د. عثمان أبوزيد - صفارة إنذار أخرى من كورونا

أثار مقالي السابق "كورونا رأي العين" ردودًا كثيرة، وقد تسلمت رسالة في الخاص من أحد أصدقائي لم يرد ظهور اسمه. وقد حدَّثني أيضاً يناشد بتكثيف التوعية بخطورة الجائحة لأن الناس عموماً في السودان غير مكترثين لأعداد الموتى؛ بعضهم توفي في الطريق إلى الخرطوم من الولايات، وبعض آخر على أبواب المستشفيات.
وذكر لي مثالا واضحًا: إن نسبة الإصابة كانت وصلت إلى الصفر في كوالالمبور عندما أقدمت إحدى الطوائف الدينية بإقامة تجمعها السنوي؛ فقفزت النسبة فورًا إلى ما يعرف بالانتشار المفرط..
وقد رأينا في بلادنا أمثال هذه التجمعات، ناهيك عن التظاهرات والاحتفالات.
وإليكم رسالة الأخ الكريم:
صباح النور والبركة والرضى ياكرام
سبحان الله الحي الباقي الوارث
الحافظ الله وهو خير الحافظين
وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا ۗ وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ.
صدق الله العظيم.
هلا بسطنا بين أهلينا وإخواننا ثقافة أخذ الحيطة والحذر من تباعد اجتماعي/ ارتداء للكمامات/ وغسل الأيدي؛ وأخذ أمر هذا الوباء بجدية، وجيل من الفضلاء والفضليات كبار السن يتخطفهم هذا الوباء يوما بعد يوم- ولا نقول الا ما يرضي الرب.
والرسالة إلى صغار السن الذين يخرجون ويجتمعون ويختلطون بلا أدنى حذر، وقد يصيبهم الوباء ولا تظهر عليهم أعراض المرض unsymptomatic ، حتى اذا رجعوا إلى بيوتهم وأهليهم أصابوا كبار السن بالعدوى- وهم فى غفلة.
وبعد ذلك يهرع المصابون إلى أدوية بلدية من ثوم وقرض وزيت سمسم وحوامض وغيرها- لم يثبت بالعلم فائدتها، وإنما بوستات متداولة فى وسائط التواصل الاجتماعى كتبها جاهلون ووجدت آذاناً صاغية، بلا هدى أو اثارة علم معتبر.
وتأخر المصابون الذهاب إلى المستشفيات حتى بعد أن ضاقت أنفاسهم shortness of breath وصرعتهم الحمى، وهم بين منكر للمرض أو متوهم لمناعة ذاتية ( تضعف كثيرًا بتقدم السن، ومرض السكر، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والشرايين).
والآن وبحمد الله وتوفيقه بدأت تظهر لقاحات ثبت نجاعتها efficacy 86% للصيني، و95% لفيزر و موديرنا.
ومباشرة بدأت حملة مضادة تشكك فى اللقاحات وجدواها وتنشر الأكاذيب واشاعات مجافية للحقيقة ولا تصمد حتى لبحث سريع fact checking من مواقع (تلتزم شروط الصحة والدقة) من أنصار نظريات المؤامرة: مثل أن هناك مؤامرة لزرع شرائح مراقبة عبر اللقاحات ترصد حركات المتطعمين كأنها رقيب وعتيد، والعياذ بالله من هذا الخطل.
إلا يحسن بنا ان نحافظ على جيل كبار السن بنشر ثقافة المحافظة على النفوس واتباع واقتفاء أثر العلم والعلماء من خبراء الأوبئة واللقاحات الذين أفنوا أربعين سنة من عمرهم أو أكثر فى تعهد هذه العلوم- وبينهم علماء اتقياء يخافون الله موثوقون لدى عامة الشعب- والتزام توصياتهم ونصائحم.
ألا يحسن بنا فى هذه المجموعات الاسفيرية أن نعطي هذا الأمر جزءًا من بحثنا وجهدنا- توعية للناس وأمرهم بهذا المعروف من تباعد اجتماعي وارتداء للكمامات وغسل الأيدي والحرص على طلب اللقاحات من السلطات التى تقود البلد والالحاح عليها أن توفر هذه اللقاحات بسرعة ( وهناك منظمات مثل ال WHO تسعى لتوفير هذه اللقاحات، وهناك بلدان مثل الصين مستعدة لتوفير هذه اللقاحات كجزء من دبلوماسيتها الطبية health diplomacy
وأخذنا لهذه اللقاحات حين توفرها).
ونهيهم عن منكر التجاهل والغفلة واتباع نظريات المؤامرة.
مارأيكم؟


تعليقات

لا توجد تعليقات.

هذا النص

ملف
حضور الجائحات والأوبئة والأمراض في الاداب والفنون
المشاهدات
722
آخر تحديث
أعلى