المحن منح، وكل شيء في هذه الدنيا له وجهان، واحد سلبي واخر إيجابي، وهذا هو ديدن الحياة التي تقوم على النقائض والمتقابلات.
وحتى جائحة كورونا وعلى الرغم من الدمار الشامل الذي تسببت فيه حتى الان في المجالات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية والصحية.. الخ. لكنها تظل محنة عظيمة ستأتي فيما بعد بنتائج مبشرة وخيرة للإنسانية كأي محنة تأتي في جذورها بالخير والمنح.
وسوف ينتج عنها منح عظيمة حتما عظم الألم الذي تسببت به، فالعلاقة بينهما طردية. وتتمثل هذه المنح في نهوض غير مسبوق، على شاكلة قفزات حضارية هائلة تتناسب طرديا مع قوة الالام، وشدتها، واتساع رقعتها، والتي اوقعتها الجائحة، وتسببت بها وما تزال، فهذا ديدن الحياة ايضا، وسر الإنجازات العبقرية فيها عبر التاريخ، والأدلة على ذلك كثيرة، سأحاول ان اسوقها هنا وباختصار.
ولا بد من الإشارة أولا ان هذه ليست محاولة للتهوين من كارثية الوضع، ومأساوية ما تسببت فيه هذه الجائحة، او انها محاولة لرسم صورة وردية لبث الامل الزائف في النفوس، او التهوين من شدة ما خلفته، وتخلفه هذه التجربة الإنسانية المريرة والمدمرة وانما هو مستنبط من وقائع التاريخ وما تراكم لدينا من معارف، وفهم لسر النهوض الحضاري.
فهذه الجائحة حرب شاملة مؤلمة ومدمرة وقد عصفت بالبشرية على حين غرة ودون سابق انذار، وقد تسببت بآلام واوجاع لا مثيل لها حتى في تاريخ البشرية، خاصة ان الامر لم ينتهي بعد، والابواب مفتوحة على كل الاحتمالات، ولربما يتجاوز عدد ضحايا الجائحة الكورونية في نهاية المطاف عدد قتلى الأنفلونزا الاسبانية التي قتلت الملايين مطلع القرن العشرين، وذلك رغم التقدم العلمي الهائل الذي تحصل في السنوات القليلة الماضية خاصة في مجال الهندسة الوراثية وأدى الى تحقيق تقدم غير مسبوق في صناعة لقاح في فترة زمنية قياسية اعتمادا على هندسة الجينات.
والحقيقة الماثلة امامنا الان هي ان جيوش الفايروسات الكورونية التاجية، شنت حرب عالمية شاملة على البشرية، وهي حقيقة حرب دمار شامل، رجحت فيها كفة الفايروسات التي شنت وما تزال حرب إبادة عصفت بالبشرية منذ مطلع العام الماضي 2020، وكان للفايروسات اليد العليا فيها، فأصابت، وقتلت، وعطلت الحياة الاقتصادية، وتسببت بأزمات لا متناهية نفسية واجتماعية ومالية إضافة طبعا الى الازمات الصحية المؤلمة والقاتلة. وفي كل يوم يسقط ضحايا يضافون الى الذين سقطوا حتى الان بعد معاناة لا تطاق ويصعب وصفها في غرف العناية الحثيثة حيث يستهدف الفايروس أجهزة التنفس وما يلبث ان يخنق ضحاياها خنقا قاضيا عليهم.
لكن هذا الواقع المرير ورغم فداحة النتائج والدمار الهائل الذي خلفته الجائحة وما تزال، هو بالتحديد الذي سيولد تلك النهضة الهائلة الموعودة والتي اظنها واقعة لا محالة إذا لم تتسبب الجائحة في فناء البشرية وتم السيطرة على العدوى في وقت ما قريب سواء من خلال اللقاحات العديدة او من خلال مناعة القطيع او تحور الفايروس من جديد ليصبح ضعيف هذه المرة ويفنى لوحده دون تمكن البشر من عمل شيء لردعه.
ذلك لأنه أينما وجد الألم ولد الابداع والعبقرية والإنجازات المهولة الحضارية، فماذا نتوقع إذا وقد أصبح الألم طوفانا يعم العالم اجمع، ولن يسلم منه انسان كائن من كان وسوف يناله من حب والم الكورونا جانب وان لم يكن في المجال الصحي.
يقول جبران خليل جبران، "اللؤلؤة هيكل بناه الألم حول حبة رمل"، ولا شك ان هذا يعني في راي جبران بأن الألم سر الابداع والتألق ومخرجات عقول المبدعين من جواهر وابداعات.
ولقد اختبر جبران خليل جبران الألم بنفسه منذ طفولته، فأولا هناك غياب للوالد الذي كان يعمل في رعي الغنم، وتزوجته ام جبران بعد موت زوجها الأول، وما لبث ان سجن وجبران ما يزال صغير. لكن الألم الذي أصاب جبران في الطفولة وظل معه طوال حياته، هو الم الكتف الذي أصيب كنتيجة لسقوطه من مكان مرتفع، ويقال ان ذلك الألم ظل رفيق جبران مدى الحياة.
كما ان جبران هاجر مع والدته وهو ما يزال صغير، وهي التي تركت زوجها وهاجرت الى الولايات المتحدة مصطحبة اطفالها من الزوجين. وما ان بلغ جبران الثامنة عشرة حتى فقد امه، واخته واخاه ليبقي وحيدا متألما طوال حياته، فصنعه المه ذلك فذا عبقريا، بشاهدة تلك التركة الفنية العظيمة التي خلفها من كتابات نثرية او سردية او فلسفية او حتى فن ورسم حيث كان إضافة الى كونه كاتبا فنانا مرموقا.
المهم ان جبران لاحظ بان الذي يصنع الإنجاز العبقري ليس راحت البال او البدن وانما هو الألم على كافة اشكاله.
وفكرة جبران خليل جبران ليست جديدة، فقد ورد في الحديث الشريف ان الأنبياء اشد الناس ابتلاء، فقد روى الترمذي (2398) عن سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أي الناس اشد بلاء؟ قال الانبياء ثم الأمثل فالأمثل...". وهذا الحديث يؤشر الى ان ليس كل بلاء شيء سلبي، فقد يكون البلاء سبب في صنع الأنبياء، ولا يوجد نبي الا وقد اختبر ابتلاءات عظيمة وقصص ابتلاءات الانبياء معروفة للعامة.
حديثا أيضا، خلص الفيلسوف والمؤرخ الأمريكي ويل ديورانت وزوجته وشريكته ويل في تأليف موسوعة قصة الحضارة، خلص الى ان سر نهضة الشعوب هي الحروب، وقد قدم الأدلة على ذلك في موسوعته من التاريخ، فهو يرى انه لم تمر نهضة في التاريخ الإنساني الا وسبقها حرب طاحنة. ومن الأمثلة على ذلك النهوض الياباني، والألماني، والامريكي الذي جاء في كل من هذه البلاد بعد حروب طاحنة ومكلفة في المال والبشر.
كما ينظر العديد من علماء النفس ان هناك علاقة بين الاحداث والتجارب الماساوية traumatic experiences والابداع .
وقد توصلت شخصيا عبر بحث طويل ان الألم هو مفجر الابداع وسر الدافعية الابداعية. وقد أظهرت ابحاثي التي استهدفت العثور على رابط محتمل بين اليتم والابداع، ان اليتم يمثل اعلى مسبب للألم، ولذلك فهو صانع العبقرية والإنجازات الإبداعية في حدها الاقصى.
وفي بحث احصائي وتحليلي على عينة دراسية يتكون افرادها من افراد أعظم 100 شخصية في التاريخ، الواردة أسمائهم في كتاب الأمريكي مايكل هارت، وهو الكاتب الذي وضع سيدنا محمد في كتابه المذكور على راس أعظم العظماء في التاريخ. تلك العينة التي استخدمتها لدراسية تلك العلاقة المفترضة، اظهرت ان 54% من أعظم 100 شخصية تاريخية هم من الايتام وان باقي من وردت أسماؤهم في الكتاب مجهولي الطفولة فيما عدا اثنين فقط وهو ما يشير الى أهمية اليتم والماسي والمحن في صنع العبقرية والإنجازات العبقرية العظيمة والقيادة الفذة.
