نعم نطق الشاعر الجنابي وعنون عنوانهُ بقناعةٍ تامةٍ، "ولكلِ إسمٍ مسمًا" هكذا قالوا في الدارج من سجل الأمثال والطِرَف عندنا، فأي مسمّىً مسمّاك؟
حين تصفّحتُ النص كناقدٍ وجدتني أقابلُ نفسي ذاتها، فيا ترى هل الشاعر يشبهُني وكأنّي أنا هو؟ أم أوكلَ نفسَهُ عِوَضاً عنِ النَّاس؟
المبدعُ حينَ يُدخِلُ وقتَهُ النظيفِ بحقيقةٍ يكونُ غيرَ مفردهِ، يكونُ العالمَ كلَّهُ، يكُونُ أمَّتَهُ
في الجمعي وهذا مقدرٌ ثمينْ وميزةٌ من مزايا الفن.
يعني أنَّ عبد الرزاق عبد الواحد حينَ جعلَ من العراق موضوعهُ الخَّاص للعُبُورِ للعَام في الخلودِ كانَ يمثِّلُ التَّاريخ وبصَماتِ الآخرِينَ معهُ مِن الأولينَ والآخرين، ولو حلَّلنَا أيَّة قصيدةٍ لهُ بهذا الاتِّجاه الذِي فِيه شاعرُنا الجنابي لوجدنَا أنَّ عبد الرزاق اشتَملَ وفعَلَ حدَّ التوحُّدِ في الشيئياتِ في الوجود.
يعني أنَّهُ نزع وجوديته وتحوّل إلى وجوديةٍ عالميةٍ في الجمعي.
وبما أننا نتلمّسُ الحقائقَ في الفكرِ النَّقدي ونحصرُ الأسبابَ والعِلل يحقُ لنا أن نقولَ كيف هيَ بديهيةُ التحوُّل هل هِي زرٌ يضغطهُ المبدع؟ أم مشُورة مع جنّيهِ ، على طريقة العرب في الشعر وطرفة وادي عبقر المشهورة؟ أم جِنِّيُك أنت أنثى وجنِّيّي ذكر، وهكَذا سَرت مُباريَات هذا الفنِّ منَ الإبداعِ الذي يُسمى الشعر.
نرجعُ لما حدَّدنا مِن مُنطلق الكيف في الجنابي تحوُّلهِ من فردهِ إلى جمعهِ في الأُمةِ أو الوَطنِ أو العالمِ.
إنَّ الذاتَ المبدعة أيَّما ذات سواءً في الرسمِ، في الموسيقى، في النحتِ، في الروايةِ، في كل شيء حتى عند المهندسة العراقية المرحومة زها حديد تمثلُ المعادل المقابل للوُجود لذا يحدثُ توازن عند الفنان الإنسان أو يُبدي عندهُ الحسُّ والشعورُ والعقل جوّالين لا تحصرهُم الهُويات عند حدٍ جُغرافي أو معنىً يخصُ أبداً.
الجنابي يرى فجراً، هل رآهُ بالحلمِ الخيالي؟ أم رآهُ بالعينِ المجردةِ فتوضأ وصَلى؟ كيفَ ومتى؟
نعم أنَّه إحصاءُ نتيجةٍ ، هذا أولاً والنتيجةُ سابقُها حتماً مؤدياتُ عواملٍ مهمةٍ، وما هي إذ تدفَعُ فناناً مشهوراً يتنَاولها ويقدِّمها للعالمِ بصفةِ نصٍّ، وكذلك تبنّي قضيةٍ كترادفُ الإحصاء والامعان فيها وهنا المغرز.
فأيُ تَبَنٍّ تبنّاه الشاعر الجنابي؟ وهل الشاعر وظيفته أن يتبنَّى القضَايا؟
نعرفُ أنَّ المُحامي والسياسي والقاضي ووو كثيرونَ همُ المتبنون.
