"ولما قدم موسى بن نصير بعد فتح الأندلس على سليمان بن عبد الملك، فقال له يزيد بن المهلب : أنت أدهى الناس وأعلمهم ، فكيف طرحت نفسك في يدي سليمان ؟ فقال موسى : إن الهدهد يهندس الماء في الأرض الفيافي ، ويبصر القريب منه والبعيد على بعده في التخوم، ثم ينصب له الصبي الفخ بالدودة والحبة، فلا يبصره حتى يقع فيه " .
2- المحــارة :
- هذا الحوار الطريف – بين سؤال وجواب – طرفاه قائدان من أعاظم قادة الدولة الأموية الذين كانت لهم خبرة فذة في قيادة الجيوش .
- موسى بن نصير والي الأمويين على شمالي أفريقيا [ تقريبا ما يعرف الآن بتونس والمغرب] وهو الذي أخمد ثورات الشمال الأفريقي ، وشغل رجاله بتوجيههم إلى فتح الأندلس ، فأرسل جيشاً بقيادة طارق بن زياد (أمازيغي، وكان يطلق عليهم البربر) الذي حقق انتصاراً مبهراً في سرعته وإنجازه ، وغنائمه .
- بعد تمام فتح الأندلس، لقي موسى بن نصير نهاية قاسية ؛ إذ استدعي إلى دمشق، وكان الخليفة الوليد بن عبد الملك مريضاً ، وقدم إليه الأخماس والغنائم ، فأكرمه وأحسن إجازته ، غير أنه توفي بعد عدة أيام . فخلفه أخوه سليمان بن عبد الملك ، الذي أبدى غضبه على موسى وسجنه ، وألزمه بغرامة .
- تختلف تعليلات هذه النهاية القاسية لفتح الأندلس بين ما يمكن أن يعد بمثابة (الحبكة الروائية) وعدالة التشكيل الفني ، وبين أخلاقيات المرحلة وحقائق ما جرى :
يرى بعض المؤرخين أن موسى حين استدعي، وبلغ مشارف دمشق كان الخليفة الوليد مريضاً على شفا الموت ، فأرسل إليه من ينصحه بالتمهل – خارج دمشق – حتى يموت الوليد ، ويحل مكانه أخوه سليمان بن عبد الملك ، فيكون دخول موسى بالغنائم وأخبار الفتح المبهرة بمثابة البشير المعلن عن الخير القادم ، ولكن موسى لم يأخذ بهذه النصيحة ، ودخل دمشق فأجازه الأول ، وعاقبه خليفته على العرش .
- في أخبار موسى أنه حين أرسل طارق بن زياد بجيشه ، فصادف هذا التوفيق العظيم ما لبث أن حقد عليه ، وكره أن ينسب إليه هذا الفتح الكبير ، فأمره بالتوقف عن القتال، وعاقبه ، وأهانه ... فكأن ما جرى معه - فيما بعد – كان بمثابة معاملة بالمثل ادخرها القدر !!
- يقول محمد عبدالله عنان : "إن فتح الأندلس لم يلق الجزاء الحق، بل غمط حقه وفضله أشنع غمط " . ونقول : إن هذه العاقبة مألوفة لدى الحكام الطغاة ، الذين لا يريدون لأحد أن يكون له ذكر عظيم إلى جوارهم .
- العبارة الشعبية تقول : أخر خدمة الغز .. علقة !!
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب :" سراج الملوك " للطرطوشي (أبي بكر محمد بن الوليد الفهري) – تحقيق : محمد فتحي أبو بكر – الدار المصرية اللبنانية – المجلد الثاني – ص714 . والمحارة من كتاب : "دولة الإسلام في الأندلس" لمحمد عبدالله عنان – الجزء الأول -2001 – الهيئة المصرية العامة للكتاب – ص57 إلى 59 .
أ. د. محمد حسن عبدالله
2- المحــارة :
- هذا الحوار الطريف – بين سؤال وجواب – طرفاه قائدان من أعاظم قادة الدولة الأموية الذين كانت لهم خبرة فذة في قيادة الجيوش .
- موسى بن نصير والي الأمويين على شمالي أفريقيا [ تقريبا ما يعرف الآن بتونس والمغرب] وهو الذي أخمد ثورات الشمال الأفريقي ، وشغل رجاله بتوجيههم إلى فتح الأندلس ، فأرسل جيشاً بقيادة طارق بن زياد (أمازيغي، وكان يطلق عليهم البربر) الذي حقق انتصاراً مبهراً في سرعته وإنجازه ، وغنائمه .
- بعد تمام فتح الأندلس، لقي موسى بن نصير نهاية قاسية ؛ إذ استدعي إلى دمشق، وكان الخليفة الوليد بن عبد الملك مريضاً ، وقدم إليه الأخماس والغنائم ، فأكرمه وأحسن إجازته ، غير أنه توفي بعد عدة أيام . فخلفه أخوه سليمان بن عبد الملك ، الذي أبدى غضبه على موسى وسجنه ، وألزمه بغرامة .
- تختلف تعليلات هذه النهاية القاسية لفتح الأندلس بين ما يمكن أن يعد بمثابة (الحبكة الروائية) وعدالة التشكيل الفني ، وبين أخلاقيات المرحلة وحقائق ما جرى :
يرى بعض المؤرخين أن موسى حين استدعي، وبلغ مشارف دمشق كان الخليفة الوليد مريضاً على شفا الموت ، فأرسل إليه من ينصحه بالتمهل – خارج دمشق – حتى يموت الوليد ، ويحل مكانه أخوه سليمان بن عبد الملك ، فيكون دخول موسى بالغنائم وأخبار الفتح المبهرة بمثابة البشير المعلن عن الخير القادم ، ولكن موسى لم يأخذ بهذه النصيحة ، ودخل دمشق فأجازه الأول ، وعاقبه خليفته على العرش .
- في أخبار موسى أنه حين أرسل طارق بن زياد بجيشه ، فصادف هذا التوفيق العظيم ما لبث أن حقد عليه ، وكره أن ينسب إليه هذا الفتح الكبير ، فأمره بالتوقف عن القتال، وعاقبه ، وأهانه ... فكأن ما جرى معه - فيما بعد – كان بمثابة معاملة بالمثل ادخرها القدر !!
- يقول محمد عبدالله عنان : "إن فتح الأندلس لم يلق الجزاء الحق، بل غمط حقه وفضله أشنع غمط " . ونقول : إن هذه العاقبة مألوفة لدى الحكام الطغاة ، الذين لا يريدون لأحد أن يكون له ذكر عظيم إلى جوارهم .
- العبارة الشعبية تقول : أخر خدمة الغز .. علقة !!
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب :" سراج الملوك " للطرطوشي (أبي بكر محمد بن الوليد الفهري) – تحقيق : محمد فتحي أبو بكر – الدار المصرية اللبنانية – المجلد الثاني – ص714 . والمحارة من كتاب : "دولة الإسلام في الأندلس" لمحمد عبدالله عنان – الجزء الأول -2001 – الهيئة المصرية العامة للكتاب – ص57 إلى 59 .
أ. د. محمد حسن عبدالله
Log into Facebook
Log into Facebook to start sharing and connecting with your friends, family, and people you know.
www.facebook.com