير اخر حسب وجهة نظره، لان الموضوع يتنافى مع المنطق.
طبعا من الطبيعي ان تسمع هذا الكلام من شخص زار المستشفى العسكري او أي مستشفى يعالج مرضى الكورنا الذين تتطلب حالاتهم عناية مركزة، وان يشاهد بأم عينه ما يكابده مرضى الكورونا واهلمهم المنتظرين مصيرهم، ويشتم رائحة الموت، ويشعر بما يكابده الناس من الم ووجع وعذاب، وهم جميعا أقرب الى الموت من الحياة، ورائحة الموت والعقاقير تعبق في المكان.
والادهى ان يكون قد فقد صديقه المقرب ايضا بسبب هذه العدوى اللعينة، رغم نقله للعلاج في مستشفيات الداخل.
ومثل هذا الفقد كان غير متوقع ومثل صدمة عنيفة، وفي نفس الوقت يؤشر الى خطورة المرض وجديته، واهمية التعامل مع مخاطره والالتزام بالتعليمات لتجنب الإصابة، لكنه يرى الناس في المقابل وكأنهم سكارى وما هم بسكارى، يسيرون في الأسواق كل يلاحق شأنه، ولا يتوقف ولا يكاد يلتفت الا إذا أصيب بالعدوى، وهنا تقع الكارثة، ويدخل المصاب في دائرة الألم التي يعيش في داخلها مرضى العدوى حصرا، ويصبح من سكان المستشفيات.
وانا اثني على كلام السيد حمدي المصري، وارى ان موقف الناس وتعاملهم مع المرض عجيب غريب.
وكأنهم لا يزالون غير مصدقين لوجود الفايروس أصلا، رغم انه فتك بأعداد هائلة من الناس. وحتى المصدق لوجود العدوى تجده يتهاون وبالتالي يعرض نفسه للإصابة وربما الموت. والشواهد على ذلك عديدة.
قبل قليل قرات على الفيسبوك بأن زميل عمل، وهو السيد بشير عبيد، يعلن عن اصابته بالعدوى، فقمت على الاتصال به فورا، وسألته اول ما سألته عن كيف أصيب فأخبرني ان زميله في المكتب حضر الى العمل يوم الاحد، وكان يبدو عليه المرض، تخيلوا؟!!
وقلنا له بأنك تبدو مريضا فانكر المرض، واستهجن، واستبعد الإصابة، واستمر في الدوام، مدعيا كألوف من الناس، ان لم يكن كل الناس، بأنه مجرد رشح بسيط، ولكن اعراض المرض اشتدت عليه اثناء الدوام فطلب منه الزملاء ان يقوم بالفحص، فانتظر الى اليوم التالي او الذي بعده ليقوم بالفحص، بعد ان اقعده المرض واستوى كحبة تين ناضجة تماما، وصارت الاعراض جليه واضحة، وبعد ان فات الاون، وخالط كل من في المكتب، الذي يعمل فيه، موزعا عليهم الفايروس اللعين، بما فيهم صديقي السيد بشير الذي ظهرت عليه اعراض الإصابة بعد 4 أيام بالتمام والكمال، فذهب للفحص مجبرا اخاك لا بطل فاظهر الفحص انه مصاب ومن هنا بدأت قصة عذاب بشير افندي مع الكورونا. الله يلطف فيه ويجعلها بردا وسلاما عليه.
والعجيب ان بشير، وكما أخبرني، ورغم شكه بإصابة زميله إبراهيم بالعدوى، لكنه لم يرعوى عن الاختلاط به طوال ذلك اليوم في المكتب، وربما شربا الشاي معا، وتناولا وجبة او وجبتين. وليس ذلك فقط فعندما علم بشير بخروج إبراهيم الى مكان اخر طلب منه ايصاله في طريقة بالسيارة الى البنك لإيداع شيك مستحق، ولم يجد بشير غضاضة في ان يركب معه الى البنك رغم وجود اعراض مرضية واضحة.
حكاية بشير ليست الا نموذج ومثال لما يحصل كل يوم وفي كل الانحاء والامصار ومع كل الاشخاص، وهو ليس المقصود شخصيا في الحديث.
لا يريد أحد ان يصدق انه يمكن ان يصاب بالعدوى، هذا من ناحية، ولا يمتنع الشخص الذي تظهر عليه الاعراض عن مخالطة الناس، ولو من باب الاحتياط لحين اتضاح الرؤيا، ولا يمتنع الشخص السليم عن التعامل مع المشتبه بانه مصاب لأسباب كثيرة، على رأسها الخجل وقانون العيب وطول الامل والاستهانة وعدم تصديق رواية ان الفيروس لعين وسريع الانتشار، وربما لخلل في الأدراك.
وهذا يقودنا للحديث عن النسخة الجديدة المخيفة من الفايروس الكوروني المتحور، والتي منشأها جنوب أفريقيا هذه المرة، والتي فتحت الأبواب على وضع اسخم مما نحن فيه حتما.
والخبر الذي وصلني من صديقي سامر القطSamir Alqot
منشور أصلا في مجلة Best Life الامريكية ويقول الخبر ان د.فوتشي وهو مدير دائرة مكافحة الحساسية والامراض المعدية في أمريكا، ويعتبر اعلى سلطة في مجال الفايروسات عالميا، وله باع طويل في محاربة الفايروسات منذ ظهور فايروس الايدز في ثمانينيات القرن الماضي، يحذر من النسخة الجديدة من الفايروس الكوروني، ويصفها بأنها اسرع انتشارا واعراضه اشد فتكا، حتى من النسخة البريطانية من الفايروس المتحور، واللقاحات الحالية غير فعالة بالشكل الكافي لردعه ، وتحتاج الشركات المصنعة الى زمن إضافي ربما بضعة اشهر لتعديل اللقاحات لتصبح فعالة ضد التحورات الكورونية الجديدة.
ويشير فوتشي الى ان اغلبية التحورات تأتي ضعيفة عادة ، وليس لها فعاليةmeaningless، لكن التحور أحيانا يأتي اقوى من النسخة التي سبقته، وهذا ما حصل هذه المرة، وفي وقت قياسي على ما اعتقد، أولا في بريطانيا وأعلن الأطباء هناك ان سرعة انتشاره تصل الى 70% أسرع من نسخة Covid-19، ولذلك لجأت بريطانيا الى الاغلاق لمدة 6 أسابيع، رغم وجود اللقاح لمحاصرة العدوى، لأنها تتسبب في اغراق المستشفيات في المصابين الذين يحتاجون عناية حثيثة.
ليأتي هذا الفايروس الجديد العن من سابقيه، والذي اعطوه رقم 501.V2 فهو أسرع انتشارا من سابقيه ويشكل تهديدا حقيقا للأمريكيين حسب تصريح فوتشي كونه انتشر في أربع ولايات أمريكية حتى الان.
ويرى فوتشي ان امريكا محظوظة كونها قادرة على مراقبة الوضع والتعرف على أي نسخ جديدة من الفايروس المتحور، وتتعرف على مدى قدرتها وفعاليتها وهذه الخاصية ليست متوفرة لدى العديد من الدول، وهذه مفردة مهمة بالنسبة لنا.
المهم ان الجهات الصحية المعنية في أمريكا أعلنت حالة الطواري لمواجهة الخطر الجديد الذي ينظر اليه على انه اشد فتكا من الفايروس في نسخته الأولى، والثانية النسخة البريطانية، وهو ما يجعل الالتزام بالتعليمات الصحية والمتمثلة في لبس الكمامة، والتباعد الاجتماعي وتجنب التجمعات، والخروج الى الجبل أي المناطق المفتوحة، وغسل الايدي بين فترة وأخرى، وهي الطقوس التي تقضي على أي فايروس كما يقول المختصين هناك ، أصبحت أكثر الحاحا من أي وقت مضى بسبب خطورة النسخة الجديدة الجنوب افريقية من الفايروس المتجدد اللعين، وبسب عدم نفع اللقاح فيه حاليا.
فأين نحن من هذه التطورات؟!
