كان السائق أمس جد قنوع . كان هادئا جدا وراضيا بما قسمه الله له ، فلم يزاحر ولم يشتم سواقي سيارات المكتب الذين زاحروه لأجل راكب . السائق من قرية قوصين ، ولطالما أقلني من قبل في ليالي رمضان ، في الأعوام التي سبقت عام الكورونا ( ما عاد أحد ينتبه إلى الوباء ) .
سألته عن صحته التي بدت هزيلة ، فأجاب بأنه ينسى تناول الطعام لساعات ، وأنه غير مسرور ، فليس ثمة ما يسر : وباء وحرب وشغل ضعيف شحيح و ... .
كانت الشوارع شبه مهجورة والأسواق ضعيفة ، فذيول رمضان والعيد أبقت الناس في بيوتهم ، يأكلون بقايا ما لديهم ، ويتابعون أخبار الحرب في غزة وما يجري في المدن الفلسطينية ، من رفح حتى الناقورة ومن البحر الأبيض إلى نهر الأردن .
الصديق تميم محمود منصور عاتبني لأنني لم ألتفت إلى ما يجري في اللد وحيفا وغيرهما من مدن فلسطين المحتلة في العام ١٩٤٨ ، فذكرته ب " ذاكرة أمس ٦٠ " عن أحفاد " العرب الصالحون " ، ولا أزعم أن يدي كانت سماوية ، حين كتبت قبل بدء حرب غزة إلى أن نجدة الأقصى تتطلب انتفاضة يشارك فيها الفلسطينيون كلهم ، ولم أكن صاحب رؤية مثل بلال نزار ريان وحمزة حمزة المصري اللذين كتبا عن مناماتهما وما رأيا ؛ الأول كتب :
" شيخنا الحبيب أبو أحمد
بعد مجزرة الشاطيء نمت مقهورا فرأيت الرؤية ..
رأيت الشيخ نزار في رؤية لابس بدلته العسكرية والجعبة وسلاحه ورابط عصبة الكتائب على رأسه فرحت لما شفته سألتو يا شيخنا وين رايح قال عنا استنفار لنقاتل في غزة ومعنا رسول الله ..
لما رأيت ذلك اطمئن قلبي.
يا رب البشرى "
والثاني كتب :
" رأيت في منامي هذه اللية ( الليلة ) مع آذن ( آذان ) الفجر مجموعة من الرجال والشباب يخاطبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا لهم يا رجال لا خوف عليكم فإني أنزل كل ليلة مع جبريل أدعو لكم و أؤمن على دعائكم ولا أعود إلى مجلسي في السماء حتى يأمرني الله ( شوفتها مع الفجر يا أبو أحمد ) "
وأبو العبد / إسماعيل هنية في خطابه من قطر ذكرني بمعركة أحد حين قال إنه لم ينزل عن الجبل ، وإن المقاتلين لن ينزلوا عنه حتى يتم النصر ويتأكد منه ، فلا يحدث مع مقاتلي حماس مع حدث مع مقاتلي النبي ( عليه السلام ) في معركة أحد ،
فيخسرون المعركة .
والنصر قريب ، والصديق صادق صادق أرسل إلي مقالة تلخص مقابلة مع أسامة حمدان ، مسؤول حماس في لبنان ، أتى فيها على أصابع إيران وحزب الله في المعركة وأن الجهتين ستدخلان إلى القدس مع الفاتحين .
هل فتح القدس بعيد ؟
كنت أتيت على فتحها في فترة الحروب الصليبية بعد ٩٠ عاما من احتلال الفرنجة لها ، وكان فتحها أشبه بالحلم ، وأوردت قول الشاعر :
" أترى مناما ما بعيني أبصر ؟
القدس تفتح والفرنجة تكسر
ومليكهم في القيد مصفود ولم
ير قبل ذاك لهم مليك يؤسر " .
هل بات تحرير فلسطين قاب قوسين أو أدنى ؟
أمس قرأت مقالا بالألمانية عن ألمانيا في ٥٠ و٦٠ القرن العشرين ، فتذكرت زيارتي برلين في شباط ١٩٨٨ وفي أيار ١٩٩٠ . في الزيارة الأولى كانت برلين مقسمة يفصل بينها جدار ، وفي الزيارة الثانية كانت حجارة الجدار تباع للذكرى ، فقد هدم الجدار في غضون عامين ، وأول أمس وأنا أشاهد اختراقات الفلسطينيين والأردنيين واللبنانيين الحدود ، تذكرت اختراقات البرلينيين الشرقيين للجدار الفاصل بين شطري المدينة .
" ليس آت ببعيد
بل قريب ما سيأتي " رغم مواقف المستشارة الألمانية ( أنجيلا ميركل ) المؤيدة للدولة العبرية والمعادية للفلسطينيين . هل حقا إن ( ميركل ) هي ابنة ( ادولف هتلر ) ؟
وأنا أقرأ ما كتب حول الموضوع فرطت من الضحك . لقد قرأت عن تحليل الحمض النووي لهما وثبت أنها ابنته ، و " ياما في السجن مظاليم " ، وسواء أكانت ابنته من عشيقته / زوجته ( إيفا براون ) أم لم تكن ، فإن هذا الأمر ليس بذي شأن ، والولد لمن رباه ، وهي ربيت في ألمانية الشرقية لا في بيت ( ادولف هتلر ) .
الخيالي هو الواقعي الأكيد ، والواقعي هو الخيالي ، و " بين غمضة عين ورمشتها / يغير الله من حال إلى حال " وتفاءلوا بالخير تجدوه . وكم قيل ، بل كم تنبيء ، بأن العام ٢٠٢٢ هو عام زوال الدولة العبرية ؟!
تفاءل يا شاعرنا Zakaria Mohammed تفاءل !!
عندما انتصرت إسرائيل في حزيران ١٩٦٧ أخذت تكيد لجمال عبد الناصر من خلال بثها أغنية :
" أبو سمرة زعلان " ، وكانت تلمح إليه ، وأمس تدوولت النكتة الآتية عن أبو يائير وسارة .
اشتاقت سارة إلى أمها وأرادت زيارتها ، فاستأذنت أبو يائير / زوجها ، وأجابها وهو كسير :
- إسألي أبو عبيدة .
وكانت حركة حماس سمحت لسكان تل أبيب بالخروج من ملاجئهم لمدة ساعتين .
شر البلية ما يضحك ، وأحيانا تخرج الملهاة من قمة المأساة !!
أحيانا !
صباح الخير
خربشات
١٨ أيار ٢٠٢١ .
سألته عن صحته التي بدت هزيلة ، فأجاب بأنه ينسى تناول الطعام لساعات ، وأنه غير مسرور ، فليس ثمة ما يسر : وباء وحرب وشغل ضعيف شحيح و ... .
كانت الشوارع شبه مهجورة والأسواق ضعيفة ، فذيول رمضان والعيد أبقت الناس في بيوتهم ، يأكلون بقايا ما لديهم ، ويتابعون أخبار الحرب في غزة وما يجري في المدن الفلسطينية ، من رفح حتى الناقورة ومن البحر الأبيض إلى نهر الأردن .
الصديق تميم محمود منصور عاتبني لأنني لم ألتفت إلى ما يجري في اللد وحيفا وغيرهما من مدن فلسطين المحتلة في العام ١٩٤٨ ، فذكرته ب " ذاكرة أمس ٦٠ " عن أحفاد " العرب الصالحون " ، ولا أزعم أن يدي كانت سماوية ، حين كتبت قبل بدء حرب غزة إلى أن نجدة الأقصى تتطلب انتفاضة يشارك فيها الفلسطينيون كلهم ، ولم أكن صاحب رؤية مثل بلال نزار ريان وحمزة حمزة المصري اللذين كتبا عن مناماتهما وما رأيا ؛ الأول كتب :
" شيخنا الحبيب أبو أحمد
بعد مجزرة الشاطيء نمت مقهورا فرأيت الرؤية ..
رأيت الشيخ نزار في رؤية لابس بدلته العسكرية والجعبة وسلاحه ورابط عصبة الكتائب على رأسه فرحت لما شفته سألتو يا شيخنا وين رايح قال عنا استنفار لنقاتل في غزة ومعنا رسول الله ..
لما رأيت ذلك اطمئن قلبي.
