بدت أسواق نابلس أمس مزدهرة ، علما بأن رواتب الموظفين لم تصرف بعد .
كان خان التجار في البلدة القديمة ، في الثانية عشرة ظهرا ، يغص بالمواطنين ، ويبدو أنهم يريدون شراء الملابس التي يحتاجون إليها قبل أن " ينزنقوا " بالوقت ، وفي هذا الوقت كان شارع النصر غير مكتظ ، بخلاف ما صار إليه في السادسة .
سألت بائع الحلويات إن كان يبيع أوقية من الفطير ، فأجاب :
- لم لا ؟
واستفسرت عن نوع معين من الحلويات هو " بين نارين " افتقدته هذا العام ، فأوضح لي إنهم لم يتشجعوا لبيعه في رمضان هذا ، ومثله الفطير بالجبنة .
في شارع النصر ، في الطريق إلى الشقة ألتقي بالدكتور خالد المصري ونسير معا باتجاه البوابة الغربية ، فمدرسة ابن الهيثم - النجاح القديمة ، ويشغلنا الحديث عن داء السكري والكبر والأعراض المترتبة على ارتفاعه ، وينصحني بأن أنتبه . الكورونا قد تنتهي باللقاح ، ولكن السكري لا لقاح له ، فهو الدائم . كم هو مرعب !
في ساعات الظهيرة أواصل قراءة رواية سليم بركات " ماذا عن السيدة اليهودية راحيل ؟ " ، فأتذكر صباي .
هل كان سليم بركات المولود في ١٩٥١ يكتب عن عائلته وصباه ومكان نشأته ؟
كان والد كيهات ، وهم أكراد ، يرسله ليشتري اللحمة وأغراض البيت ، وعوضا عن شراء كيلو لحمة كاملا كان يشتري ٩٠٠ غرام ليوفر قليلا من النقود فيشتري بها التبغ ، والسيدة راحيل اليهودية تتواطأ معه ، ولكنها تزن له الكيلو كاملا ، حتى لا يكتشف أبوه أمره .
عندما كانت أمي ترسلني إلى المدينة لأشتري لها الدجاج والخضار كنت أفعل ما يفعله كيهات ، لا لأشتري التبغ ، ولكن لأشتري تذكرة سينما ، وللسينما ودورها وأفلام الستينيات حضور لافت في أول ١٢٥ صفحة من الرواية .
وأنا عائد إلى الحي الذي أقيم فيه فكرت أن أعرج على مخيم عسكر القديم ، لأشاهد كيف تجري الحياة هناك في ساعات المساء ، فأكتب عنها ، وألبي رغبة قاريء تساءل لماذا أكتب يوميا عن شارع النصر ولا أكتب عن شارع صلاح الدين أو غزة أو المخيمات ، ولكن ... !
في مباراة الليلة فاز فريق ريال مدريد على فريق اوساسونا ، والدوري الإسباني ولع حقا .
يبدو روتين الحياة مملا ، ولكن المرء يعتاد عليه ، ويتعود على عبث الحياة السيزيفي ، وهو ما اختزلته أمثالنا الشعبية " دق المي في الهون ، النفخ في قربة مثقوبة ، رب وزيت وزيت ورب " وما شابه .
الله المستعان به .
صباح الخير
خربشات
٢ / ٥ / ٢٠٢١ .
كان خان التجار في البلدة القديمة ، في الثانية عشرة ظهرا ، يغص بالمواطنين ، ويبدو أنهم يريدون شراء الملابس التي يحتاجون إليها قبل أن " ينزنقوا " بالوقت ، وفي هذا الوقت كان شارع النصر غير مكتظ ، بخلاف ما صار إليه في السادسة .
سألت بائع الحلويات إن كان يبيع أوقية من الفطير ، فأجاب :
- لم لا ؟
واستفسرت عن نوع معين من الحلويات هو " بين نارين " افتقدته هذا العام ، فأوضح لي إنهم لم يتشجعوا لبيعه في رمضان هذا ، ومثله الفطير بالجبنة .
في شارع النصر ، في الطريق إلى الشقة ألتقي بالدكتور خالد المصري ونسير معا باتجاه البوابة الغربية ، فمدرسة ابن الهيثم - النجاح القديمة ، ويشغلنا الحديث عن داء السكري والكبر والأعراض المترتبة على ارتفاعه ، وينصحني بأن أنتبه . الكورونا قد تنتهي باللقاح ، ولكن السكري لا لقاح له ، فهو الدائم . كم هو مرعب !
في ساعات الظهيرة أواصل قراءة رواية سليم بركات " ماذا عن السيدة اليهودية راحيل ؟ " ، فأتذكر صباي .
هل كان سليم بركات المولود في ١٩٥١ يكتب عن عائلته وصباه ومكان نشأته ؟
كان والد كيهات ، وهم أكراد ، يرسله ليشتري اللحمة وأغراض البيت ، وعوضا عن شراء كيلو لحمة كاملا كان يشتري ٩٠٠ غرام ليوفر قليلا من النقود فيشتري بها التبغ ، والسيدة راحيل اليهودية تتواطأ معه ، ولكنها تزن له الكيلو كاملا ، حتى لا يكتشف أبوه أمره .
عندما كانت أمي ترسلني إلى المدينة لأشتري لها الدجاج والخضار كنت أفعل ما يفعله كيهات ، لا لأشتري التبغ ، ولكن لأشتري تذكرة سينما ، وللسينما ودورها وأفلام الستينيات حضور لافت في أول ١٢٥ صفحة من الرواية .
وأنا عائد إلى الحي الذي أقيم فيه فكرت أن أعرج على مخيم عسكر القديم ، لأشاهد كيف تجري الحياة هناك في ساعات المساء ، فأكتب عنها ، وألبي رغبة قاريء تساءل لماذا أكتب يوميا عن شارع النصر ولا أكتب عن شارع صلاح الدين أو غزة أو المخيمات ، ولكن ... !
في مباراة الليلة فاز فريق ريال مدريد على فريق اوساسونا ، والدوري الإسباني ولع حقا .
يبدو روتين الحياة مملا ، ولكن المرء يعتاد عليه ، ويتعود على عبث الحياة السيزيفي ، وهو ما اختزلته أمثالنا الشعبية " دق المي في الهون ، النفخ في قربة مثقوبة ، رب وزيت وزيت ورب " وما شابه .
الله المستعان به .
صباح الخير
خربشات
٢ / ٥ / ٢٠٢١ .