يبدو للكثيرين أنني أعمي وأناور في تلك الحكايات التي أقصها عبر الصحف والمجلات؛ تضج صفحتي بالكثير منها؛ في الحقيقة أبدو مندهشا حين أطالع نصا مضى عليه زمن؛ أتساءل: هل أنا الذي كتبه؟
يخالطني شك بأنني سارق لتلك الأبجدية أحسن الظن بقلمي فأراني معجون بتلك اللعبة التي أمسكت بخيوطها الأولى في كتاب سيدنا عبدالعليم رهوان؛ كان بارعا في تجويد الخط والإملاء؛ يمسك بعصاه فيضرب الاهي والساعي ويصمه بابن الحمارة بتشديد الميم؛ خفت أن أكون أحد هؤلاء فانتبهت حتى لايصمتي بتلك المسبة، أو تنال رأسي بطحة من غابته.
تتحرك مفردات القرآن الكريم في ذاكرتي؛ تصنع عالما يمتد بحجم الحفظ دون الوعي حتى إذا أدخلت المدرسة الإبتدائية وجدت نمطا مغايرا: أمل وعمر ولي أخ مجند؛ وعمي فريد ساعي البريد؛ في قريتنا عم علي سعد أول ساع يحمل الأوراق فوق دراجته العالية جدا هكذا تخبلتها؛ قد كان قصيرا نحيلا ينتظره الناس بشوق فهو يحمل إليه أخبارا الذين سافروا بعيدا أو أوراق معاملات عمومية؛ يشاغبه الصغار وأشفق عليه إذ يشبه عمي فريد الذي أقرأ حكايته في كتاب القراءة ذي اللون الأحمر؛ تمضي معلمتي أبله هنية وكانت وماتزال أما رءوما اهتمت بنا تجويد أداء وحسن تعليم؛ نخشاها بحب ونقلدها في انتباه دون أن نلقي بأنظارنا خارج جدران الفصل؛ عم شتا فراش المدرسة يوزع التغذية علينا مربى وجبن وأرغفة حلوة شهية وكراسات وأقلام رصاص.
تشغل المدرسة مبنى قديما من طابقين؛ لكنه نظيف يتسع لأطفال القرية على فترتين؛ وكان التنافس على أشده في تخريج تلاميذ نابهين وأشهد لمعلمي بالجودة والاتقان وحسن النظام ومراعاة الذوق العام؛ فلا تأخير ولاتسيب تكاد دقة جرس الحصة ساعة تفوق انضباطا ساعة "بيج بين" في لندن!
لاريب تمثلت كل هذا العالم في خطواتي الأولى ناحية القراءة وتمثل فنون الأداء؛ فتنت بشخصية أ.صلاح جلال ذلكم الفنان الذي أدهشنا بمسرحه المدرسي أو أ.عبدالعزيز الصباغ الماهر في رسوماته وخطوطه؛ تلف حوائط المدرسة أشكال وثور وصور من عالم الخيال أو النيل تتهادى فيه المراكب الشراعية!
تعلقت بالإذاعة المدرسية أقدم نشرتها الصباحية مما أسترق السمع إليه من نشرات الإذاعة المصرية أو نتفا من قطرات الندى بصوت سلوان محمود التى عرفت فيما بعد أنها ابنة الشاعر الكبير محمود حسن إسماعيل!
دارت رحلة القلم مناوشة ومشاغبة لكنها تميل إلى الخيال غير آبهة بواقع يغلفه شظف عيش أو فقر حياة من زينة الحياة الدنيا؛ فكان الركون إلى عالم الجدة خضرة بما تجيده من أسمار بله أباطيل ترويها وأنا منتبه يقظ حتى لاتدركني غضبة منها فأحرم من ذلك السحر الذي ينطلق من شفتيها؛ كانت بارعة تتمثل ما تروي بأن تناغم وتثير حياة في أخبارها عن العنزة قمرين أو عالم القرية والصراع حول العمودية وكانت تميل جهة أخوالها متعاطفة؛ تحكي عن خالها علي الذي كان أسدا يكاد يقتلع النخلة لفرط صبوته وقوة بنيته الجسدية!
كثيرة هي الحكايات في عالم يسكن القمح حقوله ويدور حجر الرحى أنينا مع الساقية والقوم فقراء إلا من طيبة وبساطة لكنه عالم الثلاثينيات حتى مطلع ثورة 23 يوليو وخروج الملك وحاشيته وصوت جمال عبد الناصر الجهوري كأنه طلقات مدفع؛ والجلاليب النهضة والدبلان والكستور الأخضر وأجواء الإصلاح الزراعي وشق الترع والمصارف؛ تدخل الكهرباء فتحيل ظلمة الليل إلى نهار نمرح ونجري ونشاهد عالم الصورة المتحركة فتكون أحداثا أشبه بواقع وواقعا أقرب إلى الخيال!
