هاجر سيد - رسائل برائحة الثوم

ما لن يُمضغ..

شاب يدلف في أرجاء بلاتفورم رقم ثمانية
بخطوة واسعة وطويلة
خطوة تُشبه محطة الإذاعة الغنائية المستمرة حتى الفجر.
خطوة طويلة كحياة مؤجلة،
كماء يتسرب إلى رأسِ ثُعبانٍ يَغفو على عُشبْ.
شَعر أسود من ليّلٍ خرس الدجاج به،
ملابسٍ بلا تجاعيد
إلتفتْ؛
آه، وجهٌ كالردهة!
كل يومٍ؛ يمرق الوقت كعنكبوتٍ
ضئيلٍ ومرتعش
اليوم، الوقت قُبلةٌ أولى
قِبلة شُعاع تسقط على رأس جبل
اليوم؛ قنبلة موقوتة.
أخذتُ أسّخن عضلات الخيال
فطرحت سؤالًا متكررًا
وبعض المسائل المستقبلية
ثم تحرّيت حالتك الشخصية:
”نافذة مُغلقة، تطل على بحر“.

تجهمت القلق إلى صمت،
أتى المساء سريعًا كضحكتك للعابر الأخير
واشتدت نسمة باردة كثأرٍ منتهٍ
وأنا مازلت أتصّيد كينونتك.
وبعد خمس ساعاتٍ أدور حولك كالضريح
لم تتسن لي أي فرصة جديدة للتملق،
فرصة أخيرة لأخيط رقعة التفكير بجوابٍ واحد
عدا أنك طويل
تُظهر الإحترام
لك اسم أكثر خصوصية
وكاره للتأمل

فكرت بك كثيرًا
إلى أن ذاب الواقع بالتخيل
وإنني أستطيع الكتابة في الشارع كترديد أغنية أثناء المشي
فأرسلت لك بالجانب الأيسر من المخ
رسائل حديثة التقنية
من العقل للعقل
رسائل معنونة ”عزيزي مربط الفرس، ستعرفني يومًا، وستكره علاقتي بالثياب. وبعد دقيقتين سترتجل قطارك ذا الفمِّ المَفتوح،
وستظل أسئلتي المستيقظة كالموت معلقةٌ في الهواء.“

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى