رمز من رموز الفكر و الأدب و أحد رجالات الثقافة والتنوير في مصر وصاحب نيشان النيل العظيم من جلالة الملك فؤاد الأول ملك مصر في ذلك الوقت
أستاذ الأدب العربي بكلية دار العلوم أبن البدارى وقرية العقال البحري و التي ولد بها عام 1877م- لعائلة من الاشراف- و نشأ بها و تعلم في كتابها حتي أنتقل إلي القاهرة ليكمل تعليمه الأزهري بها ..حتي ألتحق بكلية دار العلوم و التي تخرج منها عام 1899 م ثم عمل مدرسا بمدرسة الناصرية ثم بمدرسة دار العلوم ليعمل مدرسا بها فأستاذا و التي أصبحت نواة لكلية دار العلوم
أتجه الشيخ سلامه بعد ذلك لتعميم دراسته في الأدب العربي المقارن و الاندلسي و إذا أردنا أن نقف مع الجانب الشخصي فأننا سنكون فى حيره بما نصفه فهو غير الهياب و لا العياب الذي لا يخشى في الحق لومة لائم فهو المخلص في عمله و المتفاني فيه و المميز بجودة الريادة و قوة الشكيمة وصدق العزيمة فقد ألتف طلابه حوله و تأثروا به و تجلي ذلك من خلال ندواته الأدبية التي كانت تجمعه بكبار المفكرين بمقهى الفيشاوي الذي كان آنذاك من أشهر المقاهي الفكرية و الأدبية .
وعندما أنشئت الجامعة الأهلية عام 1908 م و كانت أول جامعة في مصر اختير للعمل بها فشغل منصب أستاذ الأدب العربي بكلية دار العلوم .
مؤلفاتة
للشيخ سلامه عدد من المؤلفات أهمها الجزء الأول من كتابة "معراج البيان" و الذي كان يتم تدريسه في كلية دار العلوم حتي وقت قريب
وقد أشاد به الكثير من متخصصي اللغة و هذا جانب مما وصفوا به هذا المؤلف فقد قيل عنه ( الكتاب المنسق المألوف لاحتوائه در المقول منظوما و منقولا و مأثورا ببيان ناصع و منطق بارع مشع ببيانه عن قصده و كيانه)
و قد وصف الشيخ سلامه نفسه هذا المؤلف بقوله:
(كي تدرك الغاية من العنوان فقد أسميته معراج البيان ) . و عن حق فأنك عندما تطالع هذا الكتاب فستكتشف أنك تقف أمام مؤلف قوي البيان يشع علما و معرفة و محيطا بكل جوانب اللغة و علومها مواقفة مع عملاقة الادب العربى
في عام 1914 م انتدبته الجامعة الأهلية تحت أشراف السلطان حسين كامل سلطان البلاد لمناقشة رسالة الدكتوراه المقدمة من الأستاذ / طه حسين و هي أول دكتوراه يتقدم بها مصري و يتم مناقشتها في الجامعة الأهلية في مصر وبذلك يكون الشيخ علام سلامه هو أول من يقوم بمناقشة طالب رسالته للدكتوراه فى مصر كلها.... وقد كانت في أدب أبو العلاء المعري و يكفي وصف الدكتور طه حسين له حين قال ( عجبت لمن ليست له دكتوراه، و يمتحنني في الدكتوراة ولكن يزول عجبي عندما لا أجد من يمنح أستاذي علام سلامه للدكتوراه)
و قال أيضا
(كاد أستاذي علام سلامه أن يبتلعني غير أنني كنت عسير الهضم ) و لا يفوتنا هنا أن نشير الي أن احدي الجرائد خصصت صفحة كاملة كل أربعاء لمتابعة المناظرات الأدبية بين الشيخ سلامة و الدكتور طه حسين و التي كانت تسميها صراع الجبابرة.
وعندما ترجم شاعر النيل حافظ إبراهيم قصة "هوجو" البؤساء و أهدى إلى الشيخ علام سلامة نسخة مكتوب فى مقدمتها : " إلى أستاذنا الشيخ علام سلامة نسأل الله منه السلامة , المخلص حافظ"
رد عليه الشيخ علام سلامة بأن عنوان الكتاب يحوى خطأ لغوياً و قال : إن البؤساء جمع "بئيس" و البئيس فى المعجم هو الإنسان الذى لا تعرف الإبتسامة طريقها إلى شفتيه أبداً و قد يكون غنياً و هذا ما لم يقصده "هوجو" و صحتها البائسون .
و حين كتب شوقى قصيدته التى أهداها للشيخ علام و قال فيها :
وقى الأرض شر مقاديره = لطيف السماء و رحمانها
و نجى الكنانة من فتنــة = تهددت النيل نيرانـــــــــها
رد شيخ اللغة العربية الجليل قائلاً نصاً : يا شوقى لا يصح أن نصف مقادير الله بأنها شريرة حتى و لو أصابتنا بكرب , و الرأى عندى أن تكتب هكذا محافظةً على الوزن و القافية:
وقى الأرض شراً مقاديره = لطيف السماء و رحمانها
و نجى الكنانة من فتنــة = تهددت النيل نيرانـــــــــها
و هكذا لم يعبث بالمعنى ولا بالوزن ولا بالقافية إنما داعب أوتار النحو.
نيشان النيل
و في عام 1925 م منحه الملك فؤاد الأول
نيشان النيل العظيم وهو أرفع وسام ملكي و هو يعادل وسام الجمهورية الآن وذلك لاجتهاده في عمله و أيضا لحسن خلقه .
وفاتة
وقد انتهت هذه الحياة الثرية للشيخ علام سلامة في أغسطس عام 1937 م ليلقي ربه عن عمر يناهز الستين.
رحم الله شيخنا الجليل وعالمنا الكبير ابن البدارى... وهذا المقال قليل من كثير من سيرة الشيخ الكبير
أستاذ الأدب العربي بكلية دار العلوم أبن البدارى وقرية العقال البحري و التي ولد بها عام 1877م- لعائلة من الاشراف- و نشأ بها و تعلم في كتابها حتي أنتقل إلي القاهرة ليكمل تعليمه الأزهري بها ..حتي ألتحق بكلية دار العلوم و التي تخرج منها عام 1899 م ثم عمل مدرسا بمدرسة الناصرية ثم بمدرسة دار العلوم ليعمل مدرسا بها فأستاذا و التي أصبحت نواة لكلية دار العلوم
أتجه الشيخ سلامه بعد ذلك لتعميم دراسته في الأدب العربي المقارن و الاندلسي و إذا أردنا أن نقف مع الجانب الشخصي فأننا سنكون فى حيره بما نصفه فهو غير الهياب و لا العياب الذي لا يخشى في الحق لومة لائم فهو المخلص في عمله و المتفاني فيه و المميز بجودة الريادة و قوة الشكيمة وصدق العزيمة فقد ألتف طلابه حوله و تأثروا به و تجلي ذلك من خلال ندواته الأدبية التي كانت تجمعه بكبار المفكرين بمقهى الفيشاوي الذي كان آنذاك من أشهر المقاهي الفكرية و الأدبية .
وعندما أنشئت الجامعة الأهلية عام 1908 م و كانت أول جامعة في مصر اختير للعمل بها فشغل منصب أستاذ الأدب العربي بكلية دار العلوم .
مؤلفاتة
للشيخ سلامه عدد من المؤلفات أهمها الجزء الأول من كتابة "معراج البيان" و الذي كان يتم تدريسه في كلية دار العلوم حتي وقت قريب
وقد أشاد به الكثير من متخصصي اللغة و هذا جانب مما وصفوا به هذا المؤلف فقد قيل عنه ( الكتاب المنسق المألوف لاحتوائه در المقول منظوما و منقولا و مأثورا ببيان ناصع و منطق بارع مشع ببيانه عن قصده و كيانه)
و قد وصف الشيخ سلامه نفسه هذا المؤلف بقوله:
(كي تدرك الغاية من العنوان فقد أسميته معراج البيان ) . و عن حق فأنك عندما تطالع هذا الكتاب فستكتشف أنك تقف أمام مؤلف قوي البيان يشع علما و معرفة و محيطا بكل جوانب اللغة و علومها مواقفة مع عملاقة الادب العربى
في عام 1914 م انتدبته الجامعة الأهلية تحت أشراف السلطان حسين كامل سلطان البلاد لمناقشة رسالة الدكتوراه المقدمة من الأستاذ / طه حسين و هي أول دكتوراه يتقدم بها مصري و يتم مناقشتها في الجامعة الأهلية في مصر وبذلك يكون الشيخ علام سلامه هو أول من يقوم بمناقشة طالب رسالته للدكتوراه فى مصر كلها.... وقد كانت في أدب أبو العلاء المعري و يكفي وصف الدكتور طه حسين له حين قال ( عجبت لمن ليست له دكتوراه، و يمتحنني في الدكتوراة ولكن يزول عجبي عندما لا أجد من يمنح أستاذي علام سلامه للدكتوراه)
و قال أيضا
(كاد أستاذي علام سلامه أن يبتلعني غير أنني كنت عسير الهضم ) و لا يفوتنا هنا أن نشير الي أن احدي الجرائد خصصت صفحة كاملة كل أربعاء لمتابعة المناظرات الأدبية بين الشيخ سلامة و الدكتور طه حسين و التي كانت تسميها صراع الجبابرة.
وعندما ترجم شاعر النيل حافظ إبراهيم قصة "هوجو" البؤساء و أهدى إلى الشيخ علام سلامة نسخة مكتوب فى مقدمتها : " إلى أستاذنا الشيخ علام سلامة نسأل الله منه السلامة , المخلص حافظ"
رد عليه الشيخ علام سلامة بأن عنوان الكتاب يحوى خطأ لغوياً و قال : إن البؤساء جمع "بئيس" و البئيس فى المعجم هو الإنسان الذى لا تعرف الإبتسامة طريقها إلى شفتيه أبداً و قد يكون غنياً و هذا ما لم يقصده "هوجو" و صحتها البائسون .
و حين كتب شوقى قصيدته التى أهداها للشيخ علام و قال فيها :
وقى الأرض شر مقاديره = لطيف السماء و رحمانها
و نجى الكنانة من فتنــة = تهددت النيل نيرانـــــــــها
رد شيخ اللغة العربية الجليل قائلاً نصاً : يا شوقى لا يصح أن نصف مقادير الله بأنها شريرة حتى و لو أصابتنا بكرب , و الرأى عندى أن تكتب هكذا محافظةً على الوزن و القافية:
وقى الأرض شراً مقاديره = لطيف السماء و رحمانها
و نجى الكنانة من فتنــة = تهددت النيل نيرانـــــــــها
و هكذا لم يعبث بالمعنى ولا بالوزن ولا بالقافية إنما داعب أوتار النحو.
نيشان النيل
و في عام 1925 م منحه الملك فؤاد الأول
نيشان النيل العظيم وهو أرفع وسام ملكي و هو يعادل وسام الجمهورية الآن وذلك لاجتهاده في عمله و أيضا لحسن خلقه .
وفاتة
وقد انتهت هذه الحياة الثرية للشيخ علام سلامة في أغسطس عام 1937 م ليلقي ربه عن عمر يناهز الستين.
رحم الله شيخنا الجليل وعالمنا الكبير ابن البدارى... وهذا المقال قليل من كثير من سيرة الشيخ الكبير