كما اكدت عشر دراسات أخرى لاحقة أجريتها على عينات من الافراد العباقرة في مجالاتهم المختلفة نتائج مماثلة ومتقاربة جدا، ودائما تتعدى عامل الصدفة، واشارت بدون مواربة الى ان العلاقة بين اليتم والعبقرية يتعدى عامل الصدفة، بل اكدت ان العلاقة بين اليتم والعبقرية هي علاقة السبب بالنتيجة.
لكل ذلك أقول بأن هذه الحرب التي تسببت حتى الان بالكثير من الألم والفقد والخسائر المتراكمة الى حد انه يمكن القول بأنها احالت حياة البشر الى ركام وحطام بشكل غير مسبوق، لكن وعلى الرغم من فادحة ما خلفته فسوف تتسبب هذه الحرب وافرازاتها في وقت لاحق وبالضرورة والحتمية التاريخية، ومن واقع تلك العلاقة المفترضة بين الألم والإنجازات الإبداعية والعبقرية، وبعد ان تضع الحرب اوزارها، ولمن يبق على قيد الحياة للأسف، وإذا لم تتسبب في فناء البشرية اصلا، سوف تتسبب بنهضة حضارية غير مسبوقة، ذلك لان الألم الذي خلفته غير مسبوق.
وأقول أيضا انه وعلى الرغم من بشاعة الواقع الحالي وارتفاع الثمن الذي ستدفعه البشرية في هذه الحرب غير المتكافئة لكنها ستحصد لاحقا وعلى إثر ما ستخلفه هذه الحرب من الم ستحصد نهوضا، وقفزة حضارية لا يمكن معرفة مداها، لكنها حتما ستغير وجه المعمورة، وقد تنقل البشر الى كواكب اخرى.
فهناك جانب ايجابي لما نحن فيه رغم قتامة الصورة، فمن رحم المأساة تولد الحياة، والمحن منح، والحروب سر نهضة الشعوب، والم لا حدود له يعني ابداع لا حدود له.
فطوبا لمن ينجو من هذه الحرب المدمرة، وينجح في العبور الى عصر ما بعد الكورونا.
وسوف تعلمون.
وحتى جائحة كورونا وعلى الرغم من الدمار الشامل الذي تسببت فيه حتى الان في المجالات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية والصحية.. الخ. لكنها تظل محنة عظيمة ستأتي فيما بعد بنتائج مبشرة وخيرة للإنسانية كأي محنة تأتي في جذورها بالخير والمنح.
وسوف ينتج عنها منح عظيمة حتما عظم الألم الذي تسببت به، فالعلاقة بينهما طردية. وتتمثل هذه المنح في نهوض غير مسبوق، على شاكلة قفزات حضارية هائلة تتناسب طرديا مع قوة الالام، وشدتها، واتساع رقعتها، والتي اوقعتها الجائحة، وتسببت بها وما تزال، فهذا ديدن الحياة ايضا، وسر الإنجازات العبقرية فيها عبر التاريخ، والأدلة على ذلك كثيرة، سأحاول ان اسوقها هنا وباختصار.
ولا بد من الإشارة أولا ان هذه ليست محاولة للتهوين من كارثية الوضع، ومأساوية ما تسببت فيه هذه الجائحة، او انها محاولة لرسم صورة وردية لبث الامل الزائف في النفوس، او التهوين من شدة ما خلفته، وتخلفه هذه التجربة الإنسانية المريرة والمدمرة وانما هو مستنبط من وقائع التاريخ وما تراكم لدينا من معارف، وفهم لسر النهوض الحضاري.
فهذه الجائحة حرب شاملة مؤلمة ومدمرة وقد عصفت بالبشرية على حين غرة ودون سابق انذار، وقد تسببت بآلام واوجاع لا مثيل لها حتى في تاريخ البشرية، خاصة ان الامر لم ينتهي بعد، والابواب مفتوحة على كل الاحتمالات، ولربما يتجاوز عدد ضحايا الجائحة الكورونية في نهاية المطاف عدد قتلى الأنفلونزا الاسبانية التي قتلت الملايين مطلع القرن العشرين، وذلك رغم التقدم العلمي الهائل الذي تحصل في السنوات القليلة الماضية خاصة في مجال الهندسة الوراثية وأدى الى تحقيق تقدم غير مسبوق في صناعة لقاح في فترة زمنية قياسية اعتمادا على هندسة الجينات.
