أ. د. عادل الأسطة - ذاكرة أمس ٤٨ : " أكلت حنيفة ربها زمن التقحم والمجاعة "

إن كنت تسير يوميا في شارع النصر في البلدة القديمة ، من البوابة الغربية حتى البوابة الشرقية ، فإنك ولا شك تشاهد آثار اجتياح القوات الإسرائيلية في ربيع العام ٢٠٠٢ . لقد سويت بعض البنايات بالأرض ، وأظن أن واحدة منها كانت إحدى الصبانات التاريخية ، والشارع لا يخلو من صبانات أخرى بعضها أغلق وبعضها ، مثل صبانة النابلسي ، لم يغلق .
إحدى الصبانات المغلقة هي صبانة عاشور التي أقيمت في القرن الثامن عشر ، وعرفت فيما بعد باسم صبانة الرنتيسي .
في العام ٢٠٢٠ أخذ رجل الأعمال سليم التيتي / سليم أفندي يرممها ليحولها إلى حمام تركي ومطعم ومقهى ، وقد انتهى مؤخرا من الترميم الذي تأخر بسبب جائحة الكورونا . أمس شاهدت سليم والعمال يدخلون إلى المبنى ثلاجتين لتغدوا في الخدمة عند الافتتاح القريب .
في الشارع نفسه رمم أبو سلام الكيلاني ، وهو سجين سابق وبائع خضار على عربة ، مقهى يعيش ، وهو مقهى تاريخي ، ومقابله رمم محل ليغدو مقهى مدخله أنيق وطريف شكلا : الباب دائري من خشب الزيتون .
في الشارع نفسه بقي مقهيان يحتاجان إلى ترميم ؛ البرلمان والشيخ آسم - حسب النطق النابلسي .
أمس مساء عبرت الشارع مرتين ؛ في الثانية عشرة ظهرا وفي السادسة مساء . كان ظهرا خاليا من المارة إلا ما ندر ، وكان مساء يعج بالمواطنين وبكثرة البسطات .
ما الذي سيلم بسكان المدينة الذين أخذوا يتراخون بخصوص تطبيق شروط السلامة من الكورونا ؟
هل سيكسرون بعض المحلات في شارع النصر إن استفحل الوباء ؟
في الهند ، كما نشر الصديق خليل حمد
على صفحته ، ومنها أعدت نشر ما نشر ، أخذ الهندوس يكسرون الأصنام ؛ لأنها لم تحمهم مؤخرا من الفايروس الذي أخذ يفتك بهم ، وهذا ذكرني بالفتيات الإيطاليات الجميلات اللاتي وقفن العام الماضي أمام كنيسة روما عاريات وأردن دحش الصليب في مؤخراتهن .
كان بعض العرب في الجاهلية يصنعون آلهتهم من التمر ، فإن جاعوا أكلوها ، وفي ذلك قال الشاعر الجاهلي :
أكلت حنيفة ربها
زمن التقحم والمجاعة
لم يحذروا من ربهم
سوء العواقب والتباعه
أحنيف هلا إذ جهلت
صنعت ما صنعت خزاعة ؟
نصبوه من حجر أصم
وكلفوا العرب اتباعه .
هل أغفل أبو العلاء المعري نقد الأديان ؟
أمس أنفقت ساعات في قراءة قصص طه محمد علي لأكتب مقالا لموقع " رمان " ، وساعات أخرى في قراءة رواية سليم بركات " ماذا عن السيدة اليهودية راحيل ؟ " ومن تعقيب الصديق Saadeh Soudah
صرت شبه متأكد أن الرواية هي سيرة روائية للكاتب نفسه ، فأنت فيها لا يمكن أن تفصل بين الكاتب والراوي وشخصية كيهات الكردي . كتب سعادة إنه عرف سليم بركات في قبرص وكان سليم يشاهد السينما أكثر مما كان يقرأ الكتب .
أعتقد أن سليم بركات في روايته يغازل اليهود ، وأعتقد أنه كان عرفهم قي القامشلي وقام بدور " كافر سبت " للسيدة راحيل ، فقد عشق كيهات / سليم ابنتها ، ومن الحب ما قتل . الرأي عموما بحاجة إلى تعمق فيه وتأمل .
وأنا أكتب عدت بذاكرتي إلى ٢٠ / ١٠ / ١٩٨٩ ومكتبة جامعة ( بامبرغ ) و ( نينا ) وسطر محمود درويش " والذي يعرف ريتا ، ينحني ويصلي لإله في العيون العسلية " .
لم أشاهد مباراة برشلونة وفالنسيا جيدا وقد انتهت بفوز برشلونة ، والدوري الإسباني ولع ، وأمس انطبق على كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي مثلنا الشعبي " الدهن في العتاقي " فقد لعبا وسجلا الأهداف .
صباح الخير
خربشات
٣ أيار ٢٠٢١ .




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى