أمجد محمد سعيد - في وداع شيخ العرب همّام واستقبال الشيخ يحيى الفخراني

النيل جوهرة من الفيروز
كان الفجر آنية ً
وكان الماء قرطاسا
وكان الدمع مثلَ سحابة تهمي بصمت الوالهينَ
على ضياع الأهل والجيران في لُجج المصيرْ .
لكأنما كان المدى المشعول في جسد العشيرة
آيةَ الغفران من قدَرِ الهزيمة
والخراب المرِّ
ناصية البياض القادم المحمول من قلب اللهيب
كأنما كان الحريق الشاسع الممتد من تلك الضفاف
إلى ذرى فرشوط أعلامَ الزمان المستحيل وصيةً أخرى
علامةَ راحلين من السبات إلى فيافي الشمس
والندم المريرْ .
ظلت قرونا فوق ناصية الطريق
نبوءة مطمورة طيَّ السجاجيد العتيقة
لا يراها الشيخُ والفرسان إلا في ضحى اليوم الأخيرْ .
المركب السكران من هول الدماء
يقطر الأوجاع في صمت
وينزف من جبين الشيخ والأصحاب
ينتحبون فيما المركب الخشبي يصعد
في أقاليم الجنوب يئن من غيظ
وتلك الريح تصخب
والصواري تشهِد الموج القديم
وتشهد الشهداء
إنا قائمون
وقادمون
نرمم الأوقات
نكسر في الفؤاد الحزن
هذا الفجر يبزغ من أصابعنا
ويطلع من ثنايا العشب والأمواج
كان الشيخ يرحل في عباءته إلى الآتي
وكان الشيخ يسقط في تواريخ الجراح
يعيد دورة من مضوا
ونعيد دورته
في ألف شيخ قادم
في ألف وقت قادم
في ألف حزن قادم
حتى نفكك ما تشابك من عُقَدْ .
حتى نُعلِّمَ أرضنا كيف السبيل إلى الولَدْ .
كيف السبيل إلى البلدْ .


أمجد محمد سعيد
القاهرة



( ألقيت في بيت السودان بالقاهرة لمناسبة تكريم السفارة السودانية الفنان المصري يحيى الفخراني على دوره في مسلسل " الخواجة عبد القادر" , أما القصيدة فتشير إلى دور الفخراني في مسلسل " شيخ العرب همام " ) .




أعلى