أين الرب؟
سؤال كان يطرحه الأنبياء
ومازال على لسان كل طفل
في حين أن الآلهة التي خارج السماء لا حصر لها
بينما الرب الحقيقي خلف حدود الكون
ينظر من نافذته على خطايا العالم.
فمنذ أن أخرجت التفاحة أدم من الجنة
أضحت الأرض ثمرة ناضجة
محملة بالكوارث
التي تنفجر في وجه الضعفاء.
أيها النبي
قف الآن ....
معك الميكروفون
قم بإذاعة حياتك على الملأ
اعترف أنك أطلقت رسائلك كلها
ليمتلئ الفراغ بالضباب
وضع مِصر تحت الميكروسكوب
لتراها عجوزا شمطاء
توزع خصلات شعرها على فتيان الحواري الشعبية
بينما كان الرب يقف حاملا بين يديه طريقك
وعبادا لا يملكون نقودا لشراء الجنة
ولا منسوجات على أجسادهم لحمايتهم من غدر الطقس
اخترت أن تكون النبي الضال الذي لا يسمح بأن يقذف بأخطائه
زعما أن جميع الأنبياء لا يسرقون الخبز.
مازلتم تقفون في الأبراج العالية
تلقون بعضا من أقراص الفحم
لنمحو بها قليلا من رواسبنا.
سألت سالفا
هل يمكن أن يصلي العالم صلاة جماعية واحدة،
وتضمد أسراب الحمام شروخا من الحزن
على منصات المستقبل؟!
قروناً نسير على صراط مشتعل
مخالف لعقيدة الرب ولقوانين الطبيعة
وكان الانبياء يقبعون في الجانب الخفي من الظل
يعبثون في السيرك الكبير
بإشاراتهم اللاسلكية
ويتناولون مسكنات طويلة المدى لضمائرهم.
كان( إيخمان وهتلر وبول بوت ) أكبر ضحايا لهذا الإدمان
أزعجوا استقرار العالم
وانصرفوا ...
وبقى وباؤهم متفشيا في الأرض.
الشِعْر يقف هنا الآن
دقيقة حدادا
على مصائب سوريا وفلسطين
ومعظم بلاد الشرق
وعلى مَن يزعمون بنبؤتهم الزائفة
الأنبياء أبرار
لا يعرفون من الألوان غير الأبيض والأخضر
لا تختلط أسماؤهم بأعوام الكساد أو الأيام السوداء
لا يعرفون الرقص على ندبات الأمهات الثكلى ودماء الأطفال
يا مَن تدعون النبوة
احبكوا أدواركم جيدا على هذا المسرح الكبير
كي لا تعانى شعوبكم من ضيق في التنفس
ويذكركم التاريخ بأقل مساوئكم
يشهد على أنكم خرجتم من المعارك
بجثث خالية من البكتيريا
لا يجوز وضعها في ثلاجات الموتى
وبإيماءة واحدة
قد أزحتم الضباب عن الأرض.
اعلموا تماما
أن التاريخ لم يُصب أبدا بفقدان الذاكرة
أخبرنا أن سليمان لم يكن ملكا سيئا
رغم قسوته
ولم يكن يوسف مريضا بالنهام
رغم حشو خزائنه بالذهب والفضة
زعمت -بجنوني- أنني سأجد حلا
حين أستضيفكم في قصيدة
فأحيانا كلمة لفيلسوف
تعرقل مسيرة عجلة حربية
وتقبض روح صفارة انذار
فقد يشعل بيت من الشعر حربا
ويوقف القلم كثيراً من الحروب.
__
# نجلاء مجدي