لا يزال الدارسون للسير على خلاف حول نسب ابن جدار والمعلومات الضئيلة التي وصلتنا عنه لا تبل الغليل ولا ترضي الفضول برغم التعرض لذكره وللقصيدة بالنزر القليل، ويبقى السؤال مفتوحا حول اصله هل هو مصري، ام اندلسي نزل مصر واختلف الى بلاط خلفائها، وتولى ديوان الكتابة كحال بعض شعراء الأندلس، وقد اورده ابن السيد البطليوسي في رسالته "الاسم والمسمى" مستشهدا ببيتين من هذه القصيدة، وكتب عنه ابن سعيد المغربي في القسم المخصص لمصر من كتابه "المغرب في حلي المغرب"، وقال عنه العلامة سيدي عبد الله كنون " اسم الشاعر ابن جدار، الجيم والدال، كما في المغرب لابن سعيد، وهو اعرف به،" ولعل هذا التعريف هو ما يتبث حتى الان اصله المصري، اذ عاصر بن طولون ومدحه، فضلا عن هذا فالقصيدة تتضمن في بيتين اسم علمين من أعلام مصر هما يونس بن عبدالاعلى، والمزني، وقال عنه محمد ابن عبدربه في الزمردة الثانية في فضائل الشعر ومخارجه من كتابه الشهبر العقد الفريد : "وقد ياتي من الشعر ما هو خارج غن طبقة الشعراء منفرد في غرائبه وبديع صنعته ولطيف تشبيهه، كقول جعفر بن جدار كاتب ابن طولون" واورد القصيدة كاملة ..
في كتابه " اللغة والأدب" للعلامة سيدي عبدالله كنون منشورات شراع، ع/8 - اكتوبر 1996، الصفحة – 48-63 يقول في جزء مخصص لابن جدار: " ..فهذا النص زيادة على دلالته القاطعة على مصرية شاعرنا ابن جدار، يعطينا رأيا لأديب الأندلس في شعره، وهو راي يحله محلا مرموقا بين شعراء عصره، ثم هو يمدنا بأثر نادر من آثاره الشعرية، وهو في هذه القصيدة الغريبة، التي يرويها ابن عبد ربه بتمامها على طولها، ويستشهد ابن السيد ببيتين منها، مما يدل على تتبع أدباء المغرب وعلمائه، لشعر المشارقة وإعجابهم به، وفي هذا كله ما يلقي ضوءا كاشفا لجوانب من حياة شاعرنا العبقري ابن جدار.
واحب هنا، ان اسجل بعض ذكرياتي مع قصيدة ابن جدار هذه، قبل ان ارويها للقارئ الكريم، فقد وقفت عليها في (العقد)، وقرات ما وصفها به صاحب العقد، وانا في عنفوان الشباب، ولكنها، استعصت على من اول يوم، قراءة وفهما، مع ما كنت ازعم لنفسي من معرفة بالشعر، لهزجه ورجه، وما زلت كذلك، حتى شككت في قيمتها وفي حكم ابن عبد ربه عليها، وصرت اعرضها على كل من اثق بعلمه وادبه، وممن عرضتها عليهم من الاصدقاء الذين هم بالوصف المذكور الوزيران : محمد بن موسة، والمختار السوسي، رحمهما الله ، فلم يشقا لها غبارا ، والدكتور تقي الدين الهلالي، ولكن هذا اشار في شانها براي صائب فقال:لابد لحل مقفل هذه القصيدة، من تتبع نصادرها وجمع اكثر ما يمكن من نسخ العقد، وغيره من الكتب التي ذكرتها، لمقابلتها وتصحيحها واستخراج نصها الصحيح، ثم بعد ذلك يجب دراستها، دراسة علمية منهجية، وحينئذ يسهل الوقوف على معناها ومبناها..."
وبعد ادراج القصيدة كاملة نقلا عن طبعة منقحة ومصححة بعد مقارنتها مع عدة نسخ مختلفة من كتاب "العقد" سهرت على تحقيقها لجنة مكونة من الأساتذة احمد أمين، واحمد الزين، وإبراهيم الأبياري، ومن منشورات لجنة التاليف والترجمة والنشر بمصر في سنة 1946.. يضيف العلامة سيدي عبدالله كنون:
"ثالثا: اسم الشاعر ابن جدار، الجيم والدال، كما في المغرب لابن سعيد، وهو اعرف به، وكما في عدة نسخ من (العقد)، حسبما ذكر المصححون لطبعة اللجنة وفي بعضها ومنها نسختي، ابن جرار بالجيم والراء، ولا شك انه تصحيف، ويتأيد به كونه ابن جدار بالدال، وقال الأستاذ عبدالغني حسن انه في معجم الادباء لياقوت ابن حذار بالحاء المهملة والذال المعجمة، وهو كما قال في المعجم طبعة الدكتور رفاعي، وهذه الطبعة تصحيحها ليس بذلك، وقد قال الاساتذة المصححون للعقد طبعة اللجنة انه في احدى روايتي ياقوت (2- 415) وفي الكندي (22-224) ابن جدار بالجيم والدال......الخ"
وبادراجنا لهذا النص سوف نكتشف عظمة هذه القصيدة وغنائيتها، وروعة موسيقاها، ووقع إيقاعها في اذن القارئ، واستحبابها في السمع بالرغم من غرابة قاموسها وانغلاق وصعوبة معانيها ..
والى قصيدة موالية مع تحيات نقوس المهدي
***
جعفر ابن جدار
كم بين بارِي وبين بَمّا
كم بين (بارِي) وبين (بَمّا ) = وبين (بَوْن) إلى (دَمّا)
من رَشأ أبيض التّراقي = أغيدَ ذي غُنَّة أحَمَّا
وطَفْلة رَخْصة المَدارِي = لَيست تُحَلّى ولا تُسمى
إلا بسِلْك من اللآلى = يُعْجِز من يُخرج المُعمَى
صُغرى وكُبرى إلى ثلاثِ = مثل التّعاليل أو أتَمَّا
وكم (ببَم) وأرض (بَمّ ) = وكَم (بِرَمّ) وأرْض (رَمّا)
من طَفلة بَضَة لَعوب = تلقاك بالحُسن مستتما
مُنهن رَيّا وكيف رَيّا = ريا إذا لاقت المَشَما
لو شمها طائر بَدوٍّ = لَخَرّ في التُرب أولَهَمّا
تَسحب ثوبين من خَلْوق = قد أفنيا زعفران قُمّا
كأنما جلّيا عليها = من طِيب ما باشرَا وشَما
فأَلفيا زعفران (قُم ) = فانغمسا فيه واستحمِّا
فهل تظن اسمها المريا = يفوح لا مرطها المدما
فهي نظير اسمها المُعلَّى = يفوح لامِرْطها المُدَمَّا
هيهاتَ يا أختَ آل (بَمِّ ) = غَلطت في الاسم والمُسمَّى
لو كان هذا وقيل سَمَ = ماتَ إذاً من يقول سَمّا
قد قلتُ إذ أقبلتْ تَهادى = كطَلعة البَدْر أو أتمّا
تُومي بأسْروعة وتُخْفي = بالبُرْد مثَل القِداح حُمّا
لو كنت ممن لكنت مِمّا = لكنّني قد كَبرتُ عَمّا
عاتبني الدهرُ في عِذاري = بأحرُف فارعويت لمّا
قُوّس ما كان مستقيماً = وأبيضّ ما كان مُدّلهمّا
وكيف تَصبو الدُّمى إلى مَنِ = كان أخاً ثم صار عَمّا