ليس كلُّ تبنٍّ يشبهُ تبنٍّ يحدثُ في الحين، إنما هنالكَ صفاتٌ أن تتبنى قضيةَ وطنٍ وتاريخٍ وهي تختَلفُ حتماً عن تبني حالة هذه بالتأكيد تعتبر دون تلك، فلعل الجنابي تَبَنّى وطناً تبنى عراقاً مظلوماً جريحاً ونازفاً استلهمهُ من محرضٍ خارجيٍ رآهُ بعينه المجردة وهو عنوان المظاهراتِ الشبابيةِ التي نجعلها الأملَ الناطقَ أو نجعلها البابَ الذي وقفنا عندهُ فرأينا الفجر حسب ادِّعاء بحثنا.
المحرضُ الخارجي أن ترى الزحوف، أو ترى العساكر خطّين يتلوهما خطّانِ مدججان بالهراوةِ والرصاصِ الحيِّ والمسيلِ للدموع،
هذا هو ديكور الصورة وأتون المشهَد. الإعلاميون، صفّاراتِ الإنذار، سياراتِ الإطفاء، أم كلوح وجهِ بغداد، أم البطالةُ المقنعة أم أم إلخ.
كلُّ هذا تحركَ نُضجاً في دخيلة المبدع، ولم يتحرك قبلُ، لذا تراه وعلى طريقتهِ الإنشاديةِ تبنى الهمَّ وحده ويصرخ قد قبالةَ روح جواد سليم.
"قَذَتْ عيني وَأَتْعَبَـــها السُّهادُ
وأَرَّقَها التَّبَجِحُ وَالعِــــــنَادُ"
هُنا مُنطلقة منطلقٌ ذاتي شخصاني استشعرَ فيه الألم والضجر والمشادات والنكد والعناد.
أي توترٍ هذا الذي يتوجسُ منه الشاعر؟ وأي ضيمٍ؟
"و جَلجَلتِ الحَوادِثُ بالحنايا
فَتَاهَ الرُّشْدُ وَارْتَعَـــبَ الفُؤادُ"
هذا المريبُ والمرعبُ الذي أعلنهُ الشاعر كصورةٍ سجّلها إحساسهُ والشعرُ يعتبرُ شاهداً في حساباتِ الجمالِ يؤطرُ إلى صنعِ تاريخٍ آخر للشعوب.
فهل الجنابي أرعبهُ شبحُ الاحتلال مثلاً وصوت الصواريخِ التي ضربتِ العراقَ وبغداد؟ أم هي ملحمةُ جسرِ الأئمّة وكيف حضنت دجلة الأرواح الزاهقة لربها؟ أم هو عرسُ الدمِ والبارود في سوق الصدرية أو سوق خان سعد؟ أم حرائق الشورجة؟ أم متفرقاتِ أبي نؤاس والسعدون والرشيد والكرخ؟ وهل بقي شبرٌ لم يصب؟
نعم ارتعبَ من السيد سبايكر الذي آخى السيد القان جنكيز خان يومَ صبغ دجلةَ بالأحمرِ القاني.
السِّتَ الحوادث التي ذكرها، هل هي نفسها قد حوَّلها من حرائقَ ومذابح إلى نواميسِ فكرٍ وشعرٍ ثبتت على صفحاتِ دفترِ الوقتِ؟ وهنا فضل المبدع حين يدخِل وقتُه.
الأمةُ يحملها النوعيون، والنوعيون هم المبدعون، ما كانَ يحملها الكمي الرث من العامةِ، فالله سبحانهُ حفظَ الجمالَ وحمله في المبدعين فقد أوعز فيهم صيرورات شعب وكأنه وطن وتصاعد حضارةٍ.
هكذا اجترَّ الجنابي عذاباتِه، وهي وجوبُ فرضٍ لفعلٍ حدثٍ وليسَ افتراضاتِ خيالٍ لشاعرٍ يريد أن يتحلى بحلاوةِ الشعرِ ويكتبُ متتبعاً الألفاظ وتلويناتها أو محسناتِ لغةٍ.
لا حدث ولا ملمّة تلحقُ أخرى توخزُ الضمير.
