أعادتني رواية سليم بركات " ماذا عن السيدة اليهودية راحيل ؟ " في أثناء كتابة مؤلفها عن دور السينما ، في مدينة القامشلي ، في ستينيات القرن العشرين ، أعادتني إلى دور السينما في مدينة نابلس في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين ، وما أعادني أيضا إلى تلك الدور هو مشيي مساء في شارع النصر .
في دور السينما في نابلس كنا نصغي إلى صاحب المقصف ، في فترة الاستراحة ، قبل عرض الفيلم أو بعد مشاهد الدعاية للأفلام القادمة ، ينادي " قهوة شاي عسيس بارد عسيس مثلج " ، ويبدو أن هذا النداء لم تعرفه دور السينما السورية أو أنه غاب عن ذهن بركات .
وأنت تسير في شارع النصر في السادسة مساء تتذكر نداء البائع ، لا على المشروبات المذكورة ، وإنما على أنواع العصائر وأنواع الحلوى والمخللات والمقالي من فلافل وكبة .
أمس في السادسة مساء كانت الحياة في الشارع تسير سيرا طبيعيا جدا غير متأثرة بخبر إلقاء القوات الإسرائيلية القبض على منفذ عملية حاجز زعترة وقرارها بهدم بيته في ترمسعية ، أو بخبر قتل الفتى الفلسطيني من قرية أودلا ، أو بأخبار ما يجري في حي الشيخ جراح .
وأمس في الثانية عشرة ظهرا كنت أتابع السيدات الفقيرات يسألن عن دجاجات المحسنين وكيلو من اللحم . يسألن باستمرار وأنا أصر على أن حل مأساة هؤلاء النسوة الفقيرات ، أو مدعيات الفقر ، إنما يجب أن يكون مسؤوليه السلطة ووزارة الشؤون الاجتماعية ، لا صدقات المحسنين ولا ما تقدمه التكايا . ويبدو أن السؤال يصبح عادة لا يكترث صاحبه لبذل ماء وجهه الذي قال فيه أبو العتاهية الشاعر العباسي :
" أتدري أي ذل في السؤال
وفي بذل الوجوه إلى الرجال " ؟! .
وبعض الناس لا ماء في وجوههم يبذلونه أو لعلها الحاجة أو العادة ، فكم من رواية تروى عن المتسولين والشحادين ومقدار ما لديهم من أموال !؟
كتبت إن الفلسطينيين في ورطة ، وحقا إننا في ورطة حقيقية ، فالاحتلال يقضم الأراضي مثل القرد الذي احتكمت إليه هرتان في أمر قرص الجبنة وتقسيمه ، وتلك حكاية تعلمناها . المقاومة السلمية لا تجدي والمقاومة العسكرية محكومة بنهاية صادمة ، فسرعان ما يتم القبض على منفذيها .
لا مقاومة أبو مازن التي دعا إليها - وما زال يدعو - تأتي بنتيجة ولا العمليات العسكرية المحدوده تأتي بنتيجة مؤثرة ، فما إن تنجز حتى يقبض على منفذها ، فيشعر المواطنون ، بعد أمل ، باللاجدوى . ومحمد ضيف يهدد الدولة العبرية برد مزلزل إن ... وهذه ال " إن " تبعث على السخرية حقا ، ففلسطين كلها ضاعت ولم يبق شيء لم يتماد الاسرائيليون فيه .
سيكون الرد مزلزلا إن ... ونحن نواصل حياتنا ونشتري العصائر والمخللات والفلافل والكبة والحلوى ونقرأ عن السيدة اليهودية راحيل واختفاء يهود القامشلي منها و ...
" عوامة أصابع زينب فطير بين نارين وكنافة على الفحم ورمضان كريم " و " فلفل نعنع بقدونس جرجير فجل " وخبز بحبة بركة .
صباح الخير
خريشات
٧ أيار ٢٠٢١
في دور السينما في نابلس كنا نصغي إلى صاحب المقصف ، في فترة الاستراحة ، قبل عرض الفيلم أو بعد مشاهد الدعاية للأفلام القادمة ، ينادي " قهوة شاي عسيس بارد عسيس مثلج " ، ويبدو أن هذا النداء لم تعرفه دور السينما السورية أو أنه غاب عن ذهن بركات .
وأنت تسير في شارع النصر في السادسة مساء تتذكر نداء البائع ، لا على المشروبات المذكورة ، وإنما على أنواع العصائر وأنواع الحلوى والمخللات والمقالي من فلافل وكبة .
أمس في السادسة مساء كانت الحياة في الشارع تسير سيرا طبيعيا جدا غير متأثرة بخبر إلقاء القوات الإسرائيلية القبض على منفذ عملية حاجز زعترة وقرارها بهدم بيته في ترمسعية ، أو بخبر قتل الفتى الفلسطيني من قرية أودلا ، أو بأخبار ما يجري في حي الشيخ جراح .
وأمس في الثانية عشرة ظهرا كنت أتابع السيدات الفقيرات يسألن عن دجاجات المحسنين وكيلو من اللحم . يسألن باستمرار وأنا أصر على أن حل مأساة هؤلاء النسوة الفقيرات ، أو مدعيات الفقر ، إنما يجب أن يكون مسؤوليه السلطة ووزارة الشؤون الاجتماعية ، لا صدقات المحسنين ولا ما تقدمه التكايا . ويبدو أن السؤال يصبح عادة لا يكترث صاحبه لبذل ماء وجهه الذي قال فيه أبو العتاهية الشاعر العباسي :
" أتدري أي ذل في السؤال
وفي بذل الوجوه إلى الرجال " ؟! .
وبعض الناس لا ماء في وجوههم يبذلونه أو لعلها الحاجة أو العادة ، فكم من رواية تروى عن المتسولين والشحادين ومقدار ما لديهم من أموال !؟
كتبت إن الفلسطينيين في ورطة ، وحقا إننا في ورطة حقيقية ، فالاحتلال يقضم الأراضي مثل القرد الذي احتكمت إليه هرتان في أمر قرص الجبنة وتقسيمه ، وتلك حكاية تعلمناها . المقاومة السلمية لا تجدي والمقاومة العسكرية محكومة بنهاية صادمة ، فسرعان ما يتم القبض على منفذيها .
لا مقاومة أبو مازن التي دعا إليها - وما زال يدعو - تأتي بنتيجة ولا العمليات العسكرية المحدوده تأتي بنتيجة مؤثرة ، فما إن تنجز حتى يقبض على منفذها ، فيشعر المواطنون ، بعد أمل ، باللاجدوى . ومحمد ضيف يهدد الدولة العبرية برد مزلزل إن ... وهذه ال " إن " تبعث على السخرية حقا ، ففلسطين كلها ضاعت ولم يبق شيء لم يتماد الاسرائيليون فيه .
سيكون الرد مزلزلا إن ... ونحن نواصل حياتنا ونشتري العصائر والمخللات والفلافل والكبة والحلوى ونقرأ عن السيدة اليهودية راحيل واختفاء يهود القامشلي منها و ...
" عوامة أصابع زينب فطير بين نارين وكنافة على الفحم ورمضان كريم " و " فلفل نعنع بقدونس جرجير فجل " وخبز بحبة بركة .
صباح الخير
خريشات
٧ أيار ٢٠٢١