يوم تملك العشرين قيراطا أرضه التي كان يؤجرها؛ أحس بأن الدنيا لاتتسع له، فستتبدل بطاقة الحيازة الزراعية من مؤجر إلى مالك؛ وهذا في عرف الفلاحين زهو ومبعث فخر؛ يسحب ماشيته ويمضي يومه في تلك الأرض يفلحها؛ والعهد أن صغاره في مراحل التعليم المختلفة؛ كان الفتى كاتب السيرة في الصف الأول الثانوي؛ يأخذ كتابه وبضعة أرغفة وقطعة الجبن ويطربه أن يمتد الفضاء أمامه.
يقنع بما رزق فتلك كانت شيته التي دأب عليها ولم تفارقه حتى ارتحل إلى ربه؛ عرف بين أقرانه بالعزم وشدة المراس؛ لم يرض لنفسه إلا معالي الأمور؛ غير أنه كان يتبسط فيطربك بحلو مواله يتصبر به على هموم الزمن؛ يفلح تلك القراريط العشرين فيظل يومه بين إطعام الماشية وعزق وحرث وري، يرنو بنظره بعيدا؛ فيذهب إلى خياله إلى ماسمع عن الأرض الجديدة وكان قبل قد مكث عدة أشهر في منشأة بطاح يزرع مشاركة، لكن الجد أعاده بعدما حرث ونثر الحب؛ ليحاول مرة ثانية أن يكتب ورقة للواء محمد فتح الله سلامة وكان محافظا من كرام رجال الكفر وعائلته تعرف بالنبل والرقي؛ لكن باءت تلك المحاولة بالفشل، فدفن تلك الرغبة حتى جاء وقتها بأن اشترى في عام 1998 خمسة أفدنة في الصحراء الغربية وهنا كانت رحلة مع الصبر إذ ابتلي بشرك نصب له كاد من وقائعه يعود إلى الكفر بخفي حنين؛ تنكر له أولاد عمومته؛ فما أمدوه بعير ولانفير بل استعدوا لمسخرة يهزأون فيها من ذلك الذي أبى أن يعود إليهم أو يخرج عن مألوفهم من التبطل؛ صار يوصي الفتى أن يدفنه في تلك الأرض ليأتي الصغار فيقولون هنا دفن جدنا؛ امتد به العمر يعمر تلك الأرض الجرداء؛ تبخل آونة وتجود أخرى؛ وكان الفتى والصغير جادو يرفدانه بجهد وعون؛ ينتظرون الشجر فيمكث في الأرض عشر سنوات حتى يثمر!
على كل مضت السنوات بين عسر ويسر وهو ممسك بفأسه لاينحني إلا لربه، تكاثرت الأقاويل وتخلى القريبون وبدت شماتة الألداء وهو صابر لايترك معوله؛ تشكوه المرأة التي اشترى منها الخمسة أفدنة وكانت محاضرها كيدية فإذا بوكيل النيابة يفرج عنه ويحفظ كل تلك التهم الجزافية؛ تسامع به رجال الأمن السريين حتى استدعوه ولما علموا رجولته وصلابته في حقه وعدم تنازله عن شبر من أرضه أثنوا عليه وحمدوا مواقفه؛ ولازال في الأمن رجال يحسبون لكل ذي حق جانبه!
لاتمضي الأيام عسرا بل تخللتها سنوات هناء؛ فيرزق الفتى بأعلى درجات العلم حتى يراه في الإذاعة والتلفزيون وعلى صفحات الجرائد والمجلات فيشعر بالرضا ويتحقق بعض حلمه أن يراه سفيرا أو وزيرا!
يقنع بما رزق فتلك كانت شيته التي دأب عليها ولم تفارقه حتى ارتحل إلى ربه؛ عرف بين أقرانه بالعزم وشدة المراس؛ لم يرض لنفسه إلا معالي الأمور؛ غير أنه كان يتبسط فيطربك بحلو مواله يتصبر به على هموم الزمن؛ يفلح تلك القراريط العشرين فيظل يومه بين إطعام الماشية وعزق وحرث وري، يرنو بنظره بعيدا؛ فيذهب إلى خياله إلى ماسمع عن الأرض الجديدة وكان قبل قد مكث عدة أشهر في منشأة بطاح يزرع مشاركة، لكن الجد أعاده بعدما حرث ونثر الحب؛ ليحاول مرة ثانية أن يكتب ورقة للواء محمد فتح الله سلامة وكان محافظا من كرام رجال الكفر وعائلته تعرف بالنبل والرقي؛ لكن باءت تلك المحاولة بالفشل، فدفن تلك الرغبة حتى جاء وقتها بأن اشترى في عام 1998 خمسة أفدنة في الصحراء الغربية وهنا كانت رحلة مع الصبر إذ ابتلي بشرك نصب له كاد من وقائعه يعود إلى الكفر بخفي حنين؛ تنكر له أولاد عمومته؛ فما أمدوه بعير ولانفير بل استعدوا لمسخرة يهزأون فيها من ذلك الذي أبى أن يعود إليهم أو يخرج عن مألوفهم من التبطل؛ صار يوصي الفتى أن يدفنه في تلك الأرض ليأتي الصغار فيقولون هنا دفن جدنا؛ امتد به العمر يعمر تلك الأرض الجرداء؛ تبخل آونة وتجود أخرى؛ وكان الفتى والصغير جادو يرفدانه بجهد وعون؛ ينتظرون الشجر فيمكث في الأرض عشر سنوات حتى يثمر!
على كل مضت السنوات بين عسر ويسر وهو ممسك بفأسه لاينحني إلا لربه، تكاثرت الأقاويل وتخلى القريبون وبدت شماتة الألداء وهو صابر لايترك معوله؛ تشكوه المرأة التي اشترى منها الخمسة أفدنة وكانت محاضرها كيدية فإذا بوكيل النيابة يفرج عنه ويحفظ كل تلك التهم الجزافية؛ تسامع به رجال الأمن السريين حتى استدعوه ولما علموا رجولته وصلابته في حقه وعدم تنازله عن شبر من أرضه أثنوا عليه وحمدوا مواقفه؛ ولازال في الأمن رجال يحسبون لكل ذي حق جانبه!
لاتمضي الأيام عسرا بل تخللتها سنوات هناء؛ فيرزق الفتى بأعلى درجات العلم حتى يراه في الإذاعة والتلفزيون وعلى صفحات الجرائد والمجلات فيشعر بالرضا ويتحقق بعض حلمه أن يراه سفيرا أو وزيرا!