"تَغَـــوَّلَ مُسْتَبيحَاً نَبْضَ شَعْبٍ
وَجارَتْ مِــــــنْ تَنَمُّرِه العِبادُ"
يسلك شاعرنا تجريدياً لكنهُ يرفعُ لوحاتهُ ليكملَ المشهدَ ويقولُ هذا العراق أغيرُ الغولِ جثى عليهِ؟ أغيرُ النمرِ والضواري؟
فمن أجل تِبيان الاستعاراتِ الواقعيةِ واختزالِ الغامض من الضبابي استخدمَ هذا الترميزَ الواضحِ وكأنّهُ يريدُ القولَ لا خفاءَ ولا غموض نحن أصابنا دمارٌ وشنار ولا يصلحُ الحالُ إلا برمي أهل الفسادِ والسُّراقِ في مجاهيلِ الطمرِ، وإخلاءَ الوطنِ على يدِ أبنائهِ البررةِ المتحابينَ مع عقيدتهم والمنسجمينَ بينهم.
وما ترك الفنان إنشادهُ التراجيدي رغمَ انصبابِ المآسي صبَّ المطرِ على رؤوسِ أبناءِ شعبه. هو يرى فعلاً لكنه مصرٌ إصرارَ المناضلين، فقد
فتحَ جبهتهُ وأمسى بها قائداً يقودُ الحدثَ ويستبدلُ بالتحولِ الشيءَ بالشيءِ كاشفاً الليل هاتكاً الستار.
"وَلكنْ رَغْـــــــمَ خَوْفي وَارْتِباكي
وما تَرْميــــــــه أَيَّـــــامٌ شِدادُ
أَرَى فَجْرَاً يَلوحُ مِــــــنَ الثنايا
بلا شَكٍّ وبهجتُنا تُعـــــــادُ"
هنا الجنابي تحدثَ بالجَمعي كسياقِ حركتهِ في نقاط البدايةِ وهو ينزعُ مفردهُ إلى جمعهِ ومعه الوجودُ مشتملاً عليه لخدمةِ غرضِ الوطنِ
والعقيدةِ والجهادِ.
صار واجباً على المبدعينَ اليوم أن يُشمروا عن سواعدِ الفعلِ لإنجازِ ما لا يستطيعُ غيرهم إنجازهُ لأنَّ الليل آخرهُ سيفضِي لصبحٍ فيه ينقشعُ السواد.
حرفية نقد اعتباري/
حميد العنبر الخويلدي
حين تصفّحتُ النص كناقدٍ وجدتني أقابلُ نفسي ذاتها، فيا ترى هل الشاعر يشبهُني وكأنّي أنا هو؟ أم أوكلَ نفسَهُ عِوَضاً عنِ النَّاس؟
المبدعُ حينَ يُدخِلُ وقتَهُ النظيفِ بحقيقةٍ يكونُ غيرَ مفردهِ، يكونُ العالمَ كلَّهُ، يكُونُ أمَّتَهُ
في الجمعي وهذا مقدرٌ ثمينْ وميزةٌ من مزايا الفن.
يعني أنَّ عبد الرزاق عبد الواحد حينَ جعلَ من العراق موضوعهُ الخَّاص للعُبُورِ للعَام في الخلودِ كانَ يمثِّلُ التَّاريخ وبصَماتِ الآخرِينَ معهُ مِن الأولينَ والآخرين، ولو حلَّلنَا أيَّة قصيدةٍ لهُ بهذا الاتِّجاه الذِي فِيه شاعرُنا الجنابي لوجدنَا أنَّ عبد الرزاق اشتَملَ وفعَلَ حدَّ التوحُّدِ في الشيئياتِ في الوجود.
يعني أنَّهُ نزع وجوديته وتحوّل إلى وجوديةٍ عالميةٍ في الجمعي.
وبما أننا نتلمّسُ الحقائقَ في الفكرِ النَّقدي ونحصرُ الأسبابَ والعِلل يحقُ لنا أن نقولَ كيف هيَ بديهيةُ التحوُّل هل هِي زرٌ يضغطهُ المبدع؟ أم مشُورة مع جنّيهِ ، على طريقة العرب في الشعر وطرفة وادي عبقر المشهورة؟ أم جِنِّيُك أنت أنثى وجنِّيّي ذكر، وهكَذا سَرت مُباريَات هذا الفنِّ منَ الإبداعِ الذي يُسمى الشعر.
نرجعُ لما حدَّدنا مِن مُنطلق الكيف في الجنابي تحوُّلهِ من فردهِ إلى جمعهِ في الأُمةِ أو الوَطنِ أو العالمِ.
إنَّ الذاتَ المبدعة أيَّما ذات سواءً في الرسمِ، في الموسيقى، في النحتِ، في الروايةِ، في كل شيء حتى عند المهندسة العراقية المرحومة زها حديد تمثلُ المعادل المقابل للوُجود لذا يحدثُ توازن عند الفنان الإنسان أو يُبدي عندهُ الحسُّ والشعورُ والعقل جوّالين لا تحصرهُم الهُويات عند حدٍ جُغرافي أو معنىً يخصُ أبداً.
الجنابي يرى فجراً، هل رآهُ بالحلمِ الخيالي؟ أم رآهُ بالعينِ المجردةِ فتوضأ وصَلى؟ كيفَ ومتى؟
نعم أنَّه إحصاءُ نتيجةٍ ، هذا أولاً والنتيجةُ سابقُها حتماً مؤدياتُ عواملٍ مهمةٍ، وما هي إذ تدفَعُ فناناً مشهوراً يتنَاولها ويقدِّمها للعالمِ بصفةِ نصٍّ، وكذلك تبنّي قضيةٍ كترادفُ الإحصاء والامعان فيها وهنا المغرز.
فأيُ تَبَنٍّ تبنّاه الشاعر الجنابي؟ وهل الشاعر وظيفته أن يتبنَّى القضَايا؟
نعرفُ أنَّ المُحامي والسياسي والقاضي ووو كثيرونَ همُ المتبنون.
ليس كلُّ تبنٍّ يشبهُ تبنٍّ يحدثُ في الحين، إنما هنالكَ صفاتٌ أن تتبنى قضيةَ وطنٍ وتاريخٍ وهي تختَلفُ حتماً عن تبني حالة هذه بالتأكيد تعتبر دون تلك، فلعل الجنابي تَبَنّى وطناً تبنى عراقاً مظلوماً جريحاً ونازفاً استلهمهُ من محرضٍ خارجيٍ رآهُ بعينه المجردة وهو عنوان المظاهراتِ الشبابيةِ التي نجعلها الأملَ الناطقَ أو نجعلها البابَ الذي وقفنا عندهُ فرأينا الفجر حسب ادِّعاء بحثنا.
المحرضُ الخارجي أن ترى الزحوف، أو ترى العساكر خطّين يتلوهما خطّانِ مدججان بالهراوةِ والرصاصِ الحيِّ والمسيلِ للدموع،
هذا هو ديكور الصورة وأتون المشهَد. الإعلاميون، صفّاراتِ الإنذار، سياراتِ الإطفاء، أم كلوح وجهِ بغداد، أم البطالةُ المقنعة أم أم إلخ.
كلُّ هذا تحركَ نُضجاً في دخيلة المبدع، ولم يتحرك قبلُ، لذا تراه وعلى طريقتهِ الإنشاديةِ تبنى الهمَّ وحده ويصرخ قد قبالةَ روح جواد سليم.
"قَذَتْ عيني وَأَتْعَبَـــها السُّهادُ
وأَرَّقَها التَّبَجِحُ وَالعِــــــنَادُ"
هُنا مُنطلقة منطلقٌ ذاتي شخصاني استشعرَ فيه الألم والضجر والمشادات والنكد والعناد.
أي توترٍ هذا الذي يتوجسُ منه الشاعر؟ وأي ضيمٍ؟
"و جَلجَلتِ الحَوادِثُ بالحنايا
فَتَاهَ الرُّشْدُ وَارْتَعَـــبَ الفُؤادُ"
هذا المريبُ والمرعبُ الذي أعلنهُ الشاعر كصورةٍ سجّلها إحساسهُ والشعرُ يعتبرُ شاهداً في حساباتِ الجمالِ يؤطرُ إلى صنعِ تاريخٍ آخر للشعوب.