يخالطني شك بأنني سارق لتلك الأبجدية أحسن الظن بقلمي فأراني معجون بتلك اللعبة التي أمسكت بخيوطها الأولى في كتاب سيدنا عبدالعليم رهوان؛ كان بارعا في تجويد الخط والإملاء؛ يمسك بعصاه فيضرب الاهي والساعي ويصمه بابن الحمارة بتشديد الميم؛ خفت أن أكون أحد هؤلاء فانتبهت حتى لايصمتي بتلك المسبة، أو تنال رأسي بطحة من غابته.
تتحرك مفردات القرآن الكريم في ذاكرتي؛ تصنع عالما يمتد بحجم الحفظ دون الوعي حتى إذا أدخلت المدرسة الإبتدائية وجدت نمطا مغايرا: أمل وعمر ولي أخ مجند؛ وعمي فريد ساعي البريد؛ في قريتنا عم علي سعد أول ساع يحمل الأوراق فوق دراجته العالية جدا هكذا تخبلتها؛ قد كان قصيرا نحيلا ينتظره الناس بشوق فهو يحمل إليه أخبارا الذين سافروا بعيدا أو أوراق معاملات عمومية؛ يشاغبه الصغار وأشفق عليه إذ يشبه عمي فريد الذي أقرأ حكايته في كتاب القراءة ذي اللون الأحمر؛ تمضي معلمتي أبله هنية وكانت وماتزال أما رءوما اهتمت بنا تجويد أداء وحسن تعليم؛ نخشاها بحب ونقلدها في انتباه دون أن نلقي بأنظارنا خارج جدران الفصل؛ عم شتا فراش المدرسة يوزع التغذية علينا مربى وجبن وأرغفة حلوة شهية وكراسات وأقلام رصاص.
تشغل المدرسة مبنى قديما من طابقين؛ لكنه نظيف يتسع لأطفال القرية على فترتين؛ وكان التنافس على أشده في تخريج تلاميذ نابهين وأشهد لمعلمي بالجودة والاتقان وحسن النظام ومراعاة الذوق العام؛ فلا تأخير ولاتسيب تكاد دقة جرس الحصة ساعة تفوق انضباطا ساعة "بيج بين" في لندن!
لاريب تمثلت كل هذا العالم في خطواتي الأولى ناحية القراءة وتمثل فنون الأداء؛ فتنت بشخصية أ.صلاح جلال ذلكم الفنان الذي أدهشنا بمسرحه المدرسي أو أ.عبدالعزيز الصباغ الماهر في رسوماته وخطوطه؛ تلف حوائط المدرسة أشكال وثور وصور من عالم الخيال أو النيل تتهادى فيه المراكب الشراعية!
تعلقت بالإذاعة المدرسية أقدم نشرتها الصباحية مما أسترق السمع إليه من نشرات الإذاعة المصرية أو نتفا من قطرات الندى بصوت سلوان محمود التى عرفت فيما بعد أنها ابنة الشاعر الكبير محمود حسن إسماعيل!
دارت رحلة القلم مناوشة ومشاغبة لكنها تميل إلى الخيال غير آبهة بواقع يغلفه شظف عيش أو فقر حياة من زينة الحياة الدنيا؛ فكان الركون إلى عالم الجدة خضرة بما تجيده من أسمار بله أباطيل ترويها وأنا منتبه يقظ حتى لاتدركني غضبة منها فأحرم من ذلك السحر الذي ينطلق من شفتيها؛ كانت بارعة تتمثل ما تروي بأن تناغم وتثير حياة في أخبارها عن العنزة قمرين أو عالم القرية والصراع حول العمودية وكانت تميل جهة أخوالها متعاطفة؛ تحكي عن خالها علي الذي كان أسدا يكاد يقتلع النخلة لفرط صبوته وقوة بنيته الجسدية!
كثيرة هي الحكايات في عالم يسكن القمح حقوله ويدور حجر الرحى أنينا مع الساقية والقوم فقراء إلا من طيبة وبساطة لكنه عالم الثلاثينيات حتى مطلع ثورة 23 يوليو وخروج الملك وحاشيته وصوت جمال عبد الناصر الجهوري كأنه طلقات مدفع؛ والجلاليب النهضة والدبلان والكستور الأخضر وأجواء الإصلاح الزراعي وشق الترع والمصارف؛ تدخل الكهرباء فتحيل ظلمة الليل إلى نهار نمرح ونجري ونشاهد عالم الصورة المتحركة فتكون أحداثا أشبه بواقع وواقعا أقرب إلى الخيال!
Войдите на Facebook
Войдите на Facebook, чтобы общаться с друзьями, родственниками и знакомыми.
www.facebook.com