- لؤلؤ منثور
- 1- اللؤلؤة : كلام في السياسة !!
" كان النبي – صلى الله عليه وسلم – في بعض أسفاره ، وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية ، فجبذه أعرابي جبذة شديدة ، حتى أثرت حاشية الرداء في عنقه، وقال : يا محمد ، مر لي من مال الله الذي أتاك، فلست تأمر لي بمالك ، ولا بمال أبيك. فالتفت إليه النبي – صلى الله عليه وسلم – وقال: مروا له . ولم يكلمه بشيء .
وروى معاذ بن جبل : أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال له : حَسّن خلقك للناس يا معاذ بن جبل " .
2- المحــارة :
- المعنى العام يتشعب في اتجاهات : فجفاوة البيئة والمعيشة تستدعي غلاظة الطبع، وسوء التعبير .
- والمعنى المستخلص أن أدب النبوة السامي تلقى جفوة الأعرابي بصبر ، وتحمل، ولكنه لم يسكت عن واجب التوجيه ، والتهذيب ، غير أن أدب النبوة السامي وجه العبارة إلى واحد من أصحابه ، على معنى " إياك أعني واسمعي يا جارة" .
- طبيعي أن معاذ أدرك مرمى العبارة ، وأنه ليس بالمقصود ، ولكن هل فطن الأعرابي الجافي مغزى التعبير النبوي ؟!
- أشار القرآن الكريم إلى هذه الرابطة – الحتمية – مع احتمال الاستثناء المحدود أو النادر – بين جفاوة البيئة ، وجفاوة القاطنين بها ، فقال في سورة التوبة : الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ففي الآية الكريمة استُخدم أفعل التفضيل (المبالغة) مرتين : أشد ، وأجدر ، بما يؤصل هذا الطبع الجافي في الأعراب .
- من طريف ما رواه صاحب " الأغاني " في أخبار (مجنون ليلى) بعد أن استوفى احتمالات وجود " قيس" بشخصه ، أو برمزه ، باسمه ، أو بالتكنية عنه ، أو باستحالة وجوده ، كان من بين هذه الاحتمالات إنكار أن يوجد مثل هذا الشخص رقيق المشاعر ، مرهف الأحاسيس في البادية ، بل قال : إن بني عامر أغلظ قلوباً من ذلك !!
- قد يكون ممكناً - من الناحية العلمية البحتة – ألا نفرد البيئة الطبيعية بتشكيل أخلاق الجماعة ، لأن تحليل الواقع لا يؤدي إلى حتمية أثر البيئة في البشر ، ولعل العلم الحديث في إشارته إلى الجينات ، وعوامل الوراثة ما يوسع ويحجم أثر البيئة .
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب :" سراج الملوك " للطرطوشي (أبي بكر محمد بن الوليد الفهري) – تحقيق : محمد فتحي أبو بكر – الدار المصرية اللبنانية – المجلد الثاني – ص576 .
- 1- اللؤلؤة : كلام في السياسة !!
" كان النبي – صلى الله عليه وسلم – في بعض أسفاره ، وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية ، فجبذه أعرابي جبذة شديدة ، حتى أثرت حاشية الرداء في عنقه، وقال : يا محمد ، مر لي من مال الله الذي أتاك، فلست تأمر لي بمالك ، ولا بمال أبيك. فالتفت إليه النبي – صلى الله عليه وسلم – وقال: مروا له . ولم يكلمه بشيء .
وروى معاذ بن جبل : أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال له : حَسّن خلقك للناس يا معاذ بن جبل " .
2- المحــارة :
- المعنى العام يتشعب في اتجاهات : فجفاوة البيئة والمعيشة تستدعي غلاظة الطبع، وسوء التعبير .
- والمعنى المستخلص أن أدب النبوة السامي تلقى جفوة الأعرابي بصبر ، وتحمل، ولكنه لم يسكت عن واجب التوجيه ، والتهذيب ، غير أن أدب النبوة السامي وجه العبارة إلى واحد من أصحابه ، على معنى " إياك أعني واسمعي يا جارة" .
- طبيعي أن معاذ أدرك مرمى العبارة ، وأنه ليس بالمقصود ، ولكن هل فطن الأعرابي الجافي مغزى التعبير النبوي ؟!
- أشار القرآن الكريم إلى هذه الرابطة – الحتمية – مع احتمال الاستثناء المحدود أو النادر – بين جفاوة البيئة ، وجفاوة القاطنين بها ، فقال في سورة التوبة : الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ففي الآية الكريمة استُخدم أفعل التفضيل (المبالغة) مرتين : أشد ، وأجدر ، بما يؤصل هذا الطبع الجافي في الأعراب .
- من طريف ما رواه صاحب " الأغاني " في أخبار (مجنون ليلى) بعد أن استوفى احتمالات وجود " قيس" بشخصه ، أو برمزه ، باسمه ، أو بالتكنية عنه ، أو باستحالة وجوده ، كان من بين هذه الاحتمالات إنكار أن يوجد مثل هذا الشخص رقيق المشاعر ، مرهف الأحاسيس في البادية ، بل قال : إن بني عامر أغلظ قلوباً من ذلك !!
- قد يكون ممكناً - من الناحية العلمية البحتة – ألا نفرد البيئة الطبيعية بتشكيل أخلاق الجماعة ، لأن تحليل الواقع لا يؤدي إلى حتمية أثر البيئة في البشر ، ولعل العلم الحديث في إشارته إلى الجينات ، وعوامل الوراثة ما يوسع ويحجم أثر البيئة .
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب :" سراج الملوك " للطرطوشي (أبي بكر محمد بن الوليد الفهري) – تحقيق : محمد فتحي أبو بكر – الدار المصرية اللبنانية – المجلد الثاني – ص576 .
Log into Facebook
Log into Facebook to start sharing and connecting with your friends, family, and people you know.
www.facebook.com