كلما تجددت الحرب على غزة تذكرت معين بسيسو وكتاباته عنها .
توفي معين في العام ١٩٨٤ وكتب عن غزة في أشعاره وفي كتبه النثرية ، وخصها بأحد عناوين كتبه : " في المعركة : يوميات غزة ، مقاومة دائمة " .
كتب معين عن مدينته التي تعرضت للاحتلال في العام ١٩٥٦ فقاومت ، وفي العام ١٩٦٧ فقاومت ، وتوفي دون أن يشهد تحررها بالكامل كأول مدينة فلسطينية ، ودون أن يشهد حروبها الأهلية العابرة أو حروبها الدموية في الأعوام ٢٠٠٨ / ٢٠٠٩ و٢٠١٢ و ٢٠١٤ و ٢٠٢١ ، ولو امتد به العمر لاستقر فيها وواصل كتابة يومياتها .
من المؤكد أن قصة " شمشون ودليلة " التي وظفها في غير كتاب ، من المؤكد أنها ستظل تحضر ، وسيظل تغنيه بدليلة الفلسطينية يحضر ، وسبحضر معه سخريته من شمشون ، وقد يرى في تل أبيب المعبد الذي هده شمشون عليه وعلى أعدائه . سيرى في أهل غزة " الفلسطن " الأوائل الذين ربطوا شمشون بالطاحونة ليديرها كما يديرها البغل .
وكلما دق الكوز في الجرة تذكرت الفلسطن ودليلة وشمشون والعهد القديم ، ولا أحد يبقى .
ماذا كان معين بسيسو سيكتب وهو يقرأ عنوان صحيفة إسرائيلية " الدولة تحترق " ، أو وهو يراها تفقد رشدها فتدمر أبراج غزة على من بقي فيها ؟
عاش معين تجربة مشابهة لما يجري الآن في غزة ، حين كان في صيف ١٩٨٢ في بيروت ، فكتب " ٨٨ يوما خلف متاريس بيروت " وفي ذلك الصيف جنت الدولة العبرية ، فدمرت المباني على من فيها ، ثم سهلت الأمر لعصابات الكتائب لارتكاب مجزرة شاتيلا وصبرا ، وكنا يومها على أبواب عيد .
منذ أقيمت الدولة العبرية على أرض فلسطين والنكبة الفلسطينية مستمرة ، ونكبة غزة مضاعفة ، وبعد غد تصادف الذكرى الثالثة والسبعون للخروج الكبير والعيش في المنافي أو البقاء غرباء في الوطن .
أمس وأنا في الحافلة اخذ السائق ، بحماس منقطع النظير ، يعظ وينظر ويؤشر ويشبر ، شاتما عجز العرب وعجزنا ، طالبا سماع رأيي ، وأنا كنت أصغي ، وفجأة وجدتني أقترح عليه أن يسير إلى حوارة ، حيث يوجد هناك إسرائيليون لنشتبك معهم .
السائق واصل سيره إلى المدينة ولم يطعني لنفتح جبهة ، فنخفف الضغط على غزة .
وسائل التواصل الاجتماعي منذ بدأ اقتحام الأقصى وحوصر حي الشيخ جراح وبدأت الحرب ، وسائل التواصل الاجتماعي تخوض حربا كلامية .
عندنا مثل يقول " اللي بوكل العصي مش مثل اللي بعدها " .
غزة تحترق وتل أبيب ستحترق أيضا ، وماذا لو ضل صاروخ طريقه وأصاب مفاعل ( ديمونة ) النووي ؟
من المؤكد أن شمشون سيكون هد المعبد عليه وعلى أعدائه ، ولو كانت الدولة العبرية عاقلة لحلت القضية في العام ١٩٩٨ بانسحاب كامل من الضفة الغربية وقطاع غزة وأعادت مائة ألف لاجيء فلسطيني إلى يافا وحيفا واللد والرملة ، ولكن :
" الذي يسلب حقا بالقتال
كيف يحمي حقه ، إذا الميزان ما ؟ "
ولربما كنا الآن نشاهد مباراة كرة قدم بين ريال مدريد الإسرائيلي وبرشلونة الفلسطيني .
قبل أن تبدأ الحرب استعرت من معين بسيسو عبارته :
" قد أقبلوا فلا مساومة / المجد للمقاومة " ،
ولقد أقبل الاسرائيليون إلى الأقصى والشيخ جراح ، وهم يريدون الكعكة كلها ، وهذه هي المشكلة ، وليست المشكلة في صواريخ حماس والجهاد ، ولا أصابع إيران وحزب الله .
صباح الخير وكل عام وأنتم .... ولو من باب رفع العتب !
صباح الخير
خربشات
١٣ أيار ٢٠٢١ .
توفي معين في العام ١٩٨٤ وكتب عن غزة في أشعاره وفي كتبه النثرية ، وخصها بأحد عناوين كتبه : " في المعركة : يوميات غزة ، مقاومة دائمة " .
كتب معين عن مدينته التي تعرضت للاحتلال في العام ١٩٥٦ فقاومت ، وفي العام ١٩٦٧ فقاومت ، وتوفي دون أن يشهد تحررها بالكامل كأول مدينة فلسطينية ، ودون أن يشهد حروبها الأهلية العابرة أو حروبها الدموية في الأعوام ٢٠٠٨ / ٢٠٠٩ و٢٠١٢ و ٢٠١٤ و ٢٠٢١ ، ولو امتد به العمر لاستقر فيها وواصل كتابة يومياتها .
من المؤكد أن قصة " شمشون ودليلة " التي وظفها في غير كتاب ، من المؤكد أنها ستظل تحضر ، وسيظل تغنيه بدليلة الفلسطينية يحضر ، وسبحضر معه سخريته من شمشون ، وقد يرى في تل أبيب المعبد الذي هده شمشون عليه وعلى أعدائه . سيرى في أهل غزة " الفلسطن " الأوائل الذين ربطوا شمشون بالطاحونة ليديرها كما يديرها البغل .
وكلما دق الكوز في الجرة تذكرت الفلسطن ودليلة وشمشون والعهد القديم ، ولا أحد يبقى .
ماذا كان معين بسيسو سيكتب وهو يقرأ عنوان صحيفة إسرائيلية " الدولة تحترق " ، أو وهو يراها تفقد رشدها فتدمر أبراج غزة على من بقي فيها ؟
عاش معين تجربة مشابهة لما يجري الآن في غزة ، حين كان في صيف ١٩٨٢ في بيروت ، فكتب " ٨٨ يوما خلف متاريس بيروت " وفي ذلك الصيف جنت الدولة العبرية ، فدمرت المباني على من فيها ، ثم سهلت الأمر لعصابات الكتائب لارتكاب مجزرة شاتيلا وصبرا ، وكنا يومها على أبواب عيد .
منذ أقيمت الدولة العبرية على أرض فلسطين والنكبة الفلسطينية مستمرة ، ونكبة غزة مضاعفة ، وبعد غد تصادف الذكرى الثالثة والسبعون للخروج الكبير والعيش في المنافي أو البقاء غرباء في الوطن .
أمس وأنا في الحافلة اخذ السائق ، بحماس منقطع النظير ، يعظ وينظر ويؤشر ويشبر ، شاتما عجز العرب وعجزنا ، طالبا سماع رأيي ، وأنا كنت أصغي ، وفجأة وجدتني أقترح عليه أن يسير إلى حوارة ، حيث يوجد هناك إسرائيليون لنشتبك معهم .
السائق واصل سيره إلى المدينة ولم يطعني لنفتح جبهة ، فنخفف الضغط على غزة .
وسائل التواصل الاجتماعي منذ بدأ اقتحام الأقصى وحوصر حي الشيخ جراح وبدأت الحرب ، وسائل التواصل الاجتماعي تخوض حربا كلامية .
عندنا مثل يقول " اللي بوكل العصي مش مثل اللي بعدها " .
غزة تحترق وتل أبيب ستحترق أيضا ، وماذا لو ضل صاروخ طريقه وأصاب مفاعل ( ديمونة ) النووي ؟
من المؤكد أن شمشون سيكون هد المعبد عليه وعلى أعدائه ، ولو كانت الدولة العبرية عاقلة لحلت القضية في العام ١٩٩٨ بانسحاب كامل من الضفة الغربية وقطاع غزة وأعادت مائة ألف لاجيء فلسطيني إلى يافا وحيفا واللد والرملة ، ولكن :
" الذي يسلب حقا بالقتال
كيف يحمي حقه ، إذا الميزان ما ؟ "
ولربما كنا الآن نشاهد مباراة كرة قدم بين ريال مدريد الإسرائيلي وبرشلونة الفلسطيني .
قبل أن تبدأ الحرب استعرت من معين بسيسو عبارته :
" قد أقبلوا فلا مساومة / المجد للمقاومة " ،
ولقد أقبل الاسرائيليون إلى الأقصى والشيخ جراح ، وهم يريدون الكعكة كلها ، وهذه هي المشكلة ، وليست المشكلة في صواريخ حماس والجهاد ، ولا أصابع إيران وحزب الله .
صباح الخير وكل عام وأنتم .... ولو من باب رفع العتب !
صباح الخير
خربشات
١٣ أيار ٢٠٢١ .