عن دار الأدهم بالقاهرة صدرت رواية "مقام السيدة " للكاتب محمد صالح رجب، وتتناول الرواية قصة صبية مليحة لم يتجاوز عمرها عشر سنوات نجت بأعجوبة من قصف إسرائيلي دمر منزلهم بالسويس إبان نكسة 67، وهاجرت رفقة أبيها إلى المنصورة غير أن والدها مات وتركها تواجه مصيرها وحيدة..
من أجواء الرواية:
انتظرته طويلا، وددت لو عاد سريعا، ربما تلاشت المسافات، وفتحت له ذراعيَّ على اتساعهما واحتضنته بكل قوتي، وسمحت لأنفاسه الحارقة أن تغزوني لأنصهر بين يديه، لكنه لم يعد، غلبني النوم بعد أن تخطى الليل منتصفه، ووصلت إلى أقصى قدرة لي على السهر، رحت في سبات عميق لأصحو فجأة على شخصٍ لم أميزه يعتليني، كان الظلام مهيمنا، لا أدري ما الذي حدث للمبة الجاز، اعتدت أن أخفض إضاءتها بالقدر الذي يطرد وحشة المكان. ودارت بيننا معركة رغم أني تبينت أنه هو. يبدو أنه كان مُغيب الوعي، يطيح بكل شيء أمامه في سبيل الوصول إلي، أمسك بي وجذب ملابسي فشق منها شيئا. إصرار لم أره منه من قبل، قاومته بضراوة، خمشته كقطة تدافع عن صغارها لكنه لم يرتدع وواصل هجومه الانتحاري، وكيف لي أن أجابه انتحاريا؟! انفجرت طاقاته بي، وبدوت جثة هامدة لوثتها الدماء وسط عشوائية خلفها الانفجار.
من أجواء الرواية:
انتظرته طويلا، وددت لو عاد سريعا، ربما تلاشت المسافات، وفتحت له ذراعيَّ على اتساعهما واحتضنته بكل قوتي، وسمحت لأنفاسه الحارقة أن تغزوني لأنصهر بين يديه، لكنه لم يعد، غلبني النوم بعد أن تخطى الليل منتصفه، ووصلت إلى أقصى قدرة لي على السهر، رحت في سبات عميق لأصحو فجأة على شخصٍ لم أميزه يعتليني، كان الظلام مهيمنا، لا أدري ما الذي حدث للمبة الجاز، اعتدت أن أخفض إضاءتها بالقدر الذي يطرد وحشة المكان. ودارت بيننا معركة رغم أني تبينت أنه هو. يبدو أنه كان مُغيب الوعي، يطيح بكل شيء أمامه في سبيل الوصول إلي، أمسك بي وجذب ملابسي فشق منها شيئا. إصرار لم أره منه من قبل، قاومته بضراوة، خمشته كقطة تدافع عن صغارها لكنه لم يرتدع وواصل هجومه الانتحاري، وكيف لي أن أجابه انتحاريا؟! انفجرت طاقاته بي، وبدوت جثة هامدة لوثتها الدماء وسط عشوائية خلفها الانفجار.