كانت الأعين كلها أمس تتطلع نحو غزة ، دون أن تغض الطرف عما يجري في الوطن كله ؛ فلسطين التاريخية كلها من رفح حتى رأس الناقورة .
انفجرت الأوضاع في اللد والرملة إثر تعاطف سكانها مع ما يجري في القدس ، ما أسفر عن استشهاد الشاب موسى حسونة من اللد برصاص اسرائيلي . في ساعات المساء ، على حاجز زعترة ، قتل خمسة عشر جنديا اسرائيليا الشاب أحمد عبد الفتاح دراغمة وأصابوا صديقه .
قصفت الطائرات الإسرائيلية غزة فقتلت وجرحت مواطنين ، وسوت عمارات / أبراجا بالأرض ، وغزة موعودة منذ حرب ٢٠٠٨ / ٢٠٠٩ بحروب متعاقبة ، فما إن تنتهي حرب حتى تبدأ أخرى ، وهنا نتذكر عنوان مسرحية إسرائيلية كتب عنها محمود درويش في كتابه " يوميات الحزن العادي " ١٩٧٣ وعنوانها " أنا وأنت والحرب القادمة " ، وفي كتابه نفسه كتب مقطوعة صرنا نستحضرها باستمرار ، كما لو أنه كتبها للتو " صمت من أجل غزة " ومنها :
" ونظلم غزة حين نحولها إلى أسطورة ، لأننا سنكرهها حين نكتشف أنها ليست أكثر من مدينة فقيرة صغيرة تقاوم . وحين نتساءل : ما الذي جعلها أسطورة ؟ سنحطم كل مرايانا ونبكي لو كانت فينا كرامة ، أو نلعنها لو رفضنا أن نثور على أنفسنا " .
كان منظر الطفل الجميل ، في جنازة أبيه ، المحمول على الأكتاف يفتت الأكباد . كان الطفل يبكي ويصرخ " الله يسهل عليك يابا ! " . كان الطفل يبكي ولم تنته الحرب التي يبدو أنها بدأت ، ولا أحد مسرور لها إلا من كان بعيدا عنها .
وأنت تقرأ ما يكتب عن الحرب ، وأنت تتابع أخبارها ، تتساءل عن جدوى الكتابة ، وربما تكرر عبارات ( برتولد بريخت ) التي تحضر كلما وقعت الحرب :
" على الحائط كتابة بالطباشير :
- هم يريدون الحرب .
والذي كتبها خر صريعا " .
والاسرائيليون يريدون الحرب منذ استوطنوا هذه البلاد ، ونحن نكتب على الحائط ونخر صرعى .
العيد سيكون يومه الأول يوم الخميس ، ولسوف نكرر بيت المتنبي الذي نكرره ، منذ عقود ، كلما وقعت حرب أو ارتكبت مجزرة :
" عيد بأي حال عدت يا عيد
لأمر مضى أم لعهد فيه تجديد " ؟ .
هل أخطأ آباؤنا وأجدادنا الذين طردوا من أرضهم في عام النكبة ، حين قالوا عبارتهم التي ظلوا يكررونها :
" عيدنا يوم عودتنا " ؟
نحن في أيار ، شهر النكبة والخروج الكبير من يافا وحيفا وبقية المدن والقرى الفلسطينية ؛ أيار الذي لا ينتهي لا ينتهي لا ينتهي ، إلا حين تنتهي الدولة العبرية ويعود اللاجئون الفلسطينيون من منافيهم .
يا إلهي ! أي عيد هذا العيد هو ؟ وما أشبه اليوم بالبارحة ، ففي أيلول ١٩٨٢ حل العيد بعد ارتكاب مجزرة شاتيلا وصبرا و " طول عمرك يا زبيبة ... " .
صباح الخير يا قدس !
صباح الخير يا غزة ، إن كان ثمة خير !
١٢ أيار ٢٠٢١ .
انفجرت الأوضاع في اللد والرملة إثر تعاطف سكانها مع ما يجري في القدس ، ما أسفر عن استشهاد الشاب موسى حسونة من اللد برصاص اسرائيلي . في ساعات المساء ، على حاجز زعترة ، قتل خمسة عشر جنديا اسرائيليا الشاب أحمد عبد الفتاح دراغمة وأصابوا صديقه .
قصفت الطائرات الإسرائيلية غزة فقتلت وجرحت مواطنين ، وسوت عمارات / أبراجا بالأرض ، وغزة موعودة منذ حرب ٢٠٠٨ / ٢٠٠٩ بحروب متعاقبة ، فما إن تنتهي حرب حتى تبدأ أخرى ، وهنا نتذكر عنوان مسرحية إسرائيلية كتب عنها محمود درويش في كتابه " يوميات الحزن العادي " ١٩٧٣ وعنوانها " أنا وأنت والحرب القادمة " ، وفي كتابه نفسه كتب مقطوعة صرنا نستحضرها باستمرار ، كما لو أنه كتبها للتو " صمت من أجل غزة " ومنها :
" ونظلم غزة حين نحولها إلى أسطورة ، لأننا سنكرهها حين نكتشف أنها ليست أكثر من مدينة فقيرة صغيرة تقاوم . وحين نتساءل : ما الذي جعلها أسطورة ؟ سنحطم كل مرايانا ونبكي لو كانت فينا كرامة ، أو نلعنها لو رفضنا أن نثور على أنفسنا " .
كان منظر الطفل الجميل ، في جنازة أبيه ، المحمول على الأكتاف يفتت الأكباد . كان الطفل يبكي ويصرخ " الله يسهل عليك يابا ! " . كان الطفل يبكي ولم تنته الحرب التي يبدو أنها بدأت ، ولا أحد مسرور لها إلا من كان بعيدا عنها .
وأنت تقرأ ما يكتب عن الحرب ، وأنت تتابع أخبارها ، تتساءل عن جدوى الكتابة ، وربما تكرر عبارات ( برتولد بريخت ) التي تحضر كلما وقعت الحرب :
" على الحائط كتابة بالطباشير :
- هم يريدون الحرب .
والذي كتبها خر صريعا " .
والاسرائيليون يريدون الحرب منذ استوطنوا هذه البلاد ، ونحن نكتب على الحائط ونخر صرعى .
العيد سيكون يومه الأول يوم الخميس ، ولسوف نكرر بيت المتنبي الذي نكرره ، منذ عقود ، كلما وقعت حرب أو ارتكبت مجزرة :
" عيد بأي حال عدت يا عيد
لأمر مضى أم لعهد فيه تجديد " ؟ .
هل أخطأ آباؤنا وأجدادنا الذين طردوا من أرضهم في عام النكبة ، حين قالوا عبارتهم التي ظلوا يكررونها :
" عيدنا يوم عودتنا " ؟
نحن في أيار ، شهر النكبة والخروج الكبير من يافا وحيفا وبقية المدن والقرى الفلسطينية ؛ أيار الذي لا ينتهي لا ينتهي لا ينتهي ، إلا حين تنتهي الدولة العبرية ويعود اللاجئون الفلسطينيون من منافيهم .
يا إلهي ! أي عيد هذا العيد هو ؟ وما أشبه اليوم بالبارحة ، ففي أيلول ١٩٨٢ حل العيد بعد ارتكاب مجزرة شاتيلا وصبرا و " طول عمرك يا زبيبة ... " .
صباح الخير يا قدس !
صباح الخير يا غزة ، إن كان ثمة خير !
١٢ أيار ٢٠٢١ .