أ. د. عادل الأسطة - ذاكرة أمس ٤١ : وعقدنا العزم عزما أن تحيا الجزائر

كما لو أنني أعيش في الجزائر في خمسينيات وستينيات القرن العشرين .
لم أتجول أمس وأول أمس في البلدة القديمة كما أتجول يوميا .
أنتقل من شقة إلى ثانية وأغلق علي الباب واستمتع بمتابعة قراءة الحبيب السايح Al Habib Sayah
" أنا وحاييم " ، ناسيا أو متناسيا ما يجري في القدس أو آخر أخبار الكورونا ، بل إنني لم أذهب إلى مخيم بلاطة لأهنيء الصديق بسام الكعبي
بخروج أخيه عاصم من السجن بعد قضاء ثمانية عشر عاما .
أشعر بإرهاق ورشح . كما لو أنه زكام حقيقي ، وأفضل عدم الاقتراب من الآخرين .
هل سيأتي يوم نشاهد فيه إجراء انتخابات ب " نعم أو لا " لبقاء الاحتلال الإسرائيلي واعتبار الضفة جزءا من الدولة الإسرائيلية ؟ هل سيأتي يوم نشاهد فيه رحيل الجيش الإسرائيلي من مناطق الاحتلال الثاني ؟ هل سيأتي يوم نشاهد فيه السفن على شواطيء حيفا ويافا تقل اليهود المستوطنين إلى أميركا ؟
هذه هي الأسئلة التي دارت بخاطري وأنا أقرأ في الرواية الجزائرية .
كم نسبة التشابه بين ما عاشه الجزائريون تحت الاستعمار الفرنسي وما يعيشه الفلسطينيون منذ ١٩٤٨ ؟
وأنا خارج من الشقة ذاهبا إلى مخيم عسكر القديم لاستلام نسخة مصورة من سيرة الكاتب العراقي عبد الله إبراهيم " أمواج " ورواية إنعام كجه جي " سواقي القلوب " - كنت كلفت الصديق زياد خداش
بتصويرهما - وانتظاري فترة ، دون أن يأتي الشخص المنتظر في الوقت المتفق عليه وإغلاقه هاتفه ، تذكرت شتيمة الرئيس الفلسطيني أبو مازن لكل من الصين وروسيا وأمريكا والعرب ، ففكرت أن اشتم السلطة الفلسطينية بمفردات أبو مازن نفسها " ك . أ .. " ولكن كيف ؟
سيكلفني الحزب الشيوعي الصيني وستكلفني المخابرات الروسية والأمريكية ووزارات الداخلية العربية بقراءة ردهم على أبو مازن :
" عزيزنا أبو مازن :
أصغينا إليك تشتمنا ، ونيابة عنا فإننا نعهد لعادل الأسطة بأن يقرأ ردنا :
ك . أ .. السلطة الفلسطينية ، وإذا حييتم بتحية فردوا بمثلها ، ولا تقولوا لمن تلا عليكم الجواب لست فلسطينيا " .
في طفولتنا كنا ، في المدارس ، نغني لاستقلال الجزائر :
" نحن جند في سببل الحق ثرنا وانتصرنا
وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر ، فاشهدوا اشهدوا اشهدوا "
وإن لم تخني الذاكرة فقد كنا ندفع من مصروفنا كل أسبوع تعريفة مساهمة لنصرة الشعب الجزائري .
شخصيا أسرني أسلوب القص في الرواية ، وإن ظلت التساؤلات ، حول اختيار الكاتب لشخصية يهودية موضوعا لروايته ، تلازمني .
الأمن الوقائي في السلطة الفلسطينية حريص ، على ما يبدو ، على أمني الشخصي ، ولهذا لم أفقع حتى الآن .
أبشروا .
أعتقد أن ( ديجو سيميوني ) جن أمس لخسارته المباراة وصار حظ برشلونة هو الأقوى .
صباح الخير
خربشات
٢٦ نيسان ٢٠٢١




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى