وصلني على مدار أيام الكورونا اللعينة، ثلاثة حكايات من الخيال السحري، تنفع فصول او أجزاء من قصة ملحمية من الزمن الكوروني، على شاكلة ألف ليلة وليلة، ذلك لأنها تشبه الكذب، وتشي بأن المخفي أعظم فيما يجري وراء الكواليس او على السكيت وانه لا امل في الخلاص.
الفصل الأول بطل القصة صديقي فادي جرار، وكان من أوائل الناس الذين أصيبوا بالكورونا، رغم انه رياضي، ويعمل في مجال مبيعات مستلزمات الصيدليات.
فحينما سألت فادي عن كيف أصيب، أخبرني بأنه التقى مع دكتور صيدلي صديق له بحكم العمل، وان ذلك الدكتور الصيدلي دعاه لتناول مشروب بارد في مقهى اول محل عصاير لم يفصل في هذه.
المهم ان فادي يقول اشتبهت صراحة انه مريض فقد كان وجهه ممتقع ويؤشر الى ان هناك خطب ما!؟ فسأله فادي إذا كان مكورن فنفي نفيا قاطعا.
ولتكتمل المأساة استجاب فادي الى الدعوة وذهبا الى مطعم قريب وهناك وقعت الكاثرة.
فسألته، الم تأخذ حذرك؟! فرد على فادي انه وبسبب الاكتظاظ في المطعم جلسا قريبين معا، وانه عندما أراد ان يتكلم كان يمد بوزه لان المحل دوشه كي اسمع الكلام. اسمع الكلام يا عبد السلام.
في اليوم التالي شعر فادي بأعراض الكورونا، وذهب للفحص قبل ان تكتظ امكان الفحص بدورها ليتبين انه فعلا مصاب، وتم الحجر عليه أربعة عشرة ليلة، ليلة تنطح ليلة، ولم تترك الإصابة اثارا طويلة الأمد، رغم انه أحس بكل ما يحس به المكورن من الم وخوف وعزلة وترقب.
الفصل الثاني من صديقي الصدوق الشاعر الهمام بدون ذكر الأسماء، وحكايته سمعتها منذ مدة ليست قصيرة، حيث أخبرني انه مر صباح أحد الأيام، من امام منزل أحد معارفه، فاقترب منه وسلم عليه وشرب معه الشاي، بحكم الجيرة والعشرة، والمذكور يعمل في المجال الطبي، واغلب الشعراء لديهم فراسة، فنظر نظرة الي وجه جاره، فارتاب من حاله، وما بدى له قبل سؤاله، فقد احتقن واصفر.
وعندما صارحه صديقي الصدوق وسأله هل انت مصاب في الكورونا؟ فاستهجن الجار وأنكر. لكنه في اليوم التالي اتصل في صديقي الصدوق وأخبره ان عليه اجراء فحص كورونا كونه مخالط، فقد تبين انه مصاب فعلا. زغرتي يا هلاله.
اما الحكاية الثالثة فهي ليست فقط حكاية من الخيال الكوروني، ولكنني اظنها جريمة مكتملة الأركان، ان كانت قد حصلت فعلا.
فقد حدثني اليوم صديقي فقال:
حدثني صديقي، ان صديقا له دعاه للذهاب معه مشوار في السيارة مسافة عشرة كيلومتر ذهابا وايابا، لقضاء حاجة، فاستجاب له المسكين ويا ليته ما استجاب.
وأضاف المغرر به، بانه ما ان تحركت السيارة حتى بدى له ان صديقه الذي دعاه، وعلى المستشفى في نهاية المطاف وداه، بانه مكورن وبدأ يسعل، وكانت عيونه محمرة كجمرة في وسط النار.
فسأل المغرر به صديقه سائق الحافلة إذا كان مصاب بالكورونا فانكر طبعا، عادي، كل الناس تنكر المرض خاصة الكورونا القاتله، ويضيف صديق سائق السيارة، بأنني قمت على فتح الشباك فطلب مني اقفاله لأنه يشعر بالبرد فأقفلته بناء على رغبته.
وحتى تكتمل المأساة الجريمة، وعلى الرغم انه لم يتوقف عن السعال الا انه لم يتوقف عن التدخين أيضا.
المهم يقول هذا الراوي ولا أدرى مدى صدق روايته، فهي تبدو من الخيال السحري الكوروني العجيب، بأنه ما انتهى ذلك المشوار اللعين حتى شعر وكأن ماء نار قد عبرت انفه الى دماغه، واعتراه منذ تلك اللحظة ما يعتري المكورن، ليذهب في اليوم التالي للفحص لتأتي النتيجة باللون الاحمر.
ولم تنته الى هنا حكاية هذه المأساة. حيث يقول اتصلت بصديقي لأخبره عن مصابي، فكأنني رايته من خلال الجوال يركع لي، راجيا ان لا أخبر أحدا بما جرى له ولي، او انه كان وراء ما حل بي من كارثة.
والسبب يقول الراوي ، وهو أقبح من ذنب هنا، انه مقاول ينقل أطفال في سيارته ويخشى ان يمتنع الأهالي عن ارسال أطفالهم معه فينقطع رزقه.
الصحيح معه حق الا يقول المثل الدارج قطع الاعناق ولا قطع الارزاق! فلتقطع اعناق كل الأطفال، وكل الأهالي، وكل الناس، على ان لا يقطع رزق مكورن واحد، صاحب باص او صاحب بقالة او صاحب عرباية.
وها انا اسكت عن الكلام المباح وغير المباح، والى راح راح، وسلامة تسلمكم.
الفصل الأول بطل القصة صديقي فادي جرار، وكان من أوائل الناس الذين أصيبوا بالكورونا، رغم انه رياضي، ويعمل في مجال مبيعات مستلزمات الصيدليات.
فحينما سألت فادي عن كيف أصيب، أخبرني بأنه التقى مع دكتور صيدلي صديق له بحكم العمل، وان ذلك الدكتور الصيدلي دعاه لتناول مشروب بارد في مقهى اول محل عصاير لم يفصل في هذه.
المهم ان فادي يقول اشتبهت صراحة انه مريض فقد كان وجهه ممتقع ويؤشر الى ان هناك خطب ما!؟ فسأله فادي إذا كان مكورن فنفي نفيا قاطعا.
ولتكتمل المأساة استجاب فادي الى الدعوة وذهبا الى مطعم قريب وهناك وقعت الكاثرة.
فسألته، الم تأخذ حذرك؟! فرد على فادي انه وبسبب الاكتظاظ في المطعم جلسا قريبين معا، وانه عندما أراد ان يتكلم كان يمد بوزه لان المحل دوشه كي اسمع الكلام. اسمع الكلام يا عبد السلام.
في اليوم التالي شعر فادي بأعراض الكورونا، وذهب للفحص قبل ان تكتظ امكان الفحص بدورها ليتبين انه فعلا مصاب، وتم الحجر عليه أربعة عشرة ليلة، ليلة تنطح ليلة، ولم تترك الإصابة اثارا طويلة الأمد، رغم انه أحس بكل ما يحس به المكورن من الم وخوف وعزلة وترقب.
الفصل الثاني من صديقي الصدوق الشاعر الهمام بدون ذكر الأسماء، وحكايته سمعتها منذ مدة ليست قصيرة، حيث أخبرني انه مر صباح أحد الأيام، من امام منزل أحد معارفه، فاقترب منه وسلم عليه وشرب معه الشاي، بحكم الجيرة والعشرة، والمذكور يعمل في المجال الطبي، واغلب الشعراء لديهم فراسة، فنظر نظرة الي وجه جاره، فارتاب من حاله، وما بدى له قبل سؤاله، فقد احتقن واصفر.
وعندما صارحه صديقي الصدوق وسأله هل انت مصاب في الكورونا؟ فاستهجن الجار وأنكر. لكنه في اليوم التالي اتصل في صديقي الصدوق وأخبره ان عليه اجراء فحص كورونا كونه مخالط، فقد تبين انه مصاب فعلا. زغرتي يا هلاله.
اما الحكاية الثالثة فهي ليست فقط حكاية من الخيال الكوروني، ولكنني اظنها جريمة مكتملة الأركان، ان كانت قد حصلت فعلا.
فقد حدثني اليوم صديقي فقال:
حدثني صديقي، ان صديقا له دعاه للذهاب معه مشوار في السيارة مسافة عشرة كيلومتر ذهابا وايابا، لقضاء حاجة، فاستجاب له المسكين ويا ليته ما استجاب.
وأضاف المغرر به، بانه ما ان تحركت السيارة حتى بدى له ان صديقه الذي دعاه، وعلى المستشفى في نهاية المطاف وداه، بانه مكورن وبدأ يسعل، وكانت عيونه محمرة كجمرة في وسط النار.
فسأل المغرر به صديقه سائق الحافلة إذا كان مصاب بالكورونا فانكر طبعا، عادي، كل الناس تنكر المرض خاصة الكورونا القاتله، ويضيف صديق سائق السيارة، بأنني قمت على فتح الشباك فطلب مني اقفاله لأنه يشعر بالبرد فأقفلته بناء على رغبته.
وحتى تكتمل المأساة الجريمة، وعلى الرغم انه لم يتوقف عن السعال الا انه لم يتوقف عن التدخين أيضا.
المهم يقول هذا الراوي ولا أدرى مدى صدق روايته، فهي تبدو من الخيال السحري الكوروني العجيب، بأنه ما انتهى ذلك المشوار اللعين حتى شعر وكأن ماء نار قد عبرت انفه الى دماغه، واعتراه منذ تلك اللحظة ما يعتري المكورن، ليذهب في اليوم التالي للفحص لتأتي النتيجة باللون الاحمر.
ولم تنته الى هنا حكاية هذه المأساة. حيث يقول اتصلت بصديقي لأخبره عن مصابي، فكأنني رايته من خلال الجوال يركع لي، راجيا ان لا أخبر أحدا بما جرى له ولي، او انه كان وراء ما حل بي من كارثة.
والسبب يقول الراوي ، وهو أقبح من ذنب هنا، انه مقاول ينقل أطفال في سيارته ويخشى ان يمتنع الأهالي عن ارسال أطفالهم معه فينقطع رزقه.
الصحيح معه حق الا يقول المثل الدارج قطع الاعناق ولا قطع الارزاق! فلتقطع اعناق كل الأطفال، وكل الأهالي، وكل الناس، على ان لا يقطع رزق مكورن واحد، صاحب باص او صاحب بقالة او صاحب عرباية.
وها انا اسكت عن الكلام المباح وغير المباح، والى راح راح، وسلامة تسلمكم.