أ. د. عادل الأسطة - ذاكرة أمس ٣٥ : {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}

( كتب عليكم الصيام ) ولم يقل سبحانه وتعالى " فرض عليكم الصيام " ، وقد استمعت مؤخرا إلى شريط لأحد إخواننا في المغرب العربي يجتهد فيه في تفسير الآية ، ويجتهد أيضا في تفسير " فليصمه " ، ولم يعجبني اجتهاده حين ذهب إلى أن الفعل فعل مضارع لا فعل أمر ، فاللام لام الأمر ، وما أعجبني أكثر هو الآية " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " ، وكلما التقيت بأحد معارفي مدح أخلاقي الحميدة قائلا :
- ولكن لو ... .
وهناك من يصلي ويصوم ويكذب ويأكل الحقوق ويسرق وما أكثر هؤلاء وأمس أدرجت من صفحة
سامر خويرة
صورة حول هذا . نعم يصلون ويصومون ويأكلون الحرام علنا و ... و ... وأمس كنت أسير في شوارع البلدة القديمة في الثانية عشرة ظهرا وكانت شبه خاوية .
الحركة في نابلس تنشط بعد الظهيرة ويبدو أن الخروج من البيت قبل هذا الوقت من باب العبث ، بخاصة أن الأجواء حارة جدا ، وهي كذلك حتى هذه اللحظة .
وأنا أمر بالمقاهي أراها مغلفة أبوابها إلا ما ندر . بعض أصحابها يبيعون العصائر ولكن لا يسمحون للرواد بالجلوس . ماذا لو صارت المقاهي في رمضان نهارا مثل مواقف السيارات ، تركن السيارة ساعات مقابل خمسة شواكل أو أكثر ؟ لماذا لا تسمح المقاهي لروادها بالجلوس دون أن يشربوا شيئا ، على أن يدفعوا ثمن الجلوس ؟
إن لم يكن لك صديق ، أو أخ له محل ، فما عليك إلا أن تجلس في البيت ولا تغادره إلا لقضاء حاجة ، وتعود إليه ، فالأماكن والساحات في نابلس قليلة : باب الساحة والدوار ، ومؤخرا رممت بلدية نابلس ساحة في شارع النصر لا يجلس فيها نهارا أحد .
أمس تحادثت مع صديق من الأمن الوقائي وأبديت استعدادي لاستقبال أفراد منهم في بيتي ليفتشوا عن القنبلة النووية التي ورثتها من الرئيس صدام حسين ، فقد أودعها أمانة عندي حتى ينتهي الغزو الأميركي ، ولا ضرورة لتفتيش بيتي في غيابي والشهر شهر صيام .
" لا تقول عيب لمن لا يعرف العيب " يقول المثل الشعبي الفلسطيني ، ومهما جادلنا الصهيونيين بحقوقنا فلن تسمع سماواتهم ، لأنهم لا يقرون لنا بحقوق ، ولا تصارع الثور في الطين .
أكثر ما يؤسف له أن يكون حامل دكتوراه وزيرا للداخلية ، فكيف اذا كان رئيس جامعة ؟
من المؤكد أنه سيفتش بيوت زملائه وقد يفتش بيته أيضا ، وفي النهاية سيجد نفسه يقرأ قصيدة " المخبر " لبدر شاكر السياب ، ولسوف يتوحد مع أنا المتكلم فيها :
" أنا ما تشاء : أنا الحقير
صباغ أحذية الغزاة ، وبائع الدم والضمير
للظالمين أنا الغراب
يقتات من جثث الفراخ : أنا الدمار ، أنا الخراب !
شفة البغي أعف من قلبي ... "
و
" ساء المصير :
لم كنت أحقر ما يكون عليه إنسان حقير " .
يصلون ويصومون ويكذبون وينصبون ويأكلون الحقوق ويتجسسون ويدخلون البيوت في غياب أصحابها و " إنها لثورة حتى النصر " .
لم أشاهد الليلة مباريات وربما لهذا كانت الكتابة كابوسية كافكاوية ماغوطية نوابية .
ولطالما صرخ الفلسطينيون " دبرها يا مستر دل ، بركن على إيدك تنحل " .
" ما فيش فايدة " .
غدا سأكتب عن مباني المقاطعة الجديدة والقشلة العثمانية والعمارة الانتدابية الأردنية الإسرائيلية بوحي من رواية الحبيب السايح الكاتب الجزائري " أنا وحاييم " وتلك الأيام نداولها بين الناس .
صباح الخير
خربشات
٢٠ نيسان ٢٠٢١ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى