القصة القصيرة كنص أدبى هى عمل فى اللغة. وهى كأحد فروع الفن عمل جمالى موضوعه الإنسان. ويملك القاص حرية مطلقة في الحركة والتناول فى حدود الإطار المعمارى لهذا الفن من خصائص وأركان معلومة.
يستخدم المبدع أدواته وحيله التى تزخر بها القصة - أكثر مما يتوفر لأى فن آخر من فنون الكتابة - لعرض تجربة إنسانية، عن طريق وسيط نسميه الراوى، تتعدد صوره وأشكاله بتعدد زوايا الرؤيا التى يمكن منها رصد التجربة. قد يكون الراوي راصداً للتجربة، وقد يكون مشاركاً فيها. لكنه ليس بحال من الاحوال ممثلاً للكاتب أو للقارىء المفترض، فهو راو محايد حتى لو شارك فى الأحداث ولا يمثل إلا نفسه. قد يشي ضمناً بتوجهات الكاتب، أو بانحيازاته. إذ أن الكاتب هو الذى يحدد البؤرة التى سيهتم بها الراوى. وعلى اعتبار أن الفن انتقائى، فالقاريء الذى يستطيع التمييز بين العناصر التى اهتم بها الكاتب، وبين تلك التى أهملها، يمكنه أن يقف على توجهات الكاتب وانحيازاته.
والشخصية القصصية هى فى الأغلب شخص من عموم الناس. ليس متفرداً ولا متميزاً عنهم، ولا يتصف بصفات خارقة، ولا يشبه المبدع ولا يمثله. لكنه يمثل الشخصية الجمعية. وهذا ما يضمن التواصل الوجدانى بين القارىء والنص. فلو اتصفت الشخصية بصفات تتجاوز قدرات النموذج الإنسانى المتعارف عليه، فقد النص جوهر وجوده. فمن النادر أن يتوفر الانفعال بالتجربة مالم تلمس القصة القصيرة منطقة مشتركة بين النوع الانسانى. والأهم أن يفتح الكاتب ثغرة أو طاقة تمكن القارىء من اكتشاف جوهر القوة، أو مكمن الضعف فى صراع الإنسان المحتوم مع العالم، وأساليبه فى التواؤم مع كون يناصبه العداء منذ لحظة الميلاد إلى أن يواريه التراب. ذلك العداء المتمثل فى مهانة الإنسان تجاه الظلم، والتهميش، والجهل، والفقر. أزمة الانسان مقابل الآله، والسلطان، والقانون، ضآلته مقابل الطبيعة، والتاريخ، والموروث. رعب الانسان من المجهول، والغامض، والغيبي. الإنسان وحيرته مقابل طبيعته المتقلبة، وأهوائة، ونزواته، ولا وعيه.
تلك هى القضايا الأساسية للقصة القصيرة، والنص الذى يتجاهل تلك القضايا لكى يهوم فى جماليات اللغة بلا مضمون، لا يدرك صاحبه جوهر وماهية فن القصة. كذلك النص الذى يعيد إنتاج مشهد من الواقع ليستدر عاطفة الشفقة أو الأسى، أو حتى البهجة.
فالواقع المعاش يمد الإنسان بفيض لا ينقطع من تلك المؤثرات، وليس من واجب القصة محاكاته، إنما علي القصة أن تعاون الإنسان على اكتشاف ذاته.
محسن الطوخي
يستخدم المبدع أدواته وحيله التى تزخر بها القصة - أكثر مما يتوفر لأى فن آخر من فنون الكتابة - لعرض تجربة إنسانية، عن طريق وسيط نسميه الراوى، تتعدد صوره وأشكاله بتعدد زوايا الرؤيا التى يمكن منها رصد التجربة. قد يكون الراوي راصداً للتجربة، وقد يكون مشاركاً فيها. لكنه ليس بحال من الاحوال ممثلاً للكاتب أو للقارىء المفترض، فهو راو محايد حتى لو شارك فى الأحداث ولا يمثل إلا نفسه. قد يشي ضمناً بتوجهات الكاتب، أو بانحيازاته. إذ أن الكاتب هو الذى يحدد البؤرة التى سيهتم بها الراوى. وعلى اعتبار أن الفن انتقائى، فالقاريء الذى يستطيع التمييز بين العناصر التى اهتم بها الكاتب، وبين تلك التى أهملها، يمكنه أن يقف على توجهات الكاتب وانحيازاته.
والشخصية القصصية هى فى الأغلب شخص من عموم الناس. ليس متفرداً ولا متميزاً عنهم، ولا يتصف بصفات خارقة، ولا يشبه المبدع ولا يمثله. لكنه يمثل الشخصية الجمعية. وهذا ما يضمن التواصل الوجدانى بين القارىء والنص. فلو اتصفت الشخصية بصفات تتجاوز قدرات النموذج الإنسانى المتعارف عليه، فقد النص جوهر وجوده. فمن النادر أن يتوفر الانفعال بالتجربة مالم تلمس القصة القصيرة منطقة مشتركة بين النوع الانسانى. والأهم أن يفتح الكاتب ثغرة أو طاقة تمكن القارىء من اكتشاف جوهر القوة، أو مكمن الضعف فى صراع الإنسان المحتوم مع العالم، وأساليبه فى التواؤم مع كون يناصبه العداء منذ لحظة الميلاد إلى أن يواريه التراب. ذلك العداء المتمثل فى مهانة الإنسان تجاه الظلم، والتهميش، والجهل، والفقر. أزمة الانسان مقابل الآله، والسلطان، والقانون، ضآلته مقابل الطبيعة، والتاريخ، والموروث. رعب الانسان من المجهول، والغامض، والغيبي. الإنسان وحيرته مقابل طبيعته المتقلبة، وأهوائة، ونزواته، ولا وعيه.
تلك هى القضايا الأساسية للقصة القصيرة، والنص الذى يتجاهل تلك القضايا لكى يهوم فى جماليات اللغة بلا مضمون، لا يدرك صاحبه جوهر وماهية فن القصة. كذلك النص الذى يعيد إنتاج مشهد من الواقع ليستدر عاطفة الشفقة أو الأسى، أو حتى البهجة.
فالواقع المعاش يمد الإنسان بفيض لا ينقطع من تلك المؤثرات، وليس من واجب القصة محاكاته، إنما علي القصة أن تعاون الإنسان على اكتشاف ذاته.
محسن الطوخي
محسن الطوخي
محسن الطوخي ist bei Facebook. Tritt Facebook bei, um dich mit محسن الطوخي und anderen Nutzern, die du kennst, zu vernetzen. Facebook gibt Menschen die Möglichkeit, Inhalte zu teilen und die Welt...
www.facebook.com