وليد الهودلي - مدفن الاحياء.. عقوبة الاعدام؟!

الاسرى الفلسطينيون كأنه ينقصهم هذا الاجرام !! هم يتفننون باذاقة الموت لاسرانا كل يوم الف مرة .. عندما يدخل المعتقل ماكينة العذاب التي تسمى سجون اس/رائيلية فانهم يضعون رقبته في حبل المشنقة .. ماذا يعني أن يجر من الزنزانة التي اقرب ما يكون وصفها بالقبرمن اسفل الكيس النتن الذي يغطي رأسه الى اسفل رقبته .. يجر كما تجر الدابة بطريقة مهينة لا يمكن ان يفعلها أحد في قلبه ذرة من طبيعة البشر .. يذوق المعتقل مرارة الاعدام وهو يجر بهذه الطريقة .
وعندما يصحو من في البيت وجنود الاح/تلال في غرفة النوم .. يدخلون بطريقة لصوص الليل دون ان يسمعهم أحد .. طريقة متطورة في فن الاجرام وفتح بوابة البيت دون إذن او صوت .. فجأة تصحو فريستهم من نومها وأحلامها على ثلة من العساكر المدججة بالسلاح المتطور جدا والكشافات المعلقة على رؤوسهم تتحرك بهستيرية .. هذا حصل معي آخر اعتقال ولا أخجل من ذكر ما حدث .. الاعدام أهون بكثير من ان تصحو وزوجتك من النوم لترى جنود الاحتلال حولك في غرفة نومك .. ولقد قلت هذا لقاضيهم يوم المحكمة التي اقرب ما يكون من المهزلة .. قلت لهم انني اعتقدت ان داع٧ش قد وصلت رام الله لان ما رأيته في بيتي لا يفعله الا داعش حيث انهم خرجوا من دائرة البشر ولما تكلموا بلغتهم التي اعرفها جيدا اكتشفت انهم الجيش الاس-رائيلي .. ما هذا التشابه بين هذين الصنفين من البشر ؟! انه انفكاك آخرعروة في عملية الاتصال بجنس البشر .
ثم الا يعتبر من يعزل من الاس-رى انه في عالم الاموات وقد حكم عليه بالاعدام .. الا يعتبر مثلا زج الاس-ير احمد شكري في العزل مدة سبعة عشر عاما اعداما بطيئا يستمر المه طيلة هذه الفترة الطويلة من الزمن وغيره الاف قد عزلوا فترات طويلة .. ماذا نقول عن عزل ايمان نافع لمدة اربع سنوات .. وقد كان طاقم من مصلحة سجونهم يزوروا بين الحين والاخر ليتلذذوا عن كيف تفقد المراة عقلها .. ويفاجئون بان المراة الفلسطينية اقوى مما يتصورون .
وماذا عن المرضى وطرق علاجهم وتجربة ادوية للشركات الاس-رائيلية وجعل الاسرى المرضى مختبر تجارب لهم .. القتل البطيء الممنهج لمعتقلينا يجري على قدم وساق .. الش-هيد يحيى الناطور قالوا عنه وهو يتالم من بطنه بانه مريض نفسيا الى ان استش-هد ومعزوز دلال ورزق العرعير ومحمد ابو هدوان وجعفر عوض وميسرة ابو حمدية وغيرهم كثير من ش-هداء مدافن الاحياء ..
وطرق القمع السادية التي تحدث في السجون حيث المداهمة الليلية والتفتيش العاري ودخول فرقهم المجرمة التي لا تعرف الا ان هؤلاء الاسرى افاعي وصراصير لا بد من سحقهم والعربدة عليهم بكل ما أوتوا من قوة واجرام .
والاس-رى الاطفال وما يكيلون لهم من صنوف التعذيب .. ماذا يحدث لطفل لم يتجاوز الاثنتي عشرة سنة عندما يمكث في زنازينهم سبعين يوما .. والاعتقال الاداري الذي يسلط عذابه على المعتقل واهله كلما اراد ان يخرج منه اعيد اليه بحالة من التلذذ والسادية العجيبة ..
ان ماكينة الاعدام عندهم تعمل ليل نهار دون توقف والمطروح اليوم هو الاعدام السريع بدل هذا البطيء .. الاس-رى طلاب حياة وليسوا طلاب موت وما اسروا الا لتحقيق الحياة الحرة الكريمة لشعبهم .. هم يتحملون هذا الاعدام البطيء ويصبرون ويصابرون ولن يثنيهم الاعدام السريع عن هذه الروح العظيمة العالية .. هي الش-هادة التي يتمنون ، وشهادة سريعة خير من ش-هادة بطيئة بالتقسيط اللئيم .. حياة تسر الصديق او ممات يكيد العدا .. سيبقون شوكة مرة قاسية في حلوقهم الى ان يندحر هذا الظلام ويبزغ فجر الحرية .. الاح-تلال هذه المرة هو في الخيار الصعب بينما اس-رانا جباههم في السماء وأقدامهم راسخة في أرض القدس المباركة لا يضرهم من اراد بهم كيدا .
كل هذا وأكثر تجدونه في المجموعة القصصية مدفن الاحياء




تعليقات

لا توجد تعليقات.

هذا النص

ملف
أدب السجون والمعتقلات
المشاهدات
918
آخر تحديث
أعلى