- لؤلؤ منثور
1- اللؤلؤة : ماذا تفعل الموسيقى بالأعصاب ؟
" إن الإنسان لدى سماعه للموسيقى يتوجه شعوره وفكره إلى اكبر هم يشغله . يسمع الجماعة لحناً، فالغريب يذكر وطنه، ويشعر بالحنين إليه، والكهل يذكر شبابه ، ويشعر بالحنين إليه، والعاشق يذكر حبيبه ، ويشعر بالحنين إليه "
2- المحــارة :
- هذه ملاحظة إنسانية بقدر ما هي دقيقة، وقد حاول صاحب (اللؤلؤة) – المهندس الزراعي محمد عصمت- أن يربط هذا الأثر للموسيقى بسُلمها ذي الطبقات السبع، وأن يغري بتعقب مبدأ (السبع) بألوان الطيف السبع ، وبالكواكب السبعة .. إلخ .
- هذه الالتفاتة النادرة ليست تخص الموسيقى ، وإن كانت – الموسيقى – أعلى مستويات التعبير عما يصعب أو يستحيل التعبير عنه باللغة، ولهذا يمكن لقصيدة شعرية نادرة التصوير ، عميقة الإيقاع أن توقظ لدى المتلقي توقاً لاستعادة صور منسية مرت بها تجربته .
- وقد نجد إشارة في شعر أبي نواس (وهو صاحب خبرة مباشرة) إلى أن حالة الانتشاء بالخمر توصل شاربها إلى هذا المستوى الخاص في الشطح الذهني، حتى وإن كانت أبيات أبي نواس في وصفها للمشهد تجمع بين مجلس الشراب والانتشاء بالغناء ، تقول الأبيات :
وَأَقبـَلَ مَحمـودُ الجَمالِ مُقَرطَقٌ .. إِلى كَأسِهـا لا عَيبَ فيهِ أَريبُ
يَشُـمُّ النَـدامى الوَردَ مِن وَجَناتِهِ .. فَلَيسَ بِهِ غَيـرُ المِـلاحَةِ طيبُ
فَمـازالَ يَسقينــا بِكـَأسٍ مُجِدَّة .. تُوَلّي وَأُخرى بَعـدَ ذاكَ تَؤوبُ
وَغَنّـى لَنـا صَـوتاً بِلَحنٍ مُرَجَّعٍ .. سَرى البَرقُ غَربِيّاً فَحَنَّ غَريبُ
فَمَن كانَ مِنّا عاشِقـاً فاضَ دَمعُهُ .. وَعــاوَدَهُ بَعدَ السُـرورِ نَحيبُ
فَمِن بَينِ مَسرورٍ وَباكٍ مِنَ الهَوى .. وَقَد لاحَ مِن ثَوبِ الظَلامِ غُيوبُ
- قد يكون لعلم النفس حين يتأمل (مخزن) اللاشعور ، كما وصفه فرويد ، وكما وسع من دائرته ومداه تلميذه يونج، ما يمكن الاستعانة به في تمييز مسار الأطياف المستعادة لتجارب متفرقة في مراحل العمر، غير أن مفتاح الاستعادة يبقى مرهوناً بلحظة مفعمة بالعاطفة الجامحة، التي تكتسح تقاطعات الاهتمام باللحظة الراهنة، وتزيل القواطع لتجعل من الماضي فضاءً حراً يحمل من العواطف الدفينة ما كانت تواريه تلك القواطع ، وتحاول أن تغلبه أو تمحوه .
- المهندس الزراعي محمد عصمت، كان صديقاً ليحيى حقي، وهو رجل فكرٍ وتأمل، وله أثر إيجابي في علاقته بصاحب القنديل .
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب :" وصية صاحب القنديل " – تأليف : صلاح معاطي – الهيئة المصرية العامة للكتاب – 1995 – ص35 .
1- اللؤلؤة : ماذا تفعل الموسيقى بالأعصاب ؟
" إن الإنسان لدى سماعه للموسيقى يتوجه شعوره وفكره إلى اكبر هم يشغله . يسمع الجماعة لحناً، فالغريب يذكر وطنه، ويشعر بالحنين إليه، والكهل يذكر شبابه ، ويشعر بالحنين إليه، والعاشق يذكر حبيبه ، ويشعر بالحنين إليه "
2- المحــارة :
- هذه ملاحظة إنسانية بقدر ما هي دقيقة، وقد حاول صاحب (اللؤلؤة) – المهندس الزراعي محمد عصمت- أن يربط هذا الأثر للموسيقى بسُلمها ذي الطبقات السبع، وأن يغري بتعقب مبدأ (السبع) بألوان الطيف السبع ، وبالكواكب السبعة .. إلخ .
- هذه الالتفاتة النادرة ليست تخص الموسيقى ، وإن كانت – الموسيقى – أعلى مستويات التعبير عما يصعب أو يستحيل التعبير عنه باللغة، ولهذا يمكن لقصيدة شعرية نادرة التصوير ، عميقة الإيقاع أن توقظ لدى المتلقي توقاً لاستعادة صور منسية مرت بها تجربته .
- وقد نجد إشارة في شعر أبي نواس (وهو صاحب خبرة مباشرة) إلى أن حالة الانتشاء بالخمر توصل شاربها إلى هذا المستوى الخاص في الشطح الذهني، حتى وإن كانت أبيات أبي نواس في وصفها للمشهد تجمع بين مجلس الشراب والانتشاء بالغناء ، تقول الأبيات :
وَأَقبـَلَ مَحمـودُ الجَمالِ مُقَرطَقٌ .. إِلى كَأسِهـا لا عَيبَ فيهِ أَريبُ
يَشُـمُّ النَـدامى الوَردَ مِن وَجَناتِهِ .. فَلَيسَ بِهِ غَيـرُ المِـلاحَةِ طيبُ
فَمـازالَ يَسقينــا بِكـَأسٍ مُجِدَّة .. تُوَلّي وَأُخرى بَعـدَ ذاكَ تَؤوبُ
وَغَنّـى لَنـا صَـوتاً بِلَحنٍ مُرَجَّعٍ .. سَرى البَرقُ غَربِيّاً فَحَنَّ غَريبُ
فَمَن كانَ مِنّا عاشِقـاً فاضَ دَمعُهُ .. وَعــاوَدَهُ بَعدَ السُـرورِ نَحيبُ
فَمِن بَينِ مَسرورٍ وَباكٍ مِنَ الهَوى .. وَقَد لاحَ مِن ثَوبِ الظَلامِ غُيوبُ
- قد يكون لعلم النفس حين يتأمل (مخزن) اللاشعور ، كما وصفه فرويد ، وكما وسع من دائرته ومداه تلميذه يونج، ما يمكن الاستعانة به في تمييز مسار الأطياف المستعادة لتجارب متفرقة في مراحل العمر، غير أن مفتاح الاستعادة يبقى مرهوناً بلحظة مفعمة بالعاطفة الجامحة، التي تكتسح تقاطعات الاهتمام باللحظة الراهنة، وتزيل القواطع لتجعل من الماضي فضاءً حراً يحمل من العواطف الدفينة ما كانت تواريه تلك القواطع ، وتحاول أن تغلبه أو تمحوه .
- المهندس الزراعي محمد عصمت، كان صديقاً ليحيى حقي، وهو رجل فكرٍ وتأمل، وله أثر إيجابي في علاقته بصاحب القنديل .
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب :" وصية صاحب القنديل " – تأليف : صلاح معاطي – الهيئة المصرية العامة للكتاب – 1995 – ص35 .