بي عنكِ يا أختَ أهل (بَمَ) = شُغْل بما قد دنا مُهِمّا
فلستُ من وجهك المُفدَّى = ولستُ من قَدّك المُحمّى
أذهلني عنك خوفُ يوم = يحيا له كل من ألمَّا
ما كسَبتْه يداي وَهْنا = خيراً وشرًّاً أصبت ثَما
تُحشر فيه الجنان زَفًّا = وتُحشر النَار فيه زَمّا
تقول هذي لَطالبيها = هَيتَ وهذي لهم هَلُمّا
نَفسيَ أولى بأنْ أذُمّا = مِن أمرها كل ما استُذمّا
يا نفسُ كم تُخدعين عَمّا = بلُبس داج وأكل لمّا
رعيت مِن ذي الحُطام مَرعى = جمعتِ أكلاً له وذَمّا
وَيحك فاستيقظي ليومٍ = يحيا له كم من أِرما
ألم تَرَيْ يُونس بن عَبْدال = أعْلى غَدا صامتاً فصُما
في حُفرة ما يُحير حَرفاً = قد دكّ من فوقها وطما
والمُزَنَيّ الذيَ إليه = نَعشو إذا دَهرُنا ادلهما
أخفى فؤادي له عَزائي = لكنْ زَفيري عليه نَمَا
كأنما خُوِّفا فخافا = أو حذَرا كاساهما فصما
أقبل سَهْم من الرَّزايا = فخَصَ أعلامنا وعَمَّا
دَكدك منّا ذُرَا جبال = شامخة في السماء شما
وَحصَنا دون مَنْ عليها = وزاد همًّا بنا وغما
قد قَرُب الموتُ يا بنَ أما = فبادر المَوت يا بن أما
واعلم بأنَّ من عصاك جهلا = مِن التُقى لم يُطعك هِمّا
هو الهُدى والرَّدى فإمَّا = أتيت آتى الردى وإما
ها أنذا فَاعتبر بحالي = في طَبق مُوصَد مُعَمَّى
قد أسكنتني الذُّنوب بيتاً = يخاله الإلف مُستحما
فهل إلى توبة سبيلٌ = تكون فيها الهموم هَمّا
فَنَشكر الله لا سواه = لعل نعماه أن تَتِمّا
(يا نفسً جِدّي ولا تَميلي = فأفضل البِرّ ما استُتمّا)
(أو ابحثي عن فُل بن فُل = تَرَيْه تحت التراب رِمّا)
(لبئس عَبْد يروح بَغْياَ = مع المَساوي تراه دَوْما)
(في غَمرة العَيش لا يُبالي = أحمده الجارُ أمْ أَذَمَّا)
(كم بين هذا وبين عبد = يغدو خميصَ الحشى هضمّا)
(يقطع آناءه صلاةً = ودهره بالصلاح صوْمَا)
إنّ بهذا الكلام نُصحاً = إن لم يوافِ القلوب صُمّا
يا رب لِي ألفُ ذَنب = إن تعفُ يا رب فاعفُ جَمّا
فأبْرِد بعفوٍ غليلَ قَلب = كأنّ فيه رسيسَ حُمَى
في كتابه " اللغة والأدب" للعلامة سيدي عبدالله كنون منشورات شراع، ع/8 - اكتوبر 1996، الصفحة – 48-63 يقول في جزء مخصص لابن جدار: " ..فهذا النص زيادة على دلالته القاطعة على مصرية شاعرنا ابن جدار، يعطينا رأيا لأديب الأندلس في شعره، وهو راي يحله محلا مرموقا بين شعراء عصره، ثم هو يمدنا بأثر نادر من آثاره الشعرية، وهو في هذه القصيدة الغريبة، التي يرويها ابن عبد ربه بتمامها على طولها، ويستشهد ابن السيد ببيتين منها، مما يدل على تتبع أدباء المغرب وعلمائه، لشعر المشارقة وإعجابهم به، وفي هذا كله ما يلقي ضوءا كاشفا لجوانب من حياة شاعرنا العبقري ابن جدار.
