يقدم كتاب (مقدمة فى تاريخ الأدب العربى: دراسة فى بنية العقل العربى) رؤية تنويرية منفتحة الآفاق على تاريخ الأدب العربي من منطلقات فلسفية، محاولةً فهم طبيعة عمل العقل العربي عبر منجزهم الأدبي، طارحًا نظرية جديدة ورائدة تكشف عن دور الجغرافيا في تشكيل برمجة العقل الإنساني، وتنماز عن الإسهامات السابقة التي قدمتها الثقافة العربية في رؤية تاريخ الأدب العربي سواء على أيدي العرب من أمثال طه حسين، وشوقي ضيف، وعمر فروخ، وأحمد حسن الزيات، ومصطفى صادق الرافعي، أو ما قدمه المستشرقون مثل كارل بروكلمان، وبلاشير.
يكمن السؤال الجوهري الكاشف عن الرغبة في تأليف هذا الكتاب في الانشغال بتفسير وقائع حياتنا والتفكير فى السؤال: لماذا يتغير العالم ونحن لا نتغير؟ في محاولة لفهم أسباب التجمد الحائل دون التغير والتقدم، وما المقصود بمصطلحي الشرق والغرب اللذين يستخدمان بشكل متواتر وتقليدي وبمفاهيم متسعة؟ وتتجلى ميزة هذا الكتاب الفريد في فتح أفق جديدة لأبحاث مستقبلية لاكتشاف أساليب حياة ورؤى مختلفة للعالم والقانون الحاكم للشرق والغرب.
يعكس الكتاب، فى الحقيقة، بنية عقلية للمؤلف ذاته، سليمان العطار، وهي بنية قد تأسست على ثقافات متنوعة، كان من أبرزها الثقافة الصوفية، وبصفة خاصة كتابات محيي الدين بن عربي، وقد تجلت مظاهرها في مواضع عديدة من الكتاب. هذه البنية العقلية المميزة للمؤلف جعلته يقدم مداخل متفردة لتفسير العديد من الظاهر الأدبية في الثقافة العربية، وفتح مجال متسع لمخاطبة شرائح مختلفة من القراء. وفي رأيي أن القضية الأكثر خطورة التي عالجها العطار في ذلك الكتاب، هي قضية (خطورة الرأي العام) الذي يفرض قيودًا على الفرد، فتتسرب في خلايا جسده، وتحد من حريته، وتظل ضاغطة عليه، متخطية مجاله الخاص إلى المجال الثقافي العام.
إن الكتاب يحقق للقارئ متعة الاستمتاع بلغة سحرية مشوقة على درجة رفيعة المستوى من الاحتراف في مزج الماضي بالحاضر والمستقبل، وعذوبة التصوير، ومغازلة خياله بالقصص والحكايات، ووضع القيم الجمالية جنبًا إلى جنب مع التحليلات النقدية في نسيج واحد، موشح بعناوين مبتكرة تتناول تحديات البرمجة المتبادلة، وقانون المماثلة، ومركزية العالم، ودوائر التبعية، ووشم التاريخ المفقود، والوضع المعكوس، أما المنحى الحجاجي المسيطر على البنية العميقة فيتيح مساحة كبيرة للتفكير في القضايا المطروحة، فهنيئًا للثقافة العربية بهذا النوع الجديد من التآليف المبتكرة، وتمنياتي للقارئ الكريم بمتعة القراءة وعظيم الفائدة.
دكتورة عزة شبل
يكمن السؤال الجوهري الكاشف عن الرغبة في تأليف هذا الكتاب في الانشغال بتفسير وقائع حياتنا والتفكير فى السؤال: لماذا يتغير العالم ونحن لا نتغير؟ في محاولة لفهم أسباب التجمد الحائل دون التغير والتقدم، وما المقصود بمصطلحي الشرق والغرب اللذين يستخدمان بشكل متواتر وتقليدي وبمفاهيم متسعة؟ وتتجلى ميزة هذا الكتاب الفريد في فتح أفق جديدة لأبحاث مستقبلية لاكتشاف أساليب حياة ورؤى مختلفة للعالم والقانون الحاكم للشرق والغرب.
يعكس الكتاب، فى الحقيقة، بنية عقلية للمؤلف ذاته، سليمان العطار، وهي بنية قد تأسست على ثقافات متنوعة، كان من أبرزها الثقافة الصوفية، وبصفة خاصة كتابات محيي الدين بن عربي، وقد تجلت مظاهرها في مواضع عديدة من الكتاب. هذه البنية العقلية المميزة للمؤلف جعلته يقدم مداخل متفردة لتفسير العديد من الظاهر الأدبية في الثقافة العربية، وفتح مجال متسع لمخاطبة شرائح مختلفة من القراء. وفي رأيي أن القضية الأكثر خطورة التي عالجها العطار في ذلك الكتاب، هي قضية (خطورة الرأي العام) الذي يفرض قيودًا على الفرد، فتتسرب في خلايا جسده، وتحد من حريته، وتظل ضاغطة عليه، متخطية مجاله الخاص إلى المجال الثقافي العام.
إن الكتاب يحقق للقارئ متعة الاستمتاع بلغة سحرية مشوقة على درجة رفيعة المستوى من الاحتراف في مزج الماضي بالحاضر والمستقبل، وعذوبة التصوير، ومغازلة خياله بالقصص والحكايات، ووضع القيم الجمالية جنبًا إلى جنب مع التحليلات النقدية في نسيج واحد، موشح بعناوين مبتكرة تتناول تحديات البرمجة المتبادلة، وقانون المماثلة، ومركزية العالم، ودوائر التبعية، ووشم التاريخ المفقود، والوضع المعكوس، أما المنحى الحجاجي المسيطر على البنية العميقة فيتيح مساحة كبيرة للتفكير في القضايا المطروحة، فهنيئًا للثقافة العربية بهذا النوع الجديد من التآليف المبتكرة، وتمنياتي للقارئ الكريم بمتعة القراءة وعظيم الفائدة.
دكتورة عزة شبل