وكان أول ديوان شعر عامى حُرّ فى تاريخ الأدب العربى هو ديوان "أحرار وراء القضبان" الصادر سنة 1952م للشاعر المصرى فؤاد حداد, وكانت قصائد هذا الديوان مؤرخة بتاريخ كتابتها, وأقدم قصيدة فى هذا الديوان يعود تاريخ كتابتها اٍلى شهر فبراير سنة 1950 ـ وعُرِف مصطلح "قصيدة عامية" أو "شعر عامية حُرّ" فى الأدب العربى, وقد استقر مصطلح قصيدة عامية / شعر عامية حر فى تسمية منتج الشعر العامى الحداثى بشقيه الحر والنثرى فى مصر وبلاد الشام والعراق والسودان, ويشارك مسمى قصيدة عامية تسميات أخرى فى بلاد المغرب العربى والخليج, ففى المغرب العربى يسمون قصيدة العامية «زجلا»، وأحيانا يسمونها «شعر شعبى» أو «شعر ملحون»، وفى الخليج العربى تسمى قصيدة العامية بالشعر النبطى أو الشعبى وأحيانا تسمى بالشعر العامى أو قصيدة العامية .
ومما لا شك فيه أن مصطلح «قصيدة عامية» هو الأنسب لشعر العامية العربى الحديث الحر أو النثرى، وذلك لسببين, السبب الأول منهما يخص فهم المصطلح ذاته، فمصطلح "قصيدة" فى الأدب الحداثى يشير إلى بنية فنية يُقْصد بها الشعر, وهذه البنية الفنية هى التجسد والتجلى للرؤيا أو التجربة الشعرية عبر اللغة الانزياحية التى تختلف عن اللغة التوصيلية فى بنائها فهى لغة الإيحاء والايماء والتلميح والتخييل، وتبحث القصيدة العامية عن شرط تحققها فى لغة الحياة اليومية .
أما السبب الثانى فيخص تمييز شعر العامية الحديث الحر والنثرى عن غيره من فنون الشعر العامى التقليدية، فإن النص الزجلى الواحد يسمى باسم «زجل» أو «حِمْل»، والنص الواحد من المواليا او الموال يسمى مواليا أو موالا، ونص الدوبيت يسمى دوببت ونص المربع يسمى مربع، فإن نص الشعر العامى الحر أو النثرى يسمى قصيدة .
والتسميات المتعددة لمفهوم واحد فى البلاد العربية التى اشرت إليها سابقا له أسباب تتعلق بتراث الشعر العامى فى هذه البلد او تلك، ففى المغرب العربى منذ القدم يطلقون مسمى «الزجل» على كل أشكال الفنون الشعرية التقليدية «المواليا، والدوبيت، والمربع ،والقوما، والكان وكان» ويعتبرون أن الزجل هو أبو هذه الفنون فهو أول شكل شعرى عامى عرفه المغاربة وكل ما جاء بعده من فنون شعرية عامية عراقية النشأة «المواليا والدوبيت والقوما» سَمَّاه المغاربة زجلا، وبالتالى انسحبت تلك التسمية على قصيدة العامية / شعر العامية الحر فى المغرب العربى . ويرى الناقد المغربى محمد الديهاجى أن هناك اٍشكالية تخص ذلك حيث يقول فى مقله بمجلة الكلمة الاٍلكترونية بعنوان " الزجل والنقد وتجديد المنهج " عدد عدد شهر يوليو 2014م: ( بعد أن ظل، شعرُ الزجل، بالمغرب، يعاني سنين طويلة، من التهميش والإقصاء، الممنهج والمقصود، من قبل عسس ميتافيزيقا الشعرية المعيارية، استطاع هكذا مقترح، أن يفرض نفسه، منذ تسعينيات القرن المنصرم، مثلما استطاع أن يُثبت جدارته وأحقيته، في الولوج إلى مملكة الشعر، منتزعا، بعد طول معاناة، بطاقة الإقامة الرسمية، في وطن الشعر، على الرُّغم من كيد، من يُسميهم، ياكوبسن، ببوليس الأدب . وبالنظر إلى طراوة، هكذا اعتراف، تقف مجموعة من الإشكالات والحفر، في طريق هذا الوافد الجديد، لا بد من الالتفات إليها، وكذا التعاطي معها، بجدية ومسئولية. إن أول إشكالية، ينبغي الحسمُ معها، هي مسألة التّسمية. فبالإضافة إلى تسمية " الزجل "، هناك من يسمي هذا الصنف من الشعر، بالشعر العامي، كما هو الأمر، عند الناقد اللبناني مارون عبود. فيما آثر بعضُ الشعراء، وسم هذه التجربة، بالشعر المحكي، على غرار الشاعر ادريس بلعطار. قد يبدوا للبعض، أن مسألة التسمية، ليست بهذه الأهمية، ما دام المقصود واحدا. لكنني أرى، شخصيا، في ضرورة الحسم، مع الاسم، خطوة كبيرة، نحو التأسيس والتأصيل ), ونلاحظ أن الديهاجى فى البداية قال "شعر الزجل" وهى التسمية الأكثر انتشارا فى المغرب العربى, ثم بعد ذلك طرح اٍشكالية التسمية بين "زجل" "شعر عامى" و"شعر محكى", والزجل فى الواقع فن شعرى له شكل خاص يختلف تماما عن شعر العامية الحداثى الذى سُمّى منتجه بقصيدة عامية, أما تسمية شعر محكى فهى مردافة لتسمية شعر عامى من ناحية نوعية اللغة, ولكن تسمية "عامية" أكثر دقة من ناحية الدلالة حبث ورد فى المعجم الوسيط أن ( العامية هى لغة العامة بخلاف الفصحى ) أما "محكية" فهى من أصل حكاية وقد ورد فى المعجم الوسيط أن ( الحكاية ما يُحْكَى أو يَقصّ, وقع أو تُخُيِّل, واللهجة : تقول العرب هذه حكايتنا ), واللهجة هى ( لغة الاٍنسان التى جُبل عليها . يقال فلان فصيح اللهجة, صادق اللهجة وطريقة من الآداء فى اللغة . وـ جرس الكلام ) والدلالات السابقة تجعل تسمية "محكية" تسمية متشعبة, وكيف نقول مصطلح "لغة محكية" أو"لهجة محكية" وتسمية محكية بالأساس مشتقة من مصطلح اللغة أو اللهجة ذاته, اٍلاَّ اٍذا كان المقصود من اللغة المحكية هو أنها لغة القص والسرد, واِذا اعتبرنا أن تسمية محكية هى تسمية اصطلاحية تشير اٍلى طريقة آداء لغوى, وقلنا "شعر محكى" فمن الدلالات السابقة للأصل اللغوى"حكاية ولهجة" المشتق منه تسمية "محكى" و"محكية", يمكن أن يكون هذا الشعر المحكى فصيح أو غير فصيح ومكتوب أو شفاهى, أماّ تسمية عامية فهى واضحة ومحددة ومعروفة أنها خلاف الفصحى,
وفى شبه الجزيرة العربية والخليج يطلقون على قصيدة العامية / شعر العامية الحر مسمى شعر شعبى أو شعر نبطى, و"الشعر النبطى" هو مسمى قديم أطلقه أهل الجزيرة العربية والخليج على كل أشكال النظم العامى, وذلك نسبة للأنباط "سكان جنوب العراق", الذين نقلوا فنون الشعر العامى العراقية "مواليا, وقوما, دوبيت , كان, كان" اٍلى الجزيرة العربية, ومن وقتها أصبح مُسمى الشعر العامى هو النبطى ولما ظهرت قصيدة العامية فى الجزيرة العربية والخليج العربى انسحبت تسمية "نبطى" على شعر العامية الحداثى الذى كتبه فايق عبد الجليل وبدر بن عبد المحسن وعبد الرحمن بن مساعد وغيرهم وبناءا على ما سبق فاٍن مصطلح "شعرى نبطى" مصطلح يطلق على الشعر العامى فى منطقة جغرافية معينة, اٍضافة لكونه مصطلح تراثى عام, واٍطلاق مصطلح قصيدة عامية أو شعر عامية حديث سيكون أكثر تخصيصا من الناحية الفنيّة, وخروجا من التسميات المحلية والمناطقية لمنتج الشعر العامى الحداثى فى شبه الجزيرة العربية والخليج, اٍلى تسمية تضعه فى قلب شعر العامية العربى الحديث, وفى بعض الأحيان يطلق شعراء ونقاد الخليج على "الشعر العامية الحر" مصطلح "شعر عامية" أو "قصيدة عامية", وخاصة فى الاٍمارات والسعودية حيث يقول الناقد يوسف أبو لوزيوسف أبو لوز فى مقال بعنوان ـ الشعر الشعبى ذاكرة الثقافة االاٍماراتية ـ ملحق مجلة الخليج ـ الاٍمارات ـ 27 / 2 / 2017 : ( ولكن اليوم ولكن اليوم تغيرت طبيعة القصيدة النبطية أو العامية أو الشعبية.. وشأنها شأن قصيدة التفعيلة أو قصيدة النثر ذهبت إلى فضاءات حداثتها، وانتقلت اللغة الشعبية أو النبطية من الوعظ والتصوير والمناسبات إلى لغة جديدة هي جزء من لغة العصر أو هي جزء من لغة الشعر الذي يتجدد في ضوء معطياته، وفي ضوء البيئة العصرية التي يولد فيها )
* مقتطف من الفصل الثانى من كتابى "الشعر العامى العربى .. وقضايا الشكل والتاريخ والتدوين" ـ قيد الكتابة والمراجعة , وهذا المقتطف جزء من مقال لى منشور فى مجلة الثقافة الجديدة عدد يونيو 2006م بعنون "شعر العامية العربى .. التاريخ والمفهوم والدلالة"
ومما لا شك فيه أن مصطلح «قصيدة عامية» هو الأنسب لشعر العامية العربى الحديث الحر أو النثرى، وذلك لسببين, السبب الأول منهما يخص فهم المصطلح ذاته، فمصطلح "قصيدة" فى الأدب الحداثى يشير إلى بنية فنية يُقْصد بها الشعر, وهذه البنية الفنية هى التجسد والتجلى للرؤيا أو التجربة الشعرية عبر اللغة الانزياحية التى تختلف عن اللغة التوصيلية فى بنائها فهى لغة الإيحاء والايماء والتلميح والتخييل، وتبحث القصيدة العامية عن شرط تحققها فى لغة الحياة اليومية .
أما السبب الثانى فيخص تمييز شعر العامية الحديث الحر والنثرى عن غيره من فنون الشعر العامى التقليدية، فإن النص الزجلى الواحد يسمى باسم «زجل» أو «حِمْل»، والنص الواحد من المواليا او الموال يسمى مواليا أو موالا، ونص الدوبيت يسمى دوببت ونص المربع يسمى مربع، فإن نص الشعر العامى الحر أو النثرى يسمى قصيدة .
والتسميات المتعددة لمفهوم واحد فى البلاد العربية التى اشرت إليها سابقا له أسباب تتعلق بتراث الشعر العامى فى هذه البلد او تلك، ففى المغرب العربى منذ القدم يطلقون مسمى «الزجل» على كل أشكال الفنون الشعرية التقليدية «المواليا، والدوبيت، والمربع ،والقوما، والكان وكان» ويعتبرون أن الزجل هو أبو هذه الفنون فهو أول شكل شعرى عامى عرفه المغاربة وكل ما جاء بعده من فنون شعرية عامية عراقية النشأة «المواليا والدوبيت والقوما» سَمَّاه المغاربة زجلا، وبالتالى انسحبت تلك التسمية على قصيدة العامية / شعر العامية الحر فى المغرب العربى . ويرى الناقد المغربى محمد الديهاجى أن هناك اٍشكالية تخص ذلك حيث يقول فى مقله بمجلة الكلمة الاٍلكترونية بعنوان " الزجل والنقد وتجديد المنهج " عدد عدد شهر يوليو 2014م: ( بعد أن ظل، شعرُ الزجل، بالمغرب، يعاني سنين طويلة، من التهميش والإقصاء، الممنهج والمقصود، من قبل عسس ميتافيزيقا الشعرية المعيارية، استطاع هكذا مقترح، أن يفرض نفسه، منذ تسعينيات القرن المنصرم، مثلما استطاع أن يُثبت جدارته وأحقيته، في الولوج إلى مملكة الشعر، منتزعا، بعد طول معاناة، بطاقة الإقامة الرسمية، في وطن الشعر، على الرُّغم من كيد، من يُسميهم، ياكوبسن، ببوليس الأدب . وبالنظر إلى طراوة، هكذا اعتراف، تقف مجموعة من الإشكالات والحفر، في طريق هذا الوافد الجديد، لا بد من الالتفات إليها، وكذا التعاطي معها، بجدية ومسئولية. إن أول إشكالية، ينبغي الحسمُ معها، هي مسألة التّسمية. فبالإضافة إلى تسمية " الزجل "، هناك من يسمي هذا الصنف من الشعر، بالشعر العامي، كما هو الأمر، عند الناقد اللبناني مارون عبود. فيما آثر بعضُ الشعراء، وسم هذه التجربة، بالشعر المحكي، على غرار الشاعر ادريس بلعطار. قد يبدوا للبعض، أن مسألة التسمية، ليست بهذه الأهمية، ما دام المقصود واحدا. لكنني أرى، شخصيا، في ضرورة الحسم، مع الاسم، خطوة كبيرة، نحو التأسيس والتأصيل ), ونلاحظ أن الديهاجى فى البداية قال "شعر الزجل" وهى التسمية الأكثر انتشارا فى المغرب العربى, ثم بعد ذلك طرح اٍشكالية التسمية بين "زجل" "شعر عامى" و"شعر محكى", والزجل فى الواقع فن شعرى له شكل خاص يختلف تماما عن شعر العامية الحداثى الذى سُمّى منتجه بقصيدة عامية, أما تسمية شعر محكى فهى مردافة لتسمية شعر عامى من ناحية نوعية اللغة, ولكن تسمية "عامية" أكثر دقة من ناحية الدلالة حبث ورد فى المعجم الوسيط أن ( العامية هى لغة العامة بخلاف الفصحى ) أما "محكية" فهى من أصل حكاية وقد ورد فى المعجم الوسيط أن ( الحكاية ما يُحْكَى أو يَقصّ, وقع أو تُخُيِّل, واللهجة : تقول العرب هذه حكايتنا ), واللهجة هى ( لغة الاٍنسان التى جُبل عليها . يقال فلان فصيح اللهجة, صادق اللهجة وطريقة من الآداء فى اللغة . وـ جرس الكلام ) والدلالات السابقة تجعل تسمية "محكية" تسمية متشعبة, وكيف نقول مصطلح "لغة محكية" أو"لهجة محكية" وتسمية محكية بالأساس مشتقة من مصطلح اللغة أو اللهجة ذاته, اٍلاَّ اٍذا كان المقصود من اللغة المحكية هو أنها لغة القص والسرد, واِذا اعتبرنا أن تسمية محكية هى تسمية اصطلاحية تشير اٍلى طريقة آداء لغوى, وقلنا "شعر محكى" فمن الدلالات السابقة للأصل اللغوى"حكاية ولهجة" المشتق منه تسمية "محكى" و"محكية", يمكن أن يكون هذا الشعر المحكى فصيح أو غير فصيح ومكتوب أو شفاهى, أماّ تسمية عامية فهى واضحة ومحددة ومعروفة أنها خلاف الفصحى,
وفى شبه الجزيرة العربية والخليج يطلقون على قصيدة العامية / شعر العامية الحر مسمى شعر شعبى أو شعر نبطى, و"الشعر النبطى" هو مسمى قديم أطلقه أهل الجزيرة العربية والخليج على كل أشكال النظم العامى, وذلك نسبة للأنباط "سكان جنوب العراق", الذين نقلوا فنون الشعر العامى العراقية "مواليا, وقوما, دوبيت , كان, كان" اٍلى الجزيرة العربية, ومن وقتها أصبح مُسمى الشعر العامى هو النبطى ولما ظهرت قصيدة العامية فى الجزيرة العربية والخليج العربى انسحبت تسمية "نبطى" على شعر العامية الحداثى الذى كتبه فايق عبد الجليل وبدر بن عبد المحسن وعبد الرحمن بن مساعد وغيرهم وبناءا على ما سبق فاٍن مصطلح "شعرى نبطى" مصطلح يطلق على الشعر العامى فى منطقة جغرافية معينة, اٍضافة لكونه مصطلح تراثى عام, واٍطلاق مصطلح قصيدة عامية أو شعر عامية حديث سيكون أكثر تخصيصا من الناحية الفنيّة, وخروجا من التسميات المحلية والمناطقية لمنتج الشعر العامى الحداثى فى شبه الجزيرة العربية والخليج, اٍلى تسمية تضعه فى قلب شعر العامية العربى الحديث, وفى بعض الأحيان يطلق شعراء ونقاد الخليج على "الشعر العامية الحر" مصطلح "شعر عامية" أو "قصيدة عامية", وخاصة فى الاٍمارات والسعودية حيث يقول الناقد يوسف أبو لوزيوسف أبو لوز فى مقال بعنوان ـ الشعر الشعبى ذاكرة الثقافة االاٍماراتية ـ ملحق مجلة الخليج ـ الاٍمارات ـ 27 / 2 / 2017 : ( ولكن اليوم ولكن اليوم تغيرت طبيعة القصيدة النبطية أو العامية أو الشعبية.. وشأنها شأن قصيدة التفعيلة أو قصيدة النثر ذهبت إلى فضاءات حداثتها، وانتقلت اللغة الشعبية أو النبطية من الوعظ والتصوير والمناسبات إلى لغة جديدة هي جزء من لغة العصر أو هي جزء من لغة الشعر الذي يتجدد في ضوء معطياته، وفي ضوء البيئة العصرية التي يولد فيها )
* مقتطف من الفصل الثانى من كتابى "الشعر العامى العربى .. وقضايا الشكل والتاريخ والتدوين" ـ قيد الكتابة والمراجعة , وهذا المقتطف جزء من مقال لى منشور فى مجلة الثقافة الجديدة عدد يونيو 2006م بعنون "شعر العامية العربى .. التاريخ والمفهوم والدلالة"
Bei Facebook anmelden
Melde dich bei Facebook an, um dich mit deinen Freunden, deiner Familie und Personen, die du kennst, zu verbinden und Inhalte zu teilen.
www.facebook.com