واحب هنا، ان اسجل بعض ذكرياتي مع قصيدة ابن جدار هذه، قبل ان ارويها للقارئ الكريم، فقد وقفت عليها في (العقد)، وقرات ما وصفها به صاحب العقد، وانا في عنفوان الشباب، ولكنها، استعصت على من اول يوم، قراءة وفهما، مع ما كنت ازعم لنفسي من معرفة بالشعر، لهزجه ورجه، وما زلت كذلك، حتى شككت في قيمتها وفي حكم ابن عبد ربه عليها، وصرت اعرضها على كل من اثق بعلمه وادبه، وممن عرضتها عليهم من الاصدقاء الذين هم بالوصف المذكور الوزيران : محمد بن موسة، والمختار السوسي، رحمهما الله ، فلم يشقا لها غبارا ، والدكتور تقي الدين الهلالي، ولكن هذا اشار في شانها براي صائب فقال:لابد لحل مقفل هذه القصيدة، من تتبع نصادرها وجمع اكثر ما يمكن من نسخ العقد، وغيره من الكتب التي ذكرتها، لمقابلتها وتصحيحها واستخراج نصها الصحيح، ثم بعد ذلك يجب دراستها، دراسة علمية منهجية، وحينئذ يسهل الوقوف على معناها ومبناها..."
وبعد ادراج القصيدة كاملة نقلا عن طبعة منقحة ومصححة بعد مقارنتها مع عدة نسخ مختلفة من كتاب "العقد" سهرت على تحقيقها لجنة مكونة من الأساتذة احمد أمين، واحمد الزين، وإبراهيم الأبياري، ومن منشورات لجنة التاليف والترجمة والنشر بمصر في سنة 1946.. يضيف العلامة سيدي عبدالله كنون:
"ثالثا: اسم الشاعر ابن جدار، الجيم والدال، كما في المغرب لابن سعيد، وهو اعرف به، وكما في عدة نسخ من (العقد)، حسبما ذكر المصححون لطبعة اللجنة وفي بعضها ومنها نسختي، ابن جرار بالجيم والراء، ولا شك انه تصحيف، ويتأيد به كونه ابن جدار بالدال، وقال الأستاذ عبدالغني حسن انه في معجم الادباء لياقوت ابن حذار بالحاء المهملة والذال المعجمة، وهو كما قال في المعجم طبعة الدكتور رفاعي، وهذه الطبعة تصحيحها ليس بذلك، وقد قال الاساتذة المصححون للعقد طبعة اللجنة انه في احدى روايتي ياقوت (2- 415) وفي الكندي (22-224) ابن جدار بالجيم والدال......الخ"
وبادراجنا لهذا النص سوف نكتشف عظمة هذه القصيدة وغنائيتها، وروعة موسيقاها، ووقع إيقاعها في اذن القارئ، واستحبابها في السمع بالرغم من غرابة قاموسها وانغلاق وصعوبة معانيها ..
والى قصيدة موالية مع تحيات نقوس المهدي
***
جعفر ابن جدار
كم بين بارِي وبين بَمّا
كم بين (بارِي) وبين (بَمّا ) = وبين (بَوْن) إلى (دَمّا)
من رَشأ أبيض التّراقي = أغيدَ ذي غُنَّة أحَمَّا
وطَفْلة رَخْصة المَدارِي = لَيست تُحَلّى ولا تُسمى
إلا بسِلْك من اللآلى = يُعْجِز من يُخرج المُعمَى
صُغرى وكُبرى إلى ثلاثِ = مثل التّعاليل أو أتَمَّا
وكم (ببَم) وأرض (بَمّ ) = وكَم (بِرَمّ) وأرْض (رَمّا)
من طَفلة بَضَة لَعوب = تلقاك بالحُسن مستتما
مُنهن رَيّا وكيف رَيّا = ريا إذا لاقت المَشَما
لو شمها طائر بَدوٍّ = لَخَرّ في التُرب أولَهَمّا
