محمود نسيم - حديث أحادي

أنا لا أحبُّ الكتابة إلا دقائق
أحتاج فيها إلى الانسحاب من اليوم
والاكتفاء بما أتذكر لا ما أحب من الكلمات
دقائق أحصل فيها على غرفة
في منازل أخرى
على لقطة متدرجة لبقايا النهار
وعمر من الانتظار بمقهى الرصيف
الوجود مصادفة بعد موت خفيف
دقائق ليست لذكرى البدايات
أحتاط فيها من العالم اللغوي
وأجتاز هاوية النوم
من غير ما يتكون فى الليل
من شذرات الأرق
ومن صور متقطعة لظلام المياه
حيث يحتبس الصوت لحظة سحب الغرق
فانسياب التخدر حتى تذكر أشكالنا الجسدية
قبل الولادة
والصحو في حجرات ترابية
والفضاء الحبسي
يبث خلال حواجز مفتوحة
ضوءه القمري
سكون الحواس المفاجئ
بعد نزيف القلق
.................
ثم يأس الصلاة
وإشراقة المنتهى في شعاع من القبر
شف وغطى الوجود
وشع بوهم الصبا
في شفافية ، عبر نافذتي
واحترق
في الصباح سأرفع مائدتي
وعليها طعامي وأدويتي
وحقيبة مقتنيات مسوخ
وعطر رفات بٱنية
يتكشف عنها الزجاج
سأكرر في عتمة متدرجة الضوء
تجربتي في قياس المسافة بين الحواف
وبيان الحقيقة في خدعة الاعتراف
واقترابي من المفترق
.........................
موعدي في استراحة عرض
وذاكراتي في متاهة أخيلة
وأنا في زمان انتظاري
أتابع من موضعي
لقطاتي السريعة للعالم الشبحي
أم أوازن بين بديلين ليسا اختياري ؟
وفي شرفتي
أتناول شاي الظهيرة
بعد اكتشاف جمال النهاية
أم أستشف احتجاب الطرق؟
.. .......................
وأنا الٱن أكتب
أم أتخفى وراء الورق؟
. ... ... ....
محمود نسيم
مصر
أعلى