فِي تِلكَ القَريةِ
أَلْ كانَتْ قَريَتَنا
كانَ – وكُنَّا -
حِينَ يَهمُّ الفجر ُ
وَتَصحُو - سَاحِرةً - نَسَماتُه
يَصحُو الرَجُلُ الزَّارعُ
والسَّيِّدةُ النَّحلةُ تَصحُو
وَكَإشراقَةِ صُبح ٍ
تَسري فِي كُلِّ ربُوعِ البَيت ِ
تُوَزعُ بَهجتَها وَشَذاهَا
تَكنسُ
تَغسِل ُ
وَتُهَندِمُ مَنزلَها
وَتُعدُّ طَعامًا وَشَرابًا
وَهْيَ تُغنِّي:
(يا صباح الخير
ياللي معانا،
ياللي معانا،
ياللي معانا...)
***
والرَجُلُ الزَّارعُ
مُنطَلِقًا كَالضَوءِ،
كَعُودٍ ريّانٍ أَخضَر
يَحمِلُ فَوقَ الكَتِفِ
الفَأسَ وَمِسْحاةً
ويَجرُّ إِلى الحَقلِ
خِرافًا وبَهائِمَ وعُنَيزاتٍ
– وبِصُحبَتِه الكَلبُ
بِذَيلِ الرَّكبِ يَسِيرْ –
ويَظلُّ طَوالَ اليومِ
كَسُنَّةِ هَذا الكَونِ
يَدُورْ
مِن ريِّ الزَرعِ،
لِتَقليمِ الأَشجارِ،
لِإطْعامِ الحَيَوانِ،
لِمَدِّ جُسُورْ
كانَ الوَقتُ يَمرُّ عَليهِ
وَهْوَ – بِحُبٍّ –
يَشعرُ أنَّ الوَقتَ قَصيرْ
***
بَعدِ أَذانِ الظُّهرِ مُباشَرةً
يَأْتِيه غَذاؤُهُ
مَمهُورًا بِحَنانِ السَّيِّدةِ النَّحلةِ،
مَلفُوفًا بِشَذاهَا
فَيَهِلُّ ويَضحَكُ،
وَهْوَ يُغمِّسُ لُقمتَهُ،
ويَحِنُّ إلى البَيتِ
لِيَقضِي القَيلولةَ،
ثُمَّ يَعُودُ معَ العَصرِ إلى الحَقلِ،
يُمارِسُ عِشقَ الأرضِ
ويُكمِلُ دَورتَهُ،
فَإذا انْسَلَّ النُّورُ
وأسدلَ فَوقَ الخَضراءِ غُروبًا
عادَ الرَجلُ بِصُحبتِهِ نَحوَ البَيتِ كَما جَاءْ
يَحمِلُ فَوقَ الكَتِفِ
الفَأسَ وَمِسْحاةً
ويَجرُّ إِلى البَيتِ
خِرافًا وبَهائِمَ وعُنَيزاتٍ
وبِصُحبَتِه الكَلبُ
بِذَيلِ الرَّكبِ يَسِيرْ
***
وَمساءً
كانَ إذا صلّى الوِترَ
وَهمَّ إلى دِفءِ مُلاءَتِهِ
كانَ الكَلبُ
– سَريعًا –
فِي بابِ الحُجرةِ يَمتدُّ،
ويَبسطُ بِوَصيدِ البَيتِ ذِراعَيهِ
وإذا صَاحَ الدِّيكُ
يَهمُّ النِّائمُ مُمتَطيًّا صَلواتهِ
إذْ يَقصدُ مَولاهُ
وَيُولِّي وَجهَهُ شَطرَ الخَضراءْ
***
كانَ الكَلبُ
كَظلٍّ
يَصحَبُهُ في كُلِّ مَكانٍ
حتَّى بَعدِ المًوتِ
يَظلُّ بِرفقتِهِ
سَبعَةَ أيَّامٍ
لزِمَ الكَلبُ القَبرَ
وَحِيدًا
سَبعَةَ أيَّامٍ
مِنْ غَيرِ طَعامٍ وَشَرابٍ
حَتَى لَحِقَ بِصاحِبهِ
***
رَحَلَ الرَجُلُ الزَّارعُ
– يَرحَمُهُ اللهُ
وَيسكِنُهُ ثَمَراتِ جِنانِهَ –
والسَّيِّدةُ النَّحلةُ
مَازالتْ
– أكرمَها اللهُ –
لا تُغمضُ عَينَيها
إلَّا أنْ تَتَكحلَ بالإطمِئنانِ
عَلى زَرعَتِها
الأبناءِ الآباءِ
وأبناءِ الأبنَاء
وَتُمنِّي النَّفسَ بِلقياهُ
مَنْ لمْ تَستَطعِمُ مِنْ بَعدهِ
زَادًا أو مَاء
أَلْ كانَتْ قَريَتَنا
كانَ – وكُنَّا -
حِينَ يَهمُّ الفجر ُ
وَتَصحُو - سَاحِرةً - نَسَماتُه
يَصحُو الرَجُلُ الزَّارعُ
والسَّيِّدةُ النَّحلةُ تَصحُو
وَكَإشراقَةِ صُبح ٍ
تَسري فِي كُلِّ ربُوعِ البَيت ِ
تُوَزعُ بَهجتَها وَشَذاهَا
تَكنسُ
تَغسِل ُ
وَتُهَندِمُ مَنزلَها
وَتُعدُّ طَعامًا وَشَرابًا
وَهْيَ تُغنِّي:
(يا صباح الخير
ياللي معانا،
ياللي معانا،
ياللي معانا...)
***
والرَجُلُ الزَّارعُ
مُنطَلِقًا كَالضَوءِ،
كَعُودٍ ريّانٍ أَخضَر
يَحمِلُ فَوقَ الكَتِفِ
الفَأسَ وَمِسْحاةً
ويَجرُّ إِلى الحَقلِ
خِرافًا وبَهائِمَ وعُنَيزاتٍ
– وبِصُحبَتِه الكَلبُ
بِذَيلِ الرَّكبِ يَسِيرْ –
ويَظلُّ طَوالَ اليومِ
كَسُنَّةِ هَذا الكَونِ
يَدُورْ
مِن ريِّ الزَرعِ،
لِتَقليمِ الأَشجارِ،
لِإطْعامِ الحَيَوانِ،
لِمَدِّ جُسُورْ
كانَ الوَقتُ يَمرُّ عَليهِ
وَهْوَ – بِحُبٍّ –
يَشعرُ أنَّ الوَقتَ قَصيرْ
***
بَعدِ أَذانِ الظُّهرِ مُباشَرةً
يَأْتِيه غَذاؤُهُ
مَمهُورًا بِحَنانِ السَّيِّدةِ النَّحلةِ،
مَلفُوفًا بِشَذاهَا
فَيَهِلُّ ويَضحَكُ،
وَهْوَ يُغمِّسُ لُقمتَهُ،
ويَحِنُّ إلى البَيتِ
لِيَقضِي القَيلولةَ،
ثُمَّ يَعُودُ معَ العَصرِ إلى الحَقلِ،
يُمارِسُ عِشقَ الأرضِ
ويُكمِلُ دَورتَهُ،
فَإذا انْسَلَّ النُّورُ
وأسدلَ فَوقَ الخَضراءِ غُروبًا
عادَ الرَجلُ بِصُحبتِهِ نَحوَ البَيتِ كَما جَاءْ
يَحمِلُ فَوقَ الكَتِفِ
الفَأسَ وَمِسْحاةً
ويَجرُّ إِلى البَيتِ
خِرافًا وبَهائِمَ وعُنَيزاتٍ
وبِصُحبَتِه الكَلبُ
بِذَيلِ الرَّكبِ يَسِيرْ
***
وَمساءً
كانَ إذا صلّى الوِترَ
وَهمَّ إلى دِفءِ مُلاءَتِهِ
كانَ الكَلبُ
– سَريعًا –
فِي بابِ الحُجرةِ يَمتدُّ،
ويَبسطُ بِوَصيدِ البَيتِ ذِراعَيهِ
وإذا صَاحَ الدِّيكُ
يَهمُّ النِّائمُ مُمتَطيًّا صَلواتهِ
إذْ يَقصدُ مَولاهُ
وَيُولِّي وَجهَهُ شَطرَ الخَضراءْ
***
كانَ الكَلبُ
كَظلٍّ
يَصحَبُهُ في كُلِّ مَكانٍ
حتَّى بَعدِ المًوتِ
يَظلُّ بِرفقتِهِ
سَبعَةَ أيَّامٍ
لزِمَ الكَلبُ القَبرَ
وَحِيدًا
سَبعَةَ أيَّامٍ
مِنْ غَيرِ طَعامٍ وَشَرابٍ
حَتَى لَحِقَ بِصاحِبهِ
***
رَحَلَ الرَجُلُ الزَّارعُ
– يَرحَمُهُ اللهُ
وَيسكِنُهُ ثَمَراتِ جِنانِهَ –
والسَّيِّدةُ النَّحلةُ
مَازالتْ
– أكرمَها اللهُ –
لا تُغمضُ عَينَيها
إلَّا أنْ تَتَكحلَ بالإطمِئنانِ
عَلى زَرعَتِها
الأبناءِ الآباءِ
وأبناءِ الأبنَاء
وَتُمنِّي النَّفسَ بِلقياهُ
مَنْ لمْ تَستَطعِمُ مِنْ بَعدهِ
زَادًا أو مَاء