في روايته " الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل " ١٩٧٤ يكتب إميل حبيبي عن الأيدي العاملة العربية في بناء الدولة العبرية وحاجة اليهود إليها ، وهو أيضا ما كتبه ( ابراهام يهوشع ) في روايته " العاشق " ، فالعمال العرب لا غنى عنهم ، وكنت أمس أتيت على النداء الذي وجهه الكابتن الإسرائيلي إلى أهل الضفة الغربية يطالب فيه العمال ، ممن يملكون تصاريح عمل ، التوجه إلى أماكن عملهم والابتعاد عن نهج حماس التي قادت قطاع غزة إلى ما قادته إليه .
عندما احتلت العصابات الصهيونية مدينة حيفا في العام ١٩٤٨ طردت سكانها البالغ عددهم ٧٥ ألفا ، وحين اتصل رئيس الوزراء الإسرائيلي ( بن غوريون ) بقائد حملة التطهير يسأله إن كان نظف المدينة من السكان العرب كلهم ، أجابه بأن هناك بضعة آلاف ظلوا مقيمين ، وإذ اقترح بن غوريون طردهم أجابه بأن هناك ضرورة ملحة لوجودهم ، فمن سينظف الشوارع ويعمل في الأفران ويجلب الخضار ؟!
صار وجود العرب ضرورة ملحة لا يمكن الاستغناء عنهم للقيام بأعمال لا يقوم بها اليهود . صاروا ببساطة " غوي شبات " أو " كافر سبت " حسب ترجمة عارف الحسيني للمصطلح ، ولطالما كتبت عن هذا الموضوع .
لماذا إذن يرفع الحكام الاسرائيليون شعار " يهودية الدولة " ويطالبون بطرد العرب ؟ ولماذا لا يطبقون حل " دولة لكل مواطنيها " ، وهو عموما ما ستؤول إليه فلسطين آجلا أم عاجلا ؟
فكرة " غوي شبات " أو " كافر سبت " لها حضورها في الأدبيات الفلسطينية ، ولعلني سأكتب عنها مقال الأحد لدفاتر الأيام في جريدة الأيام الفلسطينية . ولأن مزاجي معكر ، فسوف أقتبس الفقرة الآتية من رواية حبيبي المذكورة ، لعلكم تضحكون فتنامون غير مبتئسين .
في الرسالة التي عنوانها " كيف سبقت العروبة الأصيلة ، بالتشمير ، عصر التشمير " نقرأ الآتي :
" إن آباء زخرون يعقوب اختلفوا يوما :
- هل من الحق ، شرعا ، أن يعاشر الرجل زوجه في السبت ، أم أن الأمر عمل ، مثله مثل بقية الأعمال التي لا تجوز في السبت ، شرعا ؟ فذهبوا إلى الحاخام ليقضي بينهم . هل الأمر عمل أم لذة ؟ ففكر الحكم / الحاخام طويلا ، ثم حكم أنه لذة . فهات برهانك ؟ قال : لو حكمت بأنه عمل لأعطيتموه العرب - الفرادسة !
فضحك يعقوب ؛ لأنه يكره الاشكناز ، وأنا لأنه ضحك ." .
وفي رواية ( يهوشع ) يصف آدم صاحب الكراج يد العامل العربي نعيم بأنها من ذهب .
لماذا إذن تماطل الدولة العبرية ولا تختصر الصراع وتعلنها دولة لكل مواطنيها ؟ لماذا تصر على يهودية الدولة ؟
أمس جلست في مقهيين أربع ساعات أثرثر حول الموضوع وموضوعات أخرى ، ولم تغب الحرب الأخيرة وما عليه أهل غزة في هذه الأيام عن الأحاديث .
في العام ١٩٧٤ أصدر محمود درويش كتابه " وداعا أيتها الحرب .. وداعا أيها السلم " ومنذ ذلك الحين لم نودع الحرب . ما ودعناه فقط هو السلم .
صباح الخير
خربشات
٢٨ / ٥ / ٢٠٢١ .
عندما احتلت العصابات الصهيونية مدينة حيفا في العام ١٩٤٨ طردت سكانها البالغ عددهم ٧٥ ألفا ، وحين اتصل رئيس الوزراء الإسرائيلي ( بن غوريون ) بقائد حملة التطهير يسأله إن كان نظف المدينة من السكان العرب كلهم ، أجابه بأن هناك بضعة آلاف ظلوا مقيمين ، وإذ اقترح بن غوريون طردهم أجابه بأن هناك ضرورة ملحة لوجودهم ، فمن سينظف الشوارع ويعمل في الأفران ويجلب الخضار ؟!
صار وجود العرب ضرورة ملحة لا يمكن الاستغناء عنهم للقيام بأعمال لا يقوم بها اليهود . صاروا ببساطة " غوي شبات " أو " كافر سبت " حسب ترجمة عارف الحسيني للمصطلح ، ولطالما كتبت عن هذا الموضوع .
لماذا إذن يرفع الحكام الاسرائيليون شعار " يهودية الدولة " ويطالبون بطرد العرب ؟ ولماذا لا يطبقون حل " دولة لكل مواطنيها " ، وهو عموما ما ستؤول إليه فلسطين آجلا أم عاجلا ؟
فكرة " غوي شبات " أو " كافر سبت " لها حضورها في الأدبيات الفلسطينية ، ولعلني سأكتب عنها مقال الأحد لدفاتر الأيام في جريدة الأيام الفلسطينية . ولأن مزاجي معكر ، فسوف أقتبس الفقرة الآتية من رواية حبيبي المذكورة ، لعلكم تضحكون فتنامون غير مبتئسين .
في الرسالة التي عنوانها " كيف سبقت العروبة الأصيلة ، بالتشمير ، عصر التشمير " نقرأ الآتي :
" إن آباء زخرون يعقوب اختلفوا يوما :
- هل من الحق ، شرعا ، أن يعاشر الرجل زوجه في السبت ، أم أن الأمر عمل ، مثله مثل بقية الأعمال التي لا تجوز في السبت ، شرعا ؟ فذهبوا إلى الحاخام ليقضي بينهم . هل الأمر عمل أم لذة ؟ ففكر الحكم / الحاخام طويلا ، ثم حكم أنه لذة . فهات برهانك ؟ قال : لو حكمت بأنه عمل لأعطيتموه العرب - الفرادسة !
فضحك يعقوب ؛ لأنه يكره الاشكناز ، وأنا لأنه ضحك ." .
وفي رواية ( يهوشع ) يصف آدم صاحب الكراج يد العامل العربي نعيم بأنها من ذهب .
لماذا إذن تماطل الدولة العبرية ولا تختصر الصراع وتعلنها دولة لكل مواطنيها ؟ لماذا تصر على يهودية الدولة ؟
أمس جلست في مقهيين أربع ساعات أثرثر حول الموضوع وموضوعات أخرى ، ولم تغب الحرب الأخيرة وما عليه أهل غزة في هذه الأيام عن الأحاديث .
في العام ١٩٧٤ أصدر محمود درويش كتابه " وداعا أيتها الحرب .. وداعا أيها السلم " ومنذ ذلك الحين لم نودع الحرب . ما ودعناه فقط هو السلم .
صباح الخير
خربشات
٢٨ / ٥ / ٢٠٢١ .