على الاغلب ان النسخة الجنوب افريقية منتشرة بيننا ونحن لا ندري. فها هي الإصابات تنتشر والاعراض قاسية وتصيب الشباب، وعدد الموتى يزداد، ولكن الناس في غفلة، وفي حالة انفصال عن الواقع، وكأن على رؤوسهم الطير.
لكل ذلك أقول " الأمور تتجه نحو الأسوأ".
وليرحمنا الله من غفلتنا ومن عائلة الفايروس الكوروني المتجدد والمتحور
حدثني صديقي حمدي المصري فقال. لما اشتد المرض على صديقي الصدوق، رحمه الله، ونقل الى المشفى العسكري، لم يكن امامي خيار سوى ان اذهب لزيارته في المشفى العسكري مهما كانت المخاطر، وقد فعلت ذلك مع علمي وادراكي بالمخاطر والخوف المقترن باسم المشفى. وأضاف وعندما عبرت قدماي بوابة المستشفى، شعرت وكأنني عبرت الى عالم اخر، اشتممت رائحة الموت فورا. كان امرا رهيبا، ذلك الشعور، وتلك المشاهد، وكل ذلك الألم، وكأن المشفى في عالم اخر، في كوكب اخر، غارق في الألم والموت والخوف.
كل شيء وكل حركة هناك تذكرك بالمرض والالم والموت، الرائحة الوجوه الشاحبة، العيون الشاخصة، والانين الموجع. تسمع وترى الموت وتستشعره في قلبك، وترى الأحبة تنتظر بلهفة مصير احبتهم على اسرة العناية الحثيثة.
وقد شعرت اثناء زيارتي القصيرة ان الناس منقسمة الى قسمين. قسم وهو الذي يعيش داخل مستشفيات الكورونا، وقسم اخر يعيش خارج هذه المستشفيات.
وهذا القسم الخارجي لا يعرف ما الذي يجري في داخل تلك المستشفيات حقيقة. او الاصح لا يريد ان يعرف.
تستغرب كيف ينهمك الناس في حياتهم ولا يلقون بالا لما يجري داخل اسوار المستشفيات التي يتساقط فيها الناس كالفراشات بفعل الفايروس اللعين.
الناس خارج المشافي " كأن على رؤوسهم الطير"، سارحه والرب راعيها، وهذا التعبير يقصد فيه ان الناس يعيشون حالة انفصال عن الواقع بخصوص الكورونا ومخاطرها، فهم لا يريدون ان يعرفوا شيئا عنها، وكأن الناس الذين يموتون في الداخل من كوكب اخر، والعدوى التي اصابتهم تخصهم هم وحدهم، ويظل الحال على ذلك حتى يصاب الانسان فيجد نفسه في ميمعة المرض والالم والبعد عن الناس، بل يجد نفسه بين يدي قنينة الاوكسجين فاذا فرغت انقطع نفسه وانتهت حياته.
ويرى السيد حمدي بان هناك لغز في الموضوع؟! هذا الانفصال عن الواقع العجيب!!. وكان الفايروس نوعان، نوع يصيب البعض في جسدهم، وتظهر عليهم الاعراض. وفايروس يصيب عقول بعض الناس فيعطلها، ويجعلها غائبة عن الواقع منفصلة غير قادرة على رؤية حقيقة ما يجري.
وما يجري ظاهرة غير مفهومة وغريبة بحق. والا كيف يمكن للناس ان تتجاهل المرض والعدوى وكأنه لم يكن وهو على الأبواب، وأصبح يحيط بنا من كل صوب وحدب؟؟!!
ويرى السيد حمدي ان تعامل الناس مع مخاطر الجائحة، وحالات الاستهتار والانكار السائدة، تشيء بغياب العقل والمنطق، ويعود ذلك على الاغلب الى سيطرة الفايروس على عقول الناس، فليس هناك تفسير اخر حسب وجهة نظره، لان الموضوع يتنافى مع المنطق.
طبعا من الطبيعي ان تسمع هذا الكلام من شخص زار المستشفى العسكري او أي مستشفى يعالج مرضى الكورنا الذين تتطلب حالاتهم عناية مركزة، وان يشاهد بأم عينه ما يكابده مرضى الكورونا واهلمهم المنتظرين مصيرهم، ويشتم رائحة الموت، ويشعر بما يكابده الناس من الم ووجع وعذاب، وهم جميعا أقرب الى الموت من الحياة، ورائحة الموت والعقاقير تعبق في المكان.
والادهى ان يكون قد فقد صديقه المقرب ايضا بسبب هذه العدوى اللعينة، رغم نقله للعلاج في مستشفيات الداخل.
ومثل هذا الفقد كان غير متوقع ومثل صدمة عنيفة، وفي نفس الوقت يؤشر الى خطورة المرض وجديته، واهمية التعامل مع مخاطره والالتزام بالتعليمات لتجنب الإصابة، لكنه يرى الناس في المقابل وكأنهم سكارى وما هم بسكارى، يسيرون في الأسواق كل يلاحق شأنه، ولا يتوقف ولا يكاد يلتفت الا إذا أصيب بالعدوى، وهنا تقع الكارثة، ويدخل المصاب في دائرة الألم التي يعيش في داخلها مرضى العدوى حصرا، ويصبح من سكان المستشفيات.
وانا اثني على كلام السيد حمدي المصري، وارى ان موقف الناس وتعاملهم مع المرض عجيب غريب.
وكأنهم لا يزالون غير مصدقين لوجود الفايروس أصلا، رغم انه فتك بأعداد هائلة من الناس. وحتى المصدق لوجود العدوى تجده يتهاون وبالتالي يعرض نفسه للإصابة وربما الموت. والشواهد على ذلك عديدة.
قبل قليل قرات على الفيسبوك بأن زميل عمل، وهو السيد بشير عبيد، يعلن عن اصابته بالعدوى، فقمت على الاتصال به فورا، وسألته اول ما سألته عن كيف أصيب فأخبرني ان زميله في المكتب حضر الى العمل يوم الاحد، وكان يبدو عليه المرض، تخيلوا؟!!
وقلنا له بأنك تبدو مريضا فانكر المرض، واستهجن، واستبعد الإصابة، واستمر في الدوام، مدعيا كألوف من الناس، ان لم يكن كل الناس، بأنه مجرد رشح بسيط، ولكن اعراض المرض اشتدت عليه اثناء الدوام فطلب منه الزملاء ان يقوم بالفحص، فانتظر الى اليوم التالي او الذي بعده ليقوم بالفحص، بعد ان اقعده المرض واستوى كحبة تين ناضجة تماما، وصارت الاعراض جليه واضحة، وبعد ان فات الاون، وخالط كل من في المكتب، الذي يعمل فيه، موزعا عليهم الفايروس اللعين، بما فيهم صديقي السيد بشير الذي ظهرت عليه اعراض الإصابة بعد 4 أيام بالتمام والكمال، فذهب للفحص مجبرا اخاك لا بطل فاظهر الفحص انه مصاب ومن هنا بدأت قصة عذاب بشير افندي مع الكورونا. الله يلطف فيه ويجعلها بردا وسلاما عليه.
والعجيب ان بشير، وكما أخبرني، ورغم شكه بإصابة زميله إبراهيم بالعدوى، لكنه لم يرعوى عن الاختلاط به طوال ذلك اليوم في المكتب، وربما شربا الشاي معا، وتناولا وجبة او وجبتين. وليس ذلك فقط فعندما علم بشير بخروج إبراهيم الى مكان اخر طلب منه ايصاله في طريقة بالسيارة الى البنك لإيداع شيك مستحق، ولم يجد بشير غضاضة في ان يركب معه الى البنك رغم وجود اعراض مرضية واضحة.
حكاية بشير ليست الا نموذج ومثال لما يحصل كل يوم وفي كل الانحاء والامصار ومع كل الاشخاص، وهو ليس المقصود شخصيا في الحديث.
لا يريد أحد ان يصدق انه يمكن ان يصاب بالعدوى، هذا من ناحية، ولا يمتنع الشخص الذي تظهر عليه الاعراض عن مخالطة الناس، ولو من باب الاحتياط لحين اتضاح الرؤيا، ولا يمتنع الشخص السليم عن التعامل مع المشتبه بانه مصاب لأسباب كثيرة، على رأسها الخجل وقانون العيب وطول الامل والاستهانة وعدم تصديق رواية ان الفيروس لعين وسريع الانتشار، وربما لخلل في الأدراك.
