ديوان الغائبين غيداء أبوصالح - السودان - 1975 - 2008

ولدت غيداء أبوصالح (إسمها الأصلي إخلاص أبوصالح) في مدينة ود مدني بالسودان، سنة 1975. درست في جامعة الخرطوم قسم الإعلام،
ثم انتقلت إلى روسيا لدراسة الطب. بعدها انتقلت للإقامة في هولندا روتردام ثم في لندن، ومنها عادت إلى السودان حيث توفيت بعد صراع مرير مع المرض يوم 19 تشرين الأول- إكتوبر-2008 ودُفنت في مسقط رأسها. لها ديوان وحيد صدر بعد وفاتها بعنوان
‘الطوفان الآخر’ عن دار ميريت 2010 طبعة أولى، وعن دار الغاوون 2012 طبعة ثانية.
* باحث في الثقافة السودانية لاهاي




قراءة الصفصاف

قراءة مبكرة

تتكسر لغتي أنمو

وقمر يتحولق

في ظلال الصمتِ

مساء يقشّر برتقالة الروح

تستدير كأس قلبك للرحيق

تبدأ الصلوات قدّاس الفتون

المجد للبلوّر والرنين

قراءة أولى

قرص الشمس مال

ليعانق البحر جبهة السماء

والنورسة المشرعة الأجنحة أعلنت الرحيل

مَن قال يشبهكِ الخريف؟

بل الربيع

بل الشتاء؟!

كفوّهة رغبتي

التي تتفجر بذاكرة منهكة

أنتِ الفصول !

قراءة تائهة

بين ما تحبّ وتكره ذاكرة كالحة

وريح تنفض الرماد عن عيون الظلال الهرمة

وتقطر دماً ودفئاً أخذا في التخلّق

هذا الغبار الذي يملأ جوف السماء

إنه يستر لعناتنا

والوجوه المصبوغة التي تسكن المدينة

ستغرق في صوتها المبحوح

وامرأة تائهة

كانت تتبع أثر الرمل

في عينيها

تاريخ مدينة تغرق

ونصف قمر يفنّد مواعيدها

الغامضة!

قراءة متأنيّة

في ألواح العهد

وسيماء الأنواء

أقدّم نفسي قربان دمع

يغسل وجه الأرض

أشهد

أنّ مصابيحي

قرأتْ

في العطر الأكثر رعباً

مَن قال لجرحكِ

أن يلقاني؟

قراءة خائفة

قناديل القدر

اعتقلت أطراف روحي

ثمة غيم

يركض كالقبلة في لغتي

ولا صوت

ولا لون يشابهه

هل يبقى اللؤلؤ مختبئاً؟

قراءة متأخرة جداً

مال قرص الشمس غرباً

في مساحات الجنون

اقترب السنونو من حرائقنا قليلاً

ودندن بلحن يشي بالضوء المهشّم

وتناثر تحت أقدامنا!

قراءة عاجلة

تلك الرائحة

الآتية من النشيد

الذي تسكنهُ

على غير موعد

تملأ روحي

تلك الرائحة

إيقاع فضاء

وخيولٌ ونخيل

ترى… هل كان البحر

يفيض من بين أصابعك؟

أم الحلم شقائق من صهيل النعمان؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.

هذا النص

ملف
ديوان الغائبين.. (مبدعون توفوا في ريعان الشباب)
المشاهدات
864
آخر تحديث
أعلى