والحقيقة الماثلة امامنا الان هي ان جيوش الفايروسات الكورونية التاجية، شنت حرب عالمية شاملة على البشرية، وهي حقيقة حرب دمار شامل، رجحت فيها كفة الفايروسات التي شنت وما تزال حرب إبادة عصفت بالبشرية منذ مطلع العام الماضي 2020، وكان للفايروسات اليد العليا فيها، فأصابت، وقتلت، وعطلت الحياة الاقتصادية، وتسببت بأزمات لا متناهية نفسية واجتماعية ومالية إضافة طبعا الى الازمات الصحية المؤلمة والقاتلة. وفي كل يوم يسقط ضحايا يضافون الى الذين سقطوا حتى الان بعد معاناة لا تطاق ويصعب وصفها في غرف العناية الحثيثة حيث يستهدف الفايروس أجهزة التنفس وما يلبث ان يخنق ضحاياها خنقا قاضيا عليهم.
لكن هذا الواقع المرير ورغم فداحة النتائج والدمار الهائل الذي خلفته الجائحة وما تزال، هو بالتحديد الذي سيولد تلك النهضة الهائلة الموعودة والتي اظنها واقعة لا محالة إذا لم تتسبب الجائحة في فناء البشرية وتم السيطرة على العدوى في وقت ما قريب سواء من خلال اللقاحات العديدة او من خلال مناعة القطيع او تحور الفايروس من جديد ليصبح ضعيف هذه المرة ويفنى لوحده دون تمكن البشر من عمل شيء لردعه.
ذلك لأنه أينما وجد الألم ولد الابداع والعبقرية والإنجازات المهولة الحضارية، فماذا نتوقع إذا وقد أصبح الألم طوفانا يعم العالم اجمع، ولن يسلم منه انسان كائن من كان وسوف يناله من حب والم الكورونا جانب وان لم يكن في المجال الصحي.
يقول جبران خليل جبران، "اللؤلؤة هيكل بناه الألم حول حبة رمل"، ولا شك ان هذا يعني في راي جبران بأن الألم سر الابداع والتألق ومخرجات عقول المبدعين من جواهر وابداعات.
ولقد اختبر جبران خليل جبران الألم بنفسه منذ طفولته، فأولا هناك غياب للوالد الذي كان يعمل في رعي الغنم، وتزوجته ام جبران بعد موت زوجها الأول، وما لبث ان سجن وجبران ما يزال صغير. لكن الألم الذي أصاب جبران في الطفولة وظل معه طوال حياته، هو الم الكتف الذي أصيب كنتيجة لسقوطه من مكان مرتفع، ويقال ان ذلك الألم ظل رفيق جبران مدى الحياة.
كما ان جبران هاجر مع والدته وهو ما يزال صغير، وهي التي تركت زوجها وهاجرت الى الولايات المتحدة مصطحبة اطفالها من الزوجين. وما ان بلغ جبران الثامنة عشرة حتى فقد امه، واخته واخاه ليبقي وحيدا متألما طوال حياته، فصنعه المه ذلك فذا عبقريا، بشاهدة تلك التركة الفنية العظيمة التي خلفها من كتابات نثرية او سردية او فلسفية او حتى فن ورسم حيث كان إضافة الى كونه كاتبا فنانا مرموقا.
المهم ان جبران لاحظ بان الذي يصنع الإنجاز العبقري ليس راحت البال او البدن وانما هو الألم على كافة اشكاله.
وفكرة جبران خليل جبران ليست جديدة، فقد ورد في الحديث الشريف ان الأنبياء اشد الناس ابتلاء، فقد روى الترمذي (2398) عن سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أي الناس اشد بلاء؟ قال الانبياء ثم الأمثل فالأمثل...". وهذا الحديث يؤشر الى ان ليس كل بلاء شيء سلبي، فقد يكون البلاء سبب في صنع الأنبياء، ولا يوجد نبي الا وقد اختبر ابتلاءات عظيمة وقصص ابتلاءات الانبياء معروفة للعامة.
