لا أعرف إن كان هناك صحفي أو كاتب عالمي وجد في غزة ، في أثناء الحرب الأخيرة ، وكتب لنا نصا على غرار نص الكاتب الفرنسي ( جان جينيه ) " أربع ساعات في شاتيلا " .
كان ( جان جينيه ) هدية السماء للفلسطينيين فكتب عن تجربته معهم ؛ تجربته منذ أن قويت الثورة واشتدت بعد هزيمة حزيران ١٩٦٧ . لقد زار مخيمات اللاجئين في الأردن وفي لبنان وزار أيضا قواعد الفدائيين وحاورهم وشرب الشاي معهم وصادقهم ، وفي مذبحة شاتيلا وصبرا زار المكان وكتب نصه ، لافتا النظر إلى الفرق بين الكتابة عن قرب والكتابة عن بعد ، وإلى الفرق بين مشاهدة الحدث من خلال صورة أو شاشة تلفاز ، وقراءة ما يكتبه عنه كاتب رأى المكان وشاهد الجثث وشم الرائحة ، فلا رائحة في الصور .
هل كتبت نصوص ، عن حرب غزة الأخيرة ، بأسلوب أدبي ترقى إلى مستوى نص ( جينيه ) ؟
ربما ما زال الوقت مبكرا لأن نجيب عن السؤال السابق .
صفحة الكاتب الغزي المقيم في رام الله Khaled Juma تحفل بنصوص أدبية جميلة ، مع أن خالد يدرك أنه ليس هناك " لينقل الصورة كما رويتها " .
وأنا أقرأ ما كتب على صفحته كاد الوقت يسرقني وكدت أكتفي بكتابة عبارة واحدة في يوم الخامس من حزيران هي :
" تصبحون على خير " .
في ١٩ آيار كتب خالد النص الآتي :
" وأنت بين الشجر
ملقى على ظهرك
بغصة الميتين حديثا
وطراوة السقوط المفاجيء
يدك اليمنى
تغطي حجرا بجوارك
والأخرى كأنها ترد شيئا عن وجهك
وأنت بين الشجر
لم أكن أنا هناك
لم يكن أحد هناك
لينقل الصورة كما رويتها
إنما للشجر ذاكرة "
عندما كنت أشاهد صور غزة في أثناء الحرب كانت غزة كتلة من المباني المهدمة والحجارة ، وخالد ابن غزة أعلم مني بمكانه ، ولكني غالبا ما كنت اسأل إن بقي في القطاع شجر نخيل وبيارات برتقال ، فالمكان الذي زرته آخر مرة في العام ١٩٨٧ لم يكن عدد سكانه يزيد على المليون ، وقد تضاعفوا وتضاعفت مبانيهم و ... .
لعلها عين الشاعر ، ولمن يريد أن يقرأ نصوصا أدبية جميلة عن الحرب في غزة فعليه أن يقرأها هناك : في صفحة خالد جمعة ، على الرغم من أنه لم يكن هناك .
كما لو أن حرب حزيران ١٩٦٧ لم تنته . من قال إنها حرب أيام ستة ؟ لقد بدأت في الخامس من حزيران ولم تنته . هل أخطأ Khoury Elias عندما كتب أن النكبة ؛ نكبة ١٩٤٨ ، مستمرة ؟
النكبة مستمرة
والحرب مستمرة
والجريمة أيضا مستمرة .
صباح الخير
خربشات
٥ حزيران ٢٠٢١
كان ( جان جينيه ) هدية السماء للفلسطينيين فكتب عن تجربته معهم ؛ تجربته منذ أن قويت الثورة واشتدت بعد هزيمة حزيران ١٩٦٧ . لقد زار مخيمات اللاجئين في الأردن وفي لبنان وزار أيضا قواعد الفدائيين وحاورهم وشرب الشاي معهم وصادقهم ، وفي مذبحة شاتيلا وصبرا زار المكان وكتب نصه ، لافتا النظر إلى الفرق بين الكتابة عن قرب والكتابة عن بعد ، وإلى الفرق بين مشاهدة الحدث من خلال صورة أو شاشة تلفاز ، وقراءة ما يكتبه عنه كاتب رأى المكان وشاهد الجثث وشم الرائحة ، فلا رائحة في الصور .
هل كتبت نصوص ، عن حرب غزة الأخيرة ، بأسلوب أدبي ترقى إلى مستوى نص ( جينيه ) ؟
ربما ما زال الوقت مبكرا لأن نجيب عن السؤال السابق .
صفحة الكاتب الغزي المقيم في رام الله Khaled Juma تحفل بنصوص أدبية جميلة ، مع أن خالد يدرك أنه ليس هناك " لينقل الصورة كما رويتها " .
وأنا أقرأ ما كتب على صفحته كاد الوقت يسرقني وكدت أكتفي بكتابة عبارة واحدة في يوم الخامس من حزيران هي :
" تصبحون على خير " .
في ١٩ آيار كتب خالد النص الآتي :
" وأنت بين الشجر
ملقى على ظهرك
بغصة الميتين حديثا
وطراوة السقوط المفاجيء
يدك اليمنى
تغطي حجرا بجوارك
والأخرى كأنها ترد شيئا عن وجهك
وأنت بين الشجر
لم أكن أنا هناك
لم يكن أحد هناك
لينقل الصورة كما رويتها
إنما للشجر ذاكرة "
عندما كنت أشاهد صور غزة في أثناء الحرب كانت غزة كتلة من المباني المهدمة والحجارة ، وخالد ابن غزة أعلم مني بمكانه ، ولكني غالبا ما كنت اسأل إن بقي في القطاع شجر نخيل وبيارات برتقال ، فالمكان الذي زرته آخر مرة في العام ١٩٨٧ لم يكن عدد سكانه يزيد على المليون ، وقد تضاعفوا وتضاعفت مبانيهم و ... .
لعلها عين الشاعر ، ولمن يريد أن يقرأ نصوصا أدبية جميلة عن الحرب في غزة فعليه أن يقرأها هناك : في صفحة خالد جمعة ، على الرغم من أنه لم يكن هناك .
كما لو أن حرب حزيران ١٩٦٧ لم تنته . من قال إنها حرب أيام ستة ؟ لقد بدأت في الخامس من حزيران ولم تنته . هل أخطأ Khoury Elias عندما كتب أن النكبة ؛ نكبة ١٩٤٨ ، مستمرة ؟
النكبة مستمرة
والحرب مستمرة
والجريمة أيضا مستمرة .
صباح الخير
خربشات
٥ حزيران ٢٠٢١