تَسحب ثوبين من خَلْوق = قد أفنيا زعفران قُمّا
كأنما جلّيا عليها = من طِيب ما باشرَا وشَما
فأَلفيا زعفران (قُم ) = فانغمسا فيه واستحمِّا
فهل تظن اسمها المريا = يفوح لا مرطها المدما
فهي نظير اسمها المُعلَّى = يفوح لامِرْطها المُدَمَّا
هيهاتَ يا أختَ آل (بَمِّ ) = غَلطت في الاسم والمُسمَّى
لو كان هذا وقيل سَمَ = ماتَ إذاً من يقول سَمّا
قد قلتُ إذ أقبلتْ تَهادى = كطَلعة البَدْر أو أتمّا
تُومي بأسْروعة وتُخْفي = بالبُرْد مثَل القِداح حُمّا
لو كنت ممن لكنت مِمّا = لكنّني قد كَبرتُ عَمّا
عاتبني الدهرُ في عِذاري = بأحرُف فارعويت لمّا
قُوّس ما كان مستقيماً = وأبيضّ ما كان مُدّلهمّا
وكيف تَصبو الدُّمى إلى مَنِ = كان أخاً ثم صار عَمّا
بي عنكِ يا أختَ أهل (بَمَ) = شُغْل بما قد دنا مُهِمّا
فلستُ من وجهك المُفدَّى = ولستُ من قَدّك المُحمّى
أذهلني عنك خوفُ يوم = يحيا له كل من ألمَّا
ما كسَبتْه يداي وَهْنا = خيراً وشرًّاً أصبت ثَما
تُحشر فيه الجنان زَفًّا = وتُحشر النَار فيه زَمّا
تقول هذي لَطالبيها = هَيتَ وهذي لهم هَلُمّا
نَفسيَ أولى بأنْ أذُمّا = مِن أمرها كل ما استُذمّا
يا نفسُ كم تُخدعين عَمّا = بلُبس داج وأكل لمّا
رعيت مِن ذي الحُطام مَرعى = جمعتِ أكلاً له وذَمّا
وَيحك فاستيقظي ليومٍ = يحيا له كم من أِرما
ألم تَرَيْ يُونس بن عَبْدال = أعْلى غَدا صامتاً فصُما
في حُفرة ما يُحير حَرفاً = قد دكّ من فوقها وطما
والمُزَنَيّ الذيَ إليه = نَعشو إذا دَهرُنا ادلهما
أخفى فؤادي له عَزائي = لكنْ زَفيري عليه نَمَا
كأنما خُوِّفا فخافا = أو حذَرا كاساهما فصما
أقبل سَهْم من الرَّزايا = فخَصَ أعلامنا وعَمَّا
دَكدك منّا ذُرَا جبال = شامخة في السماء شما
وَحصَنا دون مَنْ عليها = وزاد همًّا بنا وغما
قد قَرُب الموتُ يا بنَ أما = فبادر المَوت يا بن أما
واعلم بأنَّ من عصاك جهلا = مِن التُقى لم يُطعك هِمّا
هو الهُدى والرَّدى فإمَّا = أتيت آتى الردى وإما
ها أنذا فَاعتبر بحالي = في طَبق مُوصَد مُعَمَّى
قد أسكنتني الذُّنوب بيتاً = يخاله الإلف مُستحما
فهل إلى توبة سبيلٌ = تكون فيها الهموم هَمّا
فَنَشكر الله لا سواه = لعل نعماه أن تَتِمّا
(يا نفسً جِدّي ولا تَميلي = فأفضل البِرّ ما استُتمّا)
(أو ابحثي عن فُل بن فُل = تَرَيْه تحت التراب رِمّا)
(لبئس عَبْد يروح بَغْياَ = مع المَساوي تراه دَوْما)
(في غَمرة العَيش لا يُبالي = أحمده الجارُ أمْ أَذَمَّا)
(كم بين هذا وبين عبد = يغدو خميصَ الحشى هضمّا)
(يقطع آناءه صلاةً = ودهره بالصلاح صوْمَا)
إنّ بهذا الكلام نُصحاً = إن لم يوافِ القلوب صُمّا
يا رب لِي ألفُ ذَنب = إن تعفُ يا رب فاعفُ جَمّا
فأبْرِد بعفوٍ غليلَ قَلب = كأنّ فيه رسيسَ حُمَى