فهل الجنابي أرعبهُ شبحُ الاحتلال مثلاً وصوت الصواريخِ التي ضربتِ العراقَ وبغداد؟ أم هي ملحمةُ جسرِ الأئمّة وكيف حضنت دجلة الأرواح الزاهقة لربها؟ أم هو عرسُ الدمِ والبارود في سوق الصدرية أو سوق خان سعد؟ أم حرائق الشورجة؟ أم متفرقاتِ أبي نؤاس والسعدون والرشيد والكرخ؟ وهل بقي شبرٌ لم يصب؟
نعم ارتعبَ من السيد سبايكر الذي آخى السيد القان جنكيز خان يومَ صبغ دجلةَ بالأحمرِ القاني.
السِّتَ الحوادث التي ذكرها، هل هي نفسها قد حوَّلها من حرائقَ ومذابح إلى نواميسِ فكرٍ وشعرٍ ثبتت على صفحاتِ دفترِ الوقتِ؟ وهنا فضل المبدع حين يدخِل وقتُه.
الأمةُ يحملها النوعيون، والنوعيون هم المبدعون، ما كانَ يحملها الكمي الرث من العامةِ، فالله سبحانهُ حفظَ الجمالَ وحمله في المبدعين فقد أوعز فيهم صيرورات شعب وكأنه وطن وتصاعد حضارةٍ.
هكذا اجترَّ الجنابي عذاباتِه، وهي وجوبُ فرضٍ لفعلٍ حدثٍ وليسَ افتراضاتِ خيالٍ لشاعرٍ يريد أن يتحلى بحلاوةِ الشعرِ ويكتبُ متتبعاً الألفاظ وتلويناتها أو محسناتِ لغةٍ.
لا حدث ولا ملمّة تلحقُ أخرى توخزُ الضمير.
"تَغَـــوَّلَ مُسْتَبيحَاً نَبْضَ شَعْبٍ
وَجارَتْ مِــــــنْ تَنَمُّرِه العِبادُ"
يسلك شاعرنا تجريدياً لكنهُ يرفعُ لوحاتهُ ليكملَ المشهدَ ويقولُ هذا العراق أغيرُ الغولِ جثى عليهِ؟ أغيرُ النمرِ والضواري؟
فمن أجل تِبيان الاستعاراتِ الواقعيةِ واختزالِ الغامض من الضبابي استخدمَ هذا الترميزَ الواضحِ وكأنّهُ يريدُ القولَ لا خفاءَ ولا غموض نحن أصابنا دمارٌ وشنار ولا يصلحُ الحالُ إلا برمي أهل الفسادِ والسُّراقِ في مجاهيلِ الطمرِ، وإخلاءَ الوطنِ على يدِ أبنائهِ البررةِ المتحابينَ مع عقيدتهم والمنسجمينَ بينهم.
وما ترك الفنان إنشادهُ التراجيدي رغمَ انصبابِ المآسي صبَّ المطرِ على رؤوسِ أبناءِ شعبه. هو يرى فعلاً لكنه مصرٌ إصرارَ المناضلين، فقد
فتحَ جبهتهُ وأمسى بها قائداً يقودُ الحدثَ ويستبدلُ بالتحولِ الشيءَ بالشيءِ كاشفاً الليل هاتكاً الستار.
"وَلكنْ رَغْـــــــمَ خَوْفي وَارْتِباكي
وما تَرْميــــــــه أَيَّـــــامٌ شِدادُ
أَرَى فَجْرَاً يَلوحُ مِــــــنَ الثنايا
بلا شَكٍّ وبهجتُنا تُعـــــــادُ"
هنا الجنابي تحدثَ بالجَمعي كسياقِ حركتهِ في نقاط البدايةِ وهو ينزعُ مفردهُ إلى جمعهِ ومعه الوجودُ مشتملاً عليه لخدمةِ غرضِ الوطنِ
والعقيدةِ والجهادِ.
صار واجباً على المبدعينَ اليوم أن يُشمروا عن سواعدِ الفعلِ لإنجازِ ما لا يستطيعُ غيرهم إنجازهُ لأنَّ الليل آخرهُ سيفضِي لصبحٍ فيه ينقشعُ السواد.
حرفية نقد اعتباري/
حميد العنبر الخويلدي