أ. د. عادل الأسطة - ذاكرة أمس ٥٥: "لا بيت للكردي إلا الريح"

" ليس للكردي إلا الريح تسكنه ويسكنها .
وتدمنه ويدمنها ، لينجو من صفات الأرض والأشياء " .
وأنا أتجول أمس صباحا في شوارع نابلس كنت ألاحظ أجواء الاستعداد للعيد ، فلم يحل ما يجري في القدس والشيخ جراح دون مواصلة الحياة روتينها :
بسطات الشوارع بطريقة لافتة ؛ بسطات الحلوى والملابس واكتظاظ الشوارع بالبشر والعربات والسيارات .
الرواتب بالأيدي والعيد على الأبواب ورمضان تولي أيامه حميدة لمن صاموا ، وأما من لم يصوموا فيأملون العفو والغفران من رب رحيم غفور .
أمس كان الجو حارا وحارا جدا ، وإن شاء الله يكون أجر الصائمين مضاعفا ، وعلم هذا عند ربي .
وأمس وصلت الأمور بين الأطباء والحكومة نقطة الصفر ، فلا تفاهمات حول مطالب الأطباء الذين قرروا مواصلة الإضراب .
وأنا أقرأ في رواية سليم بركات " ماذا عن السيدة اليهودية راحيل ؟" توقفت أمام دال " الربح " الذي تكرر في الصفحتين ٥٠٤ و ٥٠٥ تكرارا لافتا ، ما ذكرني بقصيدة محمود درويش المهداة إلى سليم بركات في ديوان " لا تعتذر عما فعلت " - وكان الشاعر Wallid Hallis ذكرني أيضا بها - وما ذكرني أيضا بتكرار هذا الدال في مطولة قديمة لمحمود درويش هي " تلك صورتها وهذا انتحار العاشق " ١٩٧٥ .
آخر شريط فيديو وصلني كان من الدكتور Abdallah Abu Eid وفيه يعتقل جنود الاحتلال أطفالا فلسطينيين في الخامسة والسادسة من أعمارهم ، ما ذكرني أيضا بمقطعين قديمين للشاعر نفسه :
" مرحى لفاتح قرية
مرحى لسفاح الطفولة "
و :
" نحن أدرى بالشياطين التي
تجعل من طفل نبيا ".
تبدو أيامنا " قبض ريح " وضربا من الروتين والتذاكي إلى درجة الغباء .
لا جديد سوى أن مباراة ريال مدريد واشبيلية كانت الليلة مباراة مجنونة حقا .
الحياة كلها جنون في جنون ، وحتى اللحظة لم أفهم قولا كان أبي يردده باستمرار وهو " ما لذة العيش إلا للمجانين ! "
صباح الخير
خربشات
١٠ / ٥ / ٢٠٢١ .




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى