أمس كان اليوم الرابع والأخير من أيام عيد الفطر ، وكنا نسميه ونحن صغار " حمار العيد " ، ولا أعرف سبب التسمية . هل كنا نحتال على أنفسنا ونمدد الأيام التي كنا نحزن لانقضاء كل يوم من أيامها ؟
كان للعيد بهجة حقيقية ، ما أظن أن جيل هذه الأيام يشعر بها . كان العيد يعني الذهاب إلى المدينة ومشاهدة أفلام السينما والذهاب إلى المراجيح وركوب الدراجات الهوائية والعودة مساء إلى البيت بفرح ممزوج بالأسى ؛ فرح لما أنفقنا اليوم فيه وأسى بحزن شفيف لانتهاء يوم علينا أن ننتظر عاما من أجل أن يعود .
لقد اختفت دور السينما واختفت المراجيح وفقدت الدراجات الهوائية بهجتها والشعور بمتعة ركوبها و ... .
في الأيام الثلاثة الأولى للعيد لم أغادر شقتي إلا مرة واحدة بناء على إصرار أبناء أخي أن آخذهم مشوارا لأشتري لهم الكوكتيل أو البوظة ، وفي اليوم الرابع ؛ في حمار العيد ، ذهبت إلى المدينة التي بدت الحركة فيها ظهرا ومغربا باهتة خفيفة ، فالحزن يخيم والأنظار والعقول نحو غزة وأهلها .
كانت صور أطفال غزة أمس ؛ الجرحى والشهداء والناجين وفاقدي البيوت والأهل والألعاب والمراجيح والدراجات الهوائية ، كانت صورهم تلازمنا في وسائل التواصل الاجتماعي وعلى شاشات الفضائيات ، وما أكثرها !
الصور في كل مكان ، وفي كل مكان صور القتلة والمستوطنين أيضا وصور بنايات غزة التي سويت بالأرض . صحيح أن ثمة صورا بدت أيضا لتل أبيب غايرت صورها المألوفة قبل بداية الحرب ، ولكن الدمار فيها لا يذكر قياسا لدمار غزة .
هل هذا هو ما حلم به الأب المؤسس للصهيونية ( ثيودور هرتسل ) ؟
بدأت الحكاية في الشيخ جراح وفي اقتحام الأقصى . يريدون بناء هيكلهم مكان المسجد ويريدون إخراج سكان الحي من بيوتهم ، بحجة وجود هيكلهم وحجة شراء البيوت في الحي .
أمس عقبت على مقال للكاتبة العراقية Wardia Shamass قائلا إن ٩٥ بالمائة من اللاجئين الفلسطينيين في العام ١٩٤٨ طردوا من مدنهم وقراهم طردا وما زالت كواشين بيوتهم معهم . وأمس أرسل إلي الصديق الدكتور Abdallah Abu Eid Abdallah شريط فيديو قديم عما يعلمه اليهود المتدينون الصهيونيون لأطفالهم ، عن القدس والأقصى والعرب والهيكل ، في مدارسهم .
يعلم اليهود المتدينون الصهيونيون أطفالهم بأن الأقصى يجب أن يهدم ليقام الهيكل مكانه ، ويعلمونهم أن العرب يجب أن يذبحوا أو أن يكونوا عبيدا لليهود و ... .
كانت صور الدمار أمس ، وصور الأطفال الناجين الفاقدين عائلاتهم أو الأطفال الموتى ، كانت تملأ الشاشات ، وكانت صور " أبو يائير " ؛ غاضبا وحزينا وقلقا ، وعلى الجبهة ينظر إلى ما فعلته طائراته بالمدينة ، كانت صوره أيضا في كل مكان .
هل تذكرت الشاعر الروسي ( ماياكوفسكي ) :
" الصورة في كل مكان
وأما الفلاحة فقد استلقت في الوحل " .
أمس وأنا أشاهد ما آلت إليه غزة تذكرت ما آلت إليه مدينة ( درسدن ) الألمانية في نهاية الحرب العالمية الثانية .
صباح الخير
خربشات
١٧ أيار ٢٠٢١ .
كان للعيد بهجة حقيقية ، ما أظن أن جيل هذه الأيام يشعر بها . كان العيد يعني الذهاب إلى المدينة ومشاهدة أفلام السينما والذهاب إلى المراجيح وركوب الدراجات الهوائية والعودة مساء إلى البيت بفرح ممزوج بالأسى ؛ فرح لما أنفقنا اليوم فيه وأسى بحزن شفيف لانتهاء يوم علينا أن ننتظر عاما من أجل أن يعود .
لقد اختفت دور السينما واختفت المراجيح وفقدت الدراجات الهوائية بهجتها والشعور بمتعة ركوبها و ... .
في الأيام الثلاثة الأولى للعيد لم أغادر شقتي إلا مرة واحدة بناء على إصرار أبناء أخي أن آخذهم مشوارا لأشتري لهم الكوكتيل أو البوظة ، وفي اليوم الرابع ؛ في حمار العيد ، ذهبت إلى المدينة التي بدت الحركة فيها ظهرا ومغربا باهتة خفيفة ، فالحزن يخيم والأنظار والعقول نحو غزة وأهلها .
كانت صور أطفال غزة أمس ؛ الجرحى والشهداء والناجين وفاقدي البيوت والأهل والألعاب والمراجيح والدراجات الهوائية ، كانت صورهم تلازمنا في وسائل التواصل الاجتماعي وعلى شاشات الفضائيات ، وما أكثرها !
الصور في كل مكان ، وفي كل مكان صور القتلة والمستوطنين أيضا وصور بنايات غزة التي سويت بالأرض . صحيح أن ثمة صورا بدت أيضا لتل أبيب غايرت صورها المألوفة قبل بداية الحرب ، ولكن الدمار فيها لا يذكر قياسا لدمار غزة .
هل هذا هو ما حلم به الأب المؤسس للصهيونية ( ثيودور هرتسل ) ؟
بدأت الحكاية في الشيخ جراح وفي اقتحام الأقصى . يريدون بناء هيكلهم مكان المسجد ويريدون إخراج سكان الحي من بيوتهم ، بحجة وجود هيكلهم وحجة شراء البيوت في الحي .
أمس عقبت على مقال للكاتبة العراقية Wardia Shamass قائلا إن ٩٥ بالمائة من اللاجئين الفلسطينيين في العام ١٩٤٨ طردوا من مدنهم وقراهم طردا وما زالت كواشين بيوتهم معهم . وأمس أرسل إلي الصديق الدكتور Abdallah Abu Eid Abdallah شريط فيديو قديم عما يعلمه اليهود المتدينون الصهيونيون لأطفالهم ، عن القدس والأقصى والعرب والهيكل ، في مدارسهم .
يعلم اليهود المتدينون الصهيونيون أطفالهم بأن الأقصى يجب أن يهدم ليقام الهيكل مكانه ، ويعلمونهم أن العرب يجب أن يذبحوا أو أن يكونوا عبيدا لليهود و ... .
كانت صور الدمار أمس ، وصور الأطفال الناجين الفاقدين عائلاتهم أو الأطفال الموتى ، كانت تملأ الشاشات ، وكانت صور " أبو يائير " ؛ غاضبا وحزينا وقلقا ، وعلى الجبهة ينظر إلى ما فعلته طائراته بالمدينة ، كانت صوره أيضا في كل مكان .
هل تذكرت الشاعر الروسي ( ماياكوفسكي ) :
" الصورة في كل مكان
وأما الفلاحة فقد استلقت في الوحل " .
أمس وأنا أشاهد ما آلت إليه غزة تذكرت ما آلت إليه مدينة ( درسدن ) الألمانية في نهاية الحرب العالمية الثانية .
صباح الخير
خربشات
١٧ أيار ٢٠٢١ .