وهذا يقودنا للحديث عن النسخة الجديدة المخيفة من الفايروس الكوروني المتحور، والتي منشأها جنوب أفريقيا هذه المرة، والتي فتحت الأبواب على وضع اسخم مما نحن فيه حتما.
والخبر الذي وصلني من صديقي سامر القطSamir Alqot
منشور أصلا في مجلة Best Life الامريكية ويقول الخبر ان د.فوتشي وهو مدير دائرة مكافحة الحساسية والامراض المعدية في أمريكا، ويعتبر اعلى سلطة في مجال الفايروسات عالميا، وله باع طويل في محاربة الفايروسات منذ ظهور فايروس الايدز في ثمانينيات القرن الماضي، يحذر من النسخة الجديدة من الفايروس الكوروني، ويصفها بأنها اسرع انتشارا واعراضه اشد فتكا، حتى من النسخة البريطانية من الفايروس المتحور، واللقاحات الحالية غير فعالة بالشكل الكافي لردعه ، وتحتاج الشركات المصنعة الى زمن إضافي ربما بضعة اشهر لتعديل اللقاحات لتصبح فعالة ضد التحورات الكورونية الجديدة.
ويشير فوتشي الى ان اغلبية التحورات تأتي ضعيفة عادة ، وليس لها فعاليةmeaningless، لكن التحور أحيانا يأتي اقوى من النسخة التي سبقته، وهذا ما حصل هذه المرة، وفي وقت قياسي على ما اعتقد، أولا في بريطانيا وأعلن الأطباء هناك ان سرعة انتشاره تصل الى 70% أسرع من نسخة Covid-19، ولذلك لجأت بريطانيا الى الاغلاق لمدة 6 أسابيع، رغم وجود اللقاح لمحاصرة العدوى، لأنها تتسبب في اغراق المستشفيات في المصابين الذين يحتاجون عناية حثيثة.
ليأتي هذا الفايروس الجديد العن من سابقيه، والذي اعطوه رقم 501.V2 فهو أسرع انتشارا من سابقيه ويشكل تهديدا حقيقا للأمريكيين حسب تصريح فوتشي كونه انتشر في أربع ولايات أمريكية حتى الان.
ويرى فوتشي ان امريكا محظوظة كونها قادرة على مراقبة الوضع والتعرف على أي نسخ جديدة من الفايروس المتحور، وتتعرف على مدى قدرتها وفعاليتها وهذه الخاصية ليست متوفرة لدى العديد من الدول، وهذه مفردة مهمة بالنسبة لنا.
المهم ان الجهات الصحية المعنية في أمريكا أعلنت حالة الطواري لمواجهة الخطر الجديد الذي ينظر اليه على انه اشد فتكا من الفايروس في نسخته الأولى، والثانية النسخة البريطانية، وهو ما يجعل الالتزام بالتعليمات الصحية والمتمثلة في لبس الكمامة، والتباعد الاجتماعي وتجنب التجمعات، والخروج الى الجبل أي المناطق المفتوحة، وغسل الايدي بين فترة وأخرى، وهي الطقوس التي تقضي على أي فايروس كما يقول المختصين هناك ، أصبحت أكثر الحاحا من أي وقت مضى بسبب خطورة النسخة الجديدة الجنوب افريقية من الفايروس المتجدد اللعين، وبسب عدم نفع اللقاح فيه حاليا.
فأين نحن من هذه التطورات؟!
على الاغلب ان النسخة الجنوب افريقية منتشرة بيننا ونحن لا ندري. فها هي الإصابات تنتشر والاعراض قاسية وتصيب الشباب، وعدد الموتى يزداد، ولكن الناس في غفلة، وفي حالة انفصال عن الواقع، وكأن على رؤوسهم الطير.
لكل ذلك أقول " الأمور تتجه نحو الأسوأ".
وليرحمنا الله من غفلتنا ومن عائلة الفايروس الكوروني المتجدد والمتحور