سميح القاسم - زنابق لمزهرية فيروز

- من أين يا صديقة
حملت المزهرية
والنظرة الشقية
* من القدس العتيقة.
- ومن ترى رأيتِ
في عَتْمَةِ القناطر
من شعبنا المهاجر
وما ترى سمعتِ؟
* رأيتُ بنتَ عمِّك.
في طاقةٍ حزينة
تبوح للمدينة
بهمَّها وهمك.
رأيتُ في الشوارعْ
ليلًا من العيونْ
وأخوةً يبكونْ
وألفَ طفلٍ ضائع.
رأيتُ سائحينْ
وبائعاً يصيح:
من يشتري المسيح
بحفنتي طحينْ
رأيتُ في المداخن
عصفورةً جريحةْ
وطفلةً كسيحة
تبكي على المآذن.
ومرة سمعتُ
مغنياً مهاجر
يصيحُ: يا ضمائر
أضعتِ يومَ ضعت؟
هناك يا ابن عمي
حملتُ المزهرية
والنظرة الشقيِّة
وقصةً عن أمي
عن أُمي الضحيَّة
- لديّ يا صديقة
زنابق حمراء
ألوانها دماء
من القدس العتيقة
1) زنبقة حزينة
من دمّ بنت عمَّ
وجدتها مذبوحة
في طاقةً مفتوحة
تصيح بالمدينة:
قولي لإبن عمي!!
2) زنبقةٌ بريئة
من مقلة مفقوءة
لكنها تنادي:
أراك يا بلادي!
3) زنبقةٌ ريّانة
من طفلة محروقة
تصيح: يا خليفة
مهلا! أنا عطشانة!
4) زنبقةٌ شريتها
من بائعً مجندلِ
على سياج منزلِ
لكنني.. ما بعتُها!
إليك يا صديقتي
زنابقي الحمراء
زنابقي الدماء
كي تكملَ الهديَّة
وردٌ.. ومزهريَّة
من القدس العتيقة!!


(من ديوان "دخان البراكين". شركة المكتبة الشعبية- الناصرة 1968)
أعلى