أ. د. عادل الأسطة - ذاكرة أمس ٤٤ : المملكة الفلسطينية القادمة

شغلت الانتخابات الفلسطينية الفلسطينيين ، فنسوا الكورونا واللقاح والكمامة والتباعد الجسدي . جادلوا وناقشوا وشكلوا قوائم بلغ عددها ستا وثلاثين قائمة ، و " بلشت " الدعاية ، من خلال الأقارب والمعارف والأصدقاء ، بلشت مبكرا ، فالكل يريد أن يفوز من أجل أن يحقق العدالة الاجتماعية وعودة اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في المنافي العربية والعالمية وقطاع غزة والضفة الغربية إلى مدنهم وقراهم في الوطن السليب .
وغالبا ما كنت أسأل عن رأيي في الانتخابات ، وإن كنت سأنتحب ؟ وإن انتخبت ، فهل سأنتخب قائمة " نبض البلد " أم " نبض الشعب " ، فالأولى يرأسها ابن أخي والثانية تخص الجبهة الشعبية ، وأنا صديق للجبهة ، لأنني أكتب باستمرار عن غسان كنفاني وأحاضر في المنتدى التنويري القريب منها .
عندما سألني صديق لابن أخي إن كنت سأنتخب قائمته " نبض البلد " ضحكت ، فهو سينتخب مدفوعا برأي شائع هو " وجه بتعرفه أحسن من وجه ما بتعرفه " ، وضحكت أكثر عندما سألني زميلي الدكتور احسان الديك
إن كنت أقف وراء القائمة ، وتذكرت عائلة ( بلوخ ) في بون ، حيث أقمت معها في العام ١٩٩٠ ، ولاحظت كيف أن أفرادها صوتوا لأحزاب مختلفة .
عندما أشاهد ابنة ابن أخي " كندة " ، وعمرها أقل من عامين ، تدعو لانتخاب " نبض البلد " ، وعندما أتذكر عشائر الخليل ونجاحها في إسقاط مشروع الضمان الاجتماعي ، وأرى المتسولين في الشوارع ، يفارقني الأمل بمستقبل الشعب الفلسطيني ، فلا مستقبل لنا في ظل العائلية والعشائرية وترشح ٣٦ قائمة .
أمس قرأت على صفحات الفيس بوك رأيا طريفا هو : اسحبوا امتيازات النائب الفائز بالانتخابات وانظروا كم قائمة تبقى وكم مرشحا يواصل ترشحه ؟!
وأنا لا أنتخب ومن قبل لم أنتخب ؛ لأنني ضد أوسلو كلها وبقيت ضدها ، ولم أغير رأيي تغيير حماس موقفها ، ولم انخدع انخداع الجبهة الشعبية ، ولا أطمح بسيارة وسائق وتحسين أوضاع بحفنة دولارات ، ولو فكرت في التصويت فلن أصوت لرابطة الدم أو العشيرة .
لا جديد في نابلس سوى تجدد المشاكل في مخيم بلاطة بين العائلات ، وهذا ما عرفته من السائق ، وقد تبين لاحقا أن الأمر مختلف ويعود إطلاق النار إلى الاحتفال بخروح معتقل / سجين .
ما زالت العصائر وبسطات الفلافل والمخللات والقطايف وسدور الحلوى تتسيد ، ومثلها أيضا الفراولة والبطيخ .
وأنا عائد مساء أصغيت ، قرب الدوار ، إلى رجل يمدح بصوت عال السيد حسن نصرالله ويراه أحسن عربي على الإطلاق ويدعو الله أن يأخذ بيده ويحميه .
أشرطة الفيديو المتداولة كثيرة وطريفة وساخرة ، وكذلك الرسائل المتبادلة وأطرفها كان ذا علاقة بالانتخابات في مناطق السلطة الفلسطينية .
قد يعتقد قسم من القراء أن شريط السيد عزام الأحمد ، وفيه يقول إن الانتخابات تحت الاحتلال تجري مرة واحدة فقط ، وقد جرت مرتين ، هو الشريط الأطرف . قد . ولكن الأطرف هو الرسالة التي وصلتني عبر الواتساب ، وفيها صورة الرئيس أبو مازن على هيئة ملك ، وتحتوي على خبر نصه أن النظام السياسي الفلسطيني سيتحول إلى نظام ملكي .
أمس تعادل الإسبان مع الإنجليز واليوم هزم الإنجليز الفرنسيين ، وانتصرت الملكية على الجمهورية ، والملكيات في العالم العربي لم يحدث فيها في الربيع العربي ما حدث بالجمهوريات .
صباح الخير
خربشات
٢٩ نيسان ٢٠٢١



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى