الحسين الحسن - قريبًا سأرجع

إليها

إلى من يذوب الظلامُ المموَّج في خُصْلتَيْهَا
وينسكب الشفق العسْجديُّ على وجنتيها
إلى الكرمتيْنِ اللتينِ تشعّان من مبسميها
إلى النبع نبع الضّياء الحبِيس على مقلتيه
أقدّم أنشودةً من دمائي وروحي عليها
إليها خجولة
ونظرتُها البكرُ عذراءُ مثلَ أماني الطفولهْ
وأهدابُها واحةٌ للظّماءِ الحيارَى ظليله
أقدّس فيها العيونَ عيون الظباءِ الكحيله
وأعشقُ فيهَا البراءةَ والقسماتِ النبيله
ولكنّها رغم وصف الوجود لها بالجميله
خجولة صغيرة
كزغرودةٍ نغَّمَتْهَا طيور الخريفِ الحبوره
كقَطْرِ الندى في الهزيعِ كبسمة طفلٍ غريره
كصفصافةٍ غضّةٍ عند شطِّ الغدير نضيره
كسحرِ النعاس يرفرفُ حول الجفون الكسيره
تظلّ تهوّم تنسج في الوهم دنيا مثيره
وتحلم بالحب باللعب في الضَّحَواتِ المطيره
صغيره
ولكن جيوشُ الدخيلِ الجبانِ تهدُّ علينا المساكنْ
وتنشر في جَوّنا في سَمانا الغيوم الدواكن
وتقتل أطفالنا وتروِّع في أرضنا كلَّ آمن
وأنتِ أخاف عليكِ على كل هذي المحاسن
فصدرك فاتنْ، وشعرك فاتنْ، وثغرك فاتن
أحبُّكِ رغم الرّصاص ورغم الغيوم الدواكن
ولكن سأذهب
برغم هوايَ وحبِّي العظيم سأذهبْ
أحبُّكِ لكنَّ حبَّ بلادي أجلُّ وأوجب
وحبك يلهمني بالحماسِ الذي ليس ينضب
أعلى