حديثا أيضا، خلص الفيلسوف والمؤرخ الأمريكي ويل ديورانت وزوجته وشريكته ويل في تأليف موسوعة قصة الحضارة، خلص الى ان سر نهضة الشعوب هي الحروب، وقد قدم الأدلة على ذلك في موسوعته من التاريخ، فهو يرى انه لم تمر نهضة في التاريخ الإنساني الا وسبقها حرب طاحنة. ومن الأمثلة على ذلك النهوض الياباني، والألماني، والامريكي الذي جاء في كل من هذه البلاد بعد حروب طاحنة ومكلفة في المال والبشر.
كما ينظر العديد من علماء النفس ان هناك علاقة بين الاحداث والتجارب الماساوية traumatic experiences والابداع .
وقد توصلت شخصيا عبر بحث طويل ان الألم هو مفجر الابداع وسر الدافعية الابداعية. وقد أظهرت ابحاثي التي استهدفت العثور على رابط محتمل بين اليتم والابداع، ان اليتم يمثل اعلى مسبب للألم، ولذلك فهو صانع العبقرية والإنجازات الإبداعية في حدها الاقصى.
وفي بحث احصائي وتحليلي على عينة دراسية يتكون افرادها من افراد أعظم 100 شخصية في التاريخ، الواردة أسمائهم في كتاب الأمريكي مايكل هارت، وهو الكاتب الذي وضع سيدنا محمد في كتابه المذكور على راس أعظم العظماء في التاريخ. تلك العينة التي استخدمتها لدراسية تلك العلاقة المفترضة، اظهرت ان 54% من أعظم 100 شخصية تاريخية هم من الايتام وان باقي من وردت أسماؤهم في الكتاب مجهولي الطفولة فيما عدا اثنين فقط وهو ما يشير الى أهمية اليتم والماسي والمحن في صنع العبقرية والإنجازات العبقرية العظيمة والقيادة الفذة.
كما اكدت عشر دراسات أخرى لاحقة أجريتها على عينات من الافراد العباقرة في مجالاتهم المختلفة نتائج مماثلة ومتقاربة جدا، ودائما تتعدى عامل الصدفة، واشارت بدون مواربة الى ان العلاقة بين اليتم والعبقرية يتعدى عامل الصدفة، بل اكدت ان العلاقة بين اليتم والعبقرية هي علاقة السبب بالنتيجة.
لكل ذلك أقول بأن هذه الحرب التي تسببت حتى الان بالكثير من الألم والفقد والخسائر المتراكمة الى حد انه يمكن القول بأنها احالت حياة البشر الى ركام وحطام بشكل غير مسبوق، لكن وعلى الرغم من فادحة ما خلفته فسوف تتسبب هذه الحرب وافرازاتها في وقت لاحق وبالضرورة والحتمية التاريخية، ومن واقع تلك العلاقة المفترضة بين الألم والإنجازات الإبداعية والعبقرية، وبعد ان تضع الحرب اوزارها، ولمن يبق على قيد الحياة للأسف، وإذا لم تتسبب في فناء البشرية اصلا، سوف تتسبب بنهضة حضارية غير مسبوقة، ذلك لان الألم الذي خلفته غير مسبوق.
وأقول أيضا انه وعلى الرغم من بشاعة الواقع الحالي وارتفاع الثمن الذي ستدفعه البشرية في هذه الحرب غير المتكافئة لكنها ستحصد لاحقا وعلى إثر ما ستخلفه هذه الحرب من الم ستحصد نهوضا، وقفزة حضارية لا يمكن معرفة مداها، لكنها حتما ستغير وجه المعمورة، وقد تنقل البشر الى كواكب اخرى.
فهناك جانب ايجابي لما نحن فيه رغم قتامة الصورة، فمن رحم المأساة تولد الحياة، والمحن منح، والحروب سر نهضة الشعوب، والم لا حدود له يعني ابداع لا حدود له.
فطوبا لمن ينجو من هذه الحرب المدمرة، وينجح في العبور الى عصر ما بعد الكورونا.
وسوف تعلمون.