على الرغم من الدمار الذي ألم بمدينة غزة جراء قصف الطائرات الإسرائيلية الهمجي لمبانيها وشوارعها وبناها التحتية ، وعلى الرغم من عدد الشهداء والجرحى المرتفع ، و من الدمار النفسي الذي ألم بنفسيات الأطفال والشباب وكبار السن والثواكل ، وجدت السخرية طريقها إلى روح الناجين والمتابعين أيضا .
لقد طالت السخرية الرموز السياسية الحاكمة في إسرائيل وفي السلطة الفلسطينية ، ولم تنج الزعامات العربية من الشتيمة والهجاء ، فقد صار شتمها وهجاؤها عادة منذ عام النكبة ، تزداد وتيرته كلما ألم بالفلسطينيين والشعوب العربية مصيبة أو كارثة ، وما أكثر مصائب العرب وكوارثهم !
في العام ١٩٩٠ زرت برلين ووقفت على أطلال جدارها وشاهدت شارات وملابس الجيش الروسي وجيش ألمانية الشرقية تباع بأسعار زهيدة للذكرى . كأن لم يكن هذا الجيش جيش الاتحاد السوفيتي الذي ظل لخمسة وأربعين عاما يهدد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها .
من كان في العام ١٩٨٨ يصدق ان الاتحاد السوفيتي سيتفكك وتباع ملابس جيشه على الحد الفاصل بين برلين الشرقية وبرلين الغربية ؟
هل سنشهد خلال عام أو عامين انهيار السور الفاصل بين فلسطين المحتلة في العام ١٩٤٨ والضفة الغربية وزوال السياج بين غزة ويافا ؟
هل سنجد ملابس الجيش الإسرائيلي ، بعد تشكيل جيش الدولة الديموقراطية الواحدة أو دولة إسراطين ، تباع في المزاد العلني وتشترى للذكرى ، حتى لو كانت ذكرى مؤلمة ؟
وأنا في بيتي غالبا ما أستمع إلى نداء ، يبث آليا ، من سيارة من نوع كابينا نصه " اللي عنده غسالات ثلاجات تلفزيونات خربانة للبيع " ، ونادرا ما رأيت الجيران يصرخون على سائق الكابينا ليبيعوه أغراضهم الخربة .
هل فكرت ذات نهار في يوم قادم تعرض فيه أسلحة الدولة العبرية للبيع ؟
ربما استمعت في الأخبار إلى بيع أسلحة قديمة لدول أخرى ترغب إسرائيل في التخلص منها وترغب دول أخرى في شرائها ! ربما !
مع نهاية حرب سيف القدس التي كان من أبرز ظواهرها فشل القبة الحديدية في التصدي لصواريخ المقاومة عممت صورة لأفيخاي درعي يحمل فيها كرتونة كتب عليها العبارة الآتية :
" قبة حديدية للبيع بشكل عاجل بداعي السفر . استعمال خفيف جدا . بخ زنار ، ممكن استعمالها لصيد العصافير " .
" تبهدلنا " عبارة أخرى ظهرت على كرتونة أخرى كان أفيخاي درعي يحملها ، وثمة أغاني / أغان ليهود ساخرين يسخرون فيها من " أبو يائير " العابس الغاضب ، طالبين منه أن يتنحى عن الحكم ، ولم تقتصر السخرية على اليهود ، فلم يقصر الفلسطينيون بدورهم إزاء رموزهم وعلى رأسهم الرئيس الفلسطيني أبو مازن ، والرسوم التي نالت منه ومن عزام الأحمد أكثر من أن تحصى ، أما أطرف ما قرأت فقد تعلق بأبو فادي " محمد دحلان يقود من غزة معركة الصواريخ " .
آخر شريط فيديو شاهدته أمس كان يصور شبابا مقدسيين مروا بالقرب من يهودي متدين يرتدي ملابس اليهود المتدينين ، فسألوه :
- أنت معنا أم ضدنا ؟
وسرعان ما أخرج العلم الفلسطيني ولوح لهم به مبتسما . هل كان من جماعة ناطوري كارتا أم من اليهود الفلسطينيين الذين عاشوا في القدس قبل العام ١٨٨٢ ؟
ستسخر الحياة من المتجبرين المتغطرسين جميعهم ، ومن يدري كم واحد من هؤلاء سيفشي حلاقه سره كما أفشى حلاق الإسكندر سره بعد أن لم يعد قادرا على كتمانه . هل ستفشي سارة ذات يوم أسرار زوجها ، فنعرف مثلا منها أنه في بيته كان يرتعب خوفا من رؤية فأر ؟!
