فبراير ، لا يعنينى ، الا أنه شهد مولد "مى زيادة" ، فى اليوم الحادى عشر 1886 ، موهبة نقية ، نادرة الخامة ، من أغلى الأحجار الكريمة ، خالية من شوائب الادعاء ، والتقليد ، مثقفة العواطف ، راقية العقل ، متعددة القدرات ، متمكنة التجليات .
اختارت " مى " ، الطريق الأصعب ، أن تعيش ، " وحيدة " ، وتواجه العالم المدرب جيدا ، منذ الأزل ، على اتهام ، واتعاس ، المرأة المتحررة ، من " ظل الرجل " ، و " كنف الزوج " .
من بين جميع رجال الدنيا ، لم يعجب " مى " ، ويدخل مزاجها ، و" يملا عينها " ، الا هو . عشيق منبوذ ، عشقته ، حبيب مكروه ، أحبته ، زوج محرم ، تزوجته . رجل واحد ، من بين رجال الدنيا ، يعتبرونه فضيحة المرأة ، كانت تتأبط ذراعيه ، كل مساء ، تلبى دعوته ، للسهر والرقص والعشاء .
لم تبح " مى " بأسرار هذا الرجل ، رغم أنه ليس الأكثر ثراء ً ، أو وسامة . كيف لهذا الرجل أن يسحرها ، ويطمئنها ، ويكفيها ، يحميها من خفافيش الليل ، وأشباح النهار ، يغنيها عن ملًذات وخداع الدنيا ، يضئ
الدروب حينما تتعثر على الطريق ، يقوى ارادتها ، عند توافد المحن ، يشفيها من أمراض الجسد ، وداء الأوهام ، ومن سُم الكأس يفرز لها ، حلو الرحيق ، ... " القلم " .
هذا العالم ، الذى يسيل لعابه ، مهرولا ليل نهار ، وراء المسخ من النساء ، وأشباه الكاتبات ، لا يستحق كاتبة ، وشاعرة ، مثل " مى زيادة " .
عالم ، لا يلتفت الى مؤلفات كاتبة متميزة ، أو شاعرة مختلفة ، الا بعد أن تفوز بجائزة " نفطية " ، أو جائزة " نوبل " مخترع الديناميت . حينئذ فقط ، يتدفق الى حد الانفجار ، الاهتمام بها ، وتتسابق الكاميرات على تصويرها ، وتتنافس الصفحات الأدبية ، والاعلام الفضائى والأرضى ، على لقائها .
كلما رثيتها ، ونعيتها ، أشعر كأننى أرثى نفسى ، وأنعيها ، ربما لشدة التشابه بينى ، وبين " مى " .
ربما نختلف فى أمرين . الأول أنها فى أواخر حياتها ، اتهموها بالجنون ، بينما أنا ، منذ البداية ، موصمة به . والثانى ، أن زمن " مى " ، رغم قسوته ، "كان لسه فيه شوية خير وشوية أدب وشوية شِعر " . بينما أنا ، أعيش زمن التهليب والنثر الردئ والتعليب ، بدون حرب تٌسفك الدماء ، أعيش الارهاب ، و"اخطف واجرى واعمل فلوس بأى تمن " ، زمن تكفير الأسئلة ، وشراسة الأوبئة .
ترى ، منْ فى هذا الزمن ، سيرثينى ، وينعينى ، ولو بكلمة ، دون أن أفوز بجائزة النفط ، أو جائزة الديناميت ؟؟.
د. منى حلمي
* نشرت في روزاليوسف السبت 20 فبراير
-------------------------
اختارت " مى " ، الطريق الأصعب ، أن تعيش ، " وحيدة " ، وتواجه العالم المدرب جيدا ، منذ الأزل ، على اتهام ، واتعاس ، المرأة المتحررة ، من " ظل الرجل " ، و " كنف الزوج " .
من بين جميع رجال الدنيا ، لم يعجب " مى " ، ويدخل مزاجها ، و" يملا عينها " ، الا هو . عشيق منبوذ ، عشقته ، حبيب مكروه ، أحبته ، زوج محرم ، تزوجته . رجل واحد ، من بين رجال الدنيا ، يعتبرونه فضيحة المرأة ، كانت تتأبط ذراعيه ، كل مساء ، تلبى دعوته ، للسهر والرقص والعشاء .
لم تبح " مى " بأسرار هذا الرجل ، رغم أنه ليس الأكثر ثراء ً ، أو وسامة . كيف لهذا الرجل أن يسحرها ، ويطمئنها ، ويكفيها ، يحميها من خفافيش الليل ، وأشباح النهار ، يغنيها عن ملًذات وخداع الدنيا ، يضئ
الدروب حينما تتعثر على الطريق ، يقوى ارادتها ، عند توافد المحن ، يشفيها من أمراض الجسد ، وداء الأوهام ، ومن سُم الكأس يفرز لها ، حلو الرحيق ، ... " القلم " .
هذا العالم ، الذى يسيل لعابه ، مهرولا ليل نهار ، وراء المسخ من النساء ، وأشباه الكاتبات ، لا يستحق كاتبة ، وشاعرة ، مثل " مى زيادة " .
عالم ، لا يلتفت الى مؤلفات كاتبة متميزة ، أو شاعرة مختلفة ، الا بعد أن تفوز بجائزة " نفطية " ، أو جائزة " نوبل " مخترع الديناميت . حينئذ فقط ، يتدفق الى حد الانفجار ، الاهتمام بها ، وتتسابق الكاميرات على تصويرها ، وتتنافس الصفحات الأدبية ، والاعلام الفضائى والأرضى ، على لقائها .
كلما رثيتها ، ونعيتها ، أشعر كأننى أرثى نفسى ، وأنعيها ، ربما لشدة التشابه بينى ، وبين " مى " .
ربما نختلف فى أمرين . الأول أنها فى أواخر حياتها ، اتهموها بالجنون ، بينما أنا ، منذ البداية ، موصمة به . والثانى ، أن زمن " مى " ، رغم قسوته ، "كان لسه فيه شوية خير وشوية أدب وشوية شِعر " . بينما أنا ، أعيش زمن التهليب والنثر الردئ والتعليب ، بدون حرب تٌسفك الدماء ، أعيش الارهاب ، و"اخطف واجرى واعمل فلوس بأى تمن " ، زمن تكفير الأسئلة ، وشراسة الأوبئة .
ترى ، منْ فى هذا الزمن ، سيرثينى ، وينعينى ، ولو بكلمة ، دون أن أفوز بجائزة النفط ، أو جائزة الديناميت ؟؟.
د. منى حلمي
* نشرت في روزاليوسف السبت 20 فبراير
-------------------------
د.منى حلمي
د.منى حلمي ist bei Facebook. Tritt Facebook bei, um dich mit د.منى حلمي und anderen Nutzern, die du kennst, zu vernetzen. Facebook gibt Menschen die Möglichkeit, Inhalte zu teilen und die Welt...
www.facebook.com