يا رب البشرى "
والثاني كتب :
" رأيت في منامي هذه اللية ( الليلة ) مع آذن ( آذان ) الفجر مجموعة من الرجال والشباب يخاطبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا لهم يا رجال لا خوف عليكم فإني أنزل كل ليلة مع جبريل أدعو لكم و أؤمن على دعائكم ولا أعود إلى مجلسي في السماء حتى يأمرني الله ( شوفتها مع الفجر يا أبو أحمد ) "
وأبو العبد / إسماعيل هنية في خطابه من قطر ذكرني بمعركة أحد حين قال إنه لم ينزل عن الجبل ، وإن المقاتلين لن ينزلوا عنه حتى يتم النصر ويتأكد منه ، فلا يحدث مع مقاتلي حماس مع حدث مع مقاتلي النبي ( عليه السلام ) في معركة أحد ،
فيخسرون المعركة .
والنصر قريب ، والصديق صادق صادق أرسل إلي مقالة تلخص مقابلة مع أسامة حمدان ، مسؤول حماس في لبنان ، أتى فيها على أصابع إيران وحزب الله في المعركة وأن الجهتين ستدخلان إلى القدس مع الفاتحين .
هل فتح القدس بعيد ؟
كنت أتيت على فتحها في فترة الحروب الصليبية بعد ٩٠ عاما من احتلال الفرنجة لها ، وكان فتحها أشبه بالحلم ، وأوردت قول الشاعر :
" أترى مناما ما بعيني أبصر ؟
القدس تفتح والفرنجة تكسر
ومليكهم في القيد مصفود ولم
ير قبل ذاك لهم مليك يؤسر " .
هل بات تحرير فلسطين قاب قوسين أو أدنى ؟
أمس قرأت مقالا بالألمانية عن ألمانيا في ٥٠ و٦٠ القرن العشرين ، فتذكرت زيارتي برلين في شباط ١٩٨٨ وفي أيار ١٩٩٠ . في الزيارة الأولى كانت برلين مقسمة يفصل بينها جدار ، وفي الزيارة الثانية كانت حجارة الجدار تباع للذكرى ، فقد هدم الجدار في غضون عامين ، وأول أمس وأنا أشاهد اختراقات الفلسطينيين والأردنيين واللبنانيين الحدود ، تذكرت اختراقات البرلينيين الشرقيين للجدار الفاصل بين شطري المدينة .
" ليس آت ببعيد
بل قريب ما سيأتي " رغم مواقف المستشارة الألمانية ( أنجيلا ميركل ) المؤيدة للدولة العبرية والمعادية للفلسطينيين . هل حقا إن ( ميركل ) هي ابنة ( ادولف هتلر ) ؟
وأنا أقرأ ما كتب حول الموضوع فرطت من الضحك . لقد قرأت عن تحليل الحمض النووي لهما وثبت أنها ابنته ، و " ياما في السجن مظاليم " ، وسواء أكانت ابنته من عشيقته / زوجته ( إيفا براون ) أم لم تكن ، فإن هذا الأمر ليس بذي شأن ، والولد لمن رباه ، وهي ربيت في ألمانية الشرقية لا في بيت ( ادولف هتلر ) .
الخيالي هو الواقعي الأكيد ، والواقعي هو الخيالي ، و " بين غمضة عين ورمشتها / يغير الله من حال إلى حال " وتفاءلوا بالخير تجدوه . وكم قيل ، بل كم تنبيء ، بأن العام ٢٠٢٢ هو عام زوال الدولة العبرية ؟!
تفاءل يا شاعرنا Zakaria Mohammed تفاءل !!
عندما انتصرت إسرائيل في حزيران ١٩٦٧ أخذت تكيد لجمال عبد الناصر من خلال بثها أغنية :
" أبو سمرة زعلان " ، وكانت تلمح إليه ، وأمس تدوولت النكتة الآتية عن أبو يائير وسارة .
اشتاقت سارة إلى أمها وأرادت زيارتها ، فاستأذنت أبو يائير / زوجها ، وأجابها وهو كسير :
- إسألي أبو عبيدة .
وكانت حركة حماس سمحت لسكان تل أبيب بالخروج من ملاجئهم لمدة ساعتين .
شر البلية ما يضحك ، وأحيانا تخرج الملهاة من قمة المأساة !!
أحيانا !
صباح الخير
خربشات
١٨ أيار ٢٠٢١ .