صباح الخير
خربشات
٢٣ / ٥ / ٢٠٢١ .
لقد طالت السخرية الرموز السياسية الحاكمة في إسرائيل وفي السلطة الفلسطينية ، ولم تنج الزعامات العربية من الشتيمة والهجاء ، فقد صار شتمها وهجاؤها عادة منذ عام النكبة ، تزداد وتيرته كلما ألم بالفلسطينيين والشعوب العربية مصيبة أو كارثة ، وما أكثر مصائب العرب وكوارثهم !
في العام ١٩٩٠ زرت برلين ووقفت على أطلال جدارها وشاهدت شارات وملابس الجيش الروسي وجيش ألمانية الشرقية تباع بأسعار زهيدة للذكرى . كأن لم يكن هذا الجيش جيش الاتحاد السوفيتي الذي ظل لخمسة وأربعين عاما يهدد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها .
من كان في العام ١٩٨٨ يصدق ان الاتحاد السوفيتي سيتفكك وتباع ملابس جيشه على الحد الفاصل بين برلين الشرقية وبرلين الغربية ؟
هل سنشهد خلال عام أو عامين انهيار السور الفاصل بين فلسطين المحتلة في العام ١٩٤٨ والضفة الغربية وزوال السياج بين غزة ويافا ؟
هل سنجد ملابس الجيش الإسرائيلي ، بعد تشكيل جيش الدولة الديموقراطية الواحدة أو دولة إسراطين ، تباع في المزاد العلني وتشترى للذكرى ، حتى لو كانت ذكرى مؤلمة ؟
وأنا في بيتي غالبا ما أستمع إلى نداء ، يبث آليا ، من سيارة من نوع كابينا نصه " اللي عنده غسالات ثلاجات تلفزيونات خربانة للبيع " ، ونادرا ما رأيت الجيران يصرخون على سائق الكابينا ليبيعوه أغراضهم الخربة .
هل فكرت ذات نهار في يوم قادم تعرض فيه أسلحة الدولة العبرية للبيع ؟
ربما استمعت في الأخبار إلى بيع أسلحة قديمة لدول أخرى ترغب إسرائيل في التخلص منها وترغب دول أخرى في شرائها ! ربما !
مع نهاية حرب سيف القدس التي كان من أبرز ظواهرها فشل القبة الحديدية في التصدي لصواريخ المقاومة عممت صورة لأفيخاي درعي يحمل فيها كرتونة كتب عليها العبارة الآتية :
" قبة حديدية للبيع بشكل عاجل بداعي السفر . استعمال خفيف جدا . بخ زنار ، ممكن استعمالها لصيد العصافير " .
" تبهدلنا " عبارة أخرى ظهرت على كرتونة أخرى كان أفيخاي درعي يحملها ، وثمة أغاني / أغان ليهود ساخرين يسخرون فيها من " أبو يائير " العابس الغاضب ، طالبين منه أن يتنحى عن الحكم ، ولم تقتصر السخرية على اليهود ، فلم يقصر الفلسطينيون بدورهم إزاء رموزهم وعلى رأسهم الرئيس الفلسطيني أبو مازن ، والرسوم التي نالت منه ومن عزام الأحمد أكثر من أن تحصى ، أما أطرف ما قرأت فقد تعلق بأبو فادي " محمد دحلان يقود من غزة معركة الصواريخ " .
آخر شريط فيديو شاهدته أمس كان يصور شبابا مقدسيين مروا بالقرب من يهودي متدين يرتدي ملابس اليهود المتدينين ، فسألوه :
- أنت معنا أم ضدنا ؟
وسرعان ما أخرج العلم الفلسطيني ولوح لهم به مبتسما . هل كان من جماعة ناطوري كارتا أم من اليهود الفلسطينيين الذين عاشوا في القدس قبل العام ١٨٨٢ ؟
ستسخر الحياة من المتجبرين المتغطرسين جميعهم ، ومن يدري كم واحد من هؤلاء سيفشي حلاقه سره كما أفشى حلاق الإسكندر سره بعد أن لم يعد قادرا على كتمانه . هل ستفشي سارة ذات يوم أسرار زوجها ، فنعرف مثلا منها أنه في بيته كان يرتعب خوفا من رؤية فأر ؟!
صباح الخير
خربشات
٢٣ / ٥ / ٢٠٢١ .