أ. د. عادل الأسطة - ذاكرة أمس ٤٩ : قد أقبلوا فلا مساومة ، المجد للمقاومة :

أمس صحونا في فلسطين على أخبار أول أمس . ثمة عملية عسكرية فدائية على أحد الحواجز تمثلت في إطلاق فلسطيني النار على مستو ..طنين ، والنتيجة ثلاثة جرحى جراح أحدهم في الرأس وحالته خطيرة ، والاسراىليون يغلقون الطرق ويشددون على التنقل بين المدن .
الشريط الذي عمم كان شريطا تحدث فيه الرئيس أبو مازن وتساءل عن المقاومة الشعبية السلمية :
- أين هي المقاومة السلمية؟
فجاءت المقاومة عسكرية ، ومنذ أسبوع والأوضاع في القدس متوترة ، وكانت أشرطة الفيديو تركز على هذا .
في أحد الأشرطة أمام باب العمود يخاطب جندي اسرائيلي المنتفضين ، يطلب منهم هدنة لمدة عشر دقائق ، ويعلمهم أن الجنود سينسحبون فلينسحبوا هم بدورهم .
في شريط ثان يحمل طفل فلسطيني لعبة بلاستيكية على شكل بندقية ويصوبها نحو جنود إسرائيليين ، ما يدفع بأحدهم إلى مخاطبة والد الطفل مستغربا سلوك الطفل ، وأنا أتذكر سطرا شعريا للشاعر راشد حسين :
" صدقوني المولود في ظل القنابل سوف يضحي قنبلة "
والسطر من إحدى قصائد الشاعر عن القدس بعد احتلالها في العام ١٩٦٧ .
وأنا أذرع في السادسة مساء شارع النصر ، من البوابة الغربية باتجاه البوابة الشرقية ، لاحظت أن ثمة هدوءا وقلة في الحركة ، وعندما استفسرت عن السبب رجح ابن أخي أنه قد يعود إلى شعور الناس بالملل ، ولم نفطن معا إلى الإغلاق الأمني المفروض على نابلس منذ مساء أول أمس - أي منذ الحادث .
هل سيلبي المواطنون ما طلبه منهم رئيسهم ؟
طلب مقاومة شعبية سلمية ، فقاوم مواطن الاحتلال مقاومة بالسلاح .
البسطات في شارع النصر على حالها والإقبال عليها أقل ، والموت يحصد ؛ موت شاب موتا فجائيا أحزن أهل المدينة وشغل وسائل التواصل الاجتماعي ، وموت أخوين من قرية عراق التايه بحادث سير ذاتي ، وعيد الفطر على الأبواب .
و ... و ... و
" يهوى الشهيد وفي عينيه حيرتنا
هل مات بالنار أم أودى به الشجن ؟"
يقول الشاعر مريد البرغوثي الذي رحل في شباط الماضي في قصيدته الشهيرة " طال الشتات " التي كتبها عقب حرب بيروت في ١٩٨٢ .
الأحوال تبعث على الضجر وتولد الملل والناس تعيش على الانتظار ، فرواتب شهر نيسان لم تصرف بعد .
أمس عقب الصديق Ghattas Nazih
Ghattas Sweis
على خربشة أمس بالآتي :
" سمك لبن تمر هندي ، ولكننا ننتظر خربشات الاسطى " وأمس مساء ، وأنا في شارع النصر ، حياني أحد الأصدقاء وقال لي :
- ننتظر خربشاتك .
وأنا أجبت :
- ولهذا السبب أنا أذرع الشارع .
حياتنا ملأى بالانكسارات والموت ، ولكننا كما قال شاعرنا محمود درويش " سأواصل مجرى النشيد ، ولو أن وردي أقل " .
صباح الخير
خربشات
٤ أيار ٢٠٢١



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى