أصدرت الكاتبة ، مصرية المولد والجنسية ، رضوى عاشور روايتها " الطنطورية " في العام ٢٠١٠ ، وتتمحور حول الموضوع الفلسطيني ، إذ تتبع الكاتبة رحلة عائلة فلسطينية من قرية الطنطورة الفلسطينية منذ ما قبل العام ١٩٤٨ وترصد حياتها في وطنها وما طرأ عليها على مدار سبعة عقود تقريبا ، وتترك رضوى رقية إحدى شخصيات روايتها تكتب قصة حياتها ، فتغدو رقية المؤلف الضمني إذا استعرنا مصطلح ( واين بوث) .
نصغي إلى رقية المولودة في الطنطورة التي يحثها ابنها أن تكتب حكايتها ، ولا نصغي إلى رضوى المصرية ، تحكي عن الفلسطينيين . تترك رضوى إذن الفلسطينيين يحكون حكايتهم ويعبرون عما مروا به ، فيستخدمون لهجتهم أحيانا ويرددون أغانيهم الشعبية ويأكلون الطعام الفلسطيني ، ما يدفع المرء الذي يلم بحياة الكاتبة المتزوجة من الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي يتساءل إن كانت رضوى ، لاختلاطها أربعين عاما وأكثر بزوجها وأهله ، صارت تعد فلسطينية ، وبالتالي فإن الصورة التي تبرزها للفلسطينيين هي الصورة التي يرسمها الفلسطيني لذاته ، وعليه يجب أن تخرج رواية " الطنطورية " من الدراسات التي ترصد صورة الفلسطيني في الرواية العربية ؟
السؤال السابق يمكن أن يثار معكوسا في أثناء دراسة ليلى الأطرش الفلسطينية المولودة في بيت ساحور والمقيمة فيها عقدين من الزمن والمتزوجة من المثقف الأردني توفيق صباغ . لقد أقامت ليلى في العالم العربي وفي الأردن وعاشت مع زوجها أكثر من أربعين عاما ، فهل تعد كاتبة فلسطينية أم أردنية ؟ وهل الصورة التي تبرزها في روايتها للفلسطيني تدرج تحت تصور الفلسطيني لذاته أم تصور الأردني للفلسطيني ؟
ايا كان الأمر فإن قراءة رواية رضوى في ضوء كتابي مريد البرغوثي " رأيت رام الله " و" ولدت هناك ... ولدت هنا " تضعنا أمام التساؤل السابق ، فهناك تقاطعات كبيرة كثيرة بين الرواية وكتابي مريد ؛ بين تصور الزوجة المصرية والزوج الفلسطيني ، ومنها مثلا الكتابة عن العلاقة بين الأخوة والروح التي تسود بينهم والكتابة عن الطعام أيضا .
إن صورة الأخ الأكبر في العائلة الفلسطينية التي كتب عنها مريد في " رأيت رام الله " وقال إنها تستحق أن يكتب فيها الكثير تتجسد في رواية " الطنطورية " خير تجسيد ، وما كتبه مريد لم يأت من فراغ ، فلطالما مدح هو شخصيا أخاه الأكبر منيف الذي كان له دور كبير في حياته وتعلمه . ( أنظر : مقالي في الأيام في ٢٨ آذار ٢٠٢١ ) .
في " الطنطورية " يقف صادق الأخ الأكبر إلى جانب إخوته ، فيشتري لأخيه الأصغر عبد من الملابس أثمنها ، ويستغرب منه أنه يعاني من أزمة مالية ولا يخبره . إن الصفحات التي تأتي على هذا الجانب ( ٣٤٤ وما بعدها ) تتشابه وما كان مريد يكتبه عن منيف ودوره في مساعدة إخوته . بل إن الأجواء الأسرية التي تسود بين أفراد الأسرة الفلسطينية في الرواية ، وهي أجواء لا تخلو من روح المرح والدعابة والميل إلى المزاح ، ليست بعيدة عن الأجواء الأسرية في أسرة مريد وغير بعيدة عن روح مريد نفسه ، فمن التقى به يعرف فيه هذه الصفات ، عدا أن قاريء أدبه يستشفها من نصوصه ومن الإصغاء إليه في المقابلات التي أجريت معه .
التقاطعات في الرواية مع نصوص الأدب الفلسطيني لا تقتصر على كتابي مريد وحسب ، فأنت أحيانا تتذكر نصوص محمود درويش ، وتحديدا ديوانه " ورد أقل " وكتابه النثري " ذاكرة للنسيان " . إن ما ألم بالفلسطينيين في لبنان في العام ١٩٨٢ وما بعده من مجازر وشتات وشكل مادة للشاعر حضر أيضا في الرواية . صار " مطار أثينا " ، كما في قصيدة درويش ، يوزعنا على المطارات ، وصارت اليونان في الرواية مكان التقاء العائلة الفلسطينية المشتتة ، بل إن إقامة العرس الفلسطيني تم فيها ، وصار الفلسطيني نزيل الفنادق ، بل صار الفندق عنوانه الشخصي - وهذا عنوان إحدى قصائد درويش أيضا .
وأنا أقرأ الفصل السادس والعشرين من الرواية سجلت الملاحظة الآتية " كما لو أنك تقرأ ذاكرة للنسيان لمحمود درويش . والفصل هذا عموما هو جوهر رواية " الطنطورية " ، ففيه تخبرنا رقية أن حسن هو الذي اقترح عليها كتابة حكايتها ، علما بأنها ليست كاتبة :
" قال :
- احك الحكاية ، اكتبي ما رأيته وعشته وسمعته ، وما تفكرين فيه ، وإن صعبت الكتابة احك شفاهة وسجلي الكلام ، بعدها ننقله على الورق . هذا مهم يا أمي ، أهم مما تتخيلين "
وما تحكيه رقية هو حكاية الشعب الفلسطيني . حكاية متشعبة . حكاية الطنطورة وتل الزعتر وصبرا وشاتيلا والشتات وتفرق العائلة وتمزقها واستشهاد بعض أبنائها و ..
ما تجدر الإشارة إليه أن الرواية تأتي على شخصيات فلسطينية حقيقية مثل أنيس صايغ وناجي العلي . إن الكتابة عن شخصيات فلسطينية حقيقية ؛ سياسية وأدبية هي ظاهرة لافتة في الرواية العربية وقد توقفت أمامها مطولا في كتابي " أسئلة الرواية العربية : أولاد الغيتو ، اسمي آدم . إلياس خوري نموذجا " ( دار الآداب ٢٠١٨ ) وفي مواضع عديدة في هذا الكتاب . وتحديدا تحت ما كتبته عن رواية الجزائرية أحلام مستغانمي " ذاكرة الجسد " ورواية اللبناني الياس خوري " سينالكول " ورواية الكويتي اسماعيل فهد اسماعيل " على عهدة حنظلة " ورواية العراقي علي بدر " مصابيح اورشليم " ورواية السوري ياسين رفاعبة " من يذكر تاي " وغيرها . ولم يظهر أي من الكتاب الذين كتبوا عن شخصيات فلسطينية حقيقية صورة مغايرة للصورة الشائعة عنهم في مخيلة محبيهم من القراء العرب .
في " الطنطورية " نقرأ عن ناجي العلي في مقاطع عديدة من الرواية ، بخلاف ما نقرؤه في رواية اسماعيل فهد الذي كتب الرواية كلها عن ناجي وحياته وتجربته وترك " حنظلة " الذي اخترعه ناجي ولازم رسومه يقص ويروي .
في " الطنطورية " نقرأ عن أنيس صايغ المثقف الفلسطيني الجريء الذي تعرض لأكثر من محاولة اغتيال من الموساد الإسرائيلي ونجا بأعجوبة .
وأعود إلى رضوى وتمثل حياة الفلسطينيين .
تورد رضوى في نهاية الرواية قائمة بمفردات خاصة بحياة الفلسطينيين ؛ تحيتهم ولباسهم وبعض أكلهم / طعامهم الخاص بهم ، وقد وردت على لسان الشخصيات الفلسطينية بتلقائية ودون تكلف كالتكلف الذي نلحظه لدى بعض روائيين فلسطينيين أقحموا العبرية في رواياتهم متكلفين ودون أن يتقنوها ، ولذلك طبعا دلالته في السؤال الذي أثرته حول سؤال الهوية وسؤال مصدر التصور في الرواية : أهو تصور الآخر للفلسطيني أم تصور الفلسطيني للفلسطيني ؟ أهو تصور المصري للفلسطيني أم تصور الفلسطيني للفلسطيني ، وهو ما لم يكن ليتم لولا معاشرة رضوى للفلسطينيين وعيشها معهم وحبها لهم ، ويلحظ المرء الفارق الواضح بين كتابة رضوى عن الفلسطينيين وبين كتابة المصريين ناصر عراق في " العاطل " وعز الدين شكري فشير في " عناق عند جسر بروكلين " والروايات الثلاثة صدرت تقريبا في الفترة نفسها . إن الصورة السلبية للفلسطيني لدى ناصر عراق وصورة الفلسطيني الفدائي المتحول إلى داعية لدى عز الدين فشير تقابلهما صورة أشمل وأوسع لا تقتصر على تتبع حياة نموذج واحد ، صورة تتبع حياة عائلة فلسطينية منذ كانت في بلادها إلى ما آلت إليه وما مرت به من معاناة في وطنها وفي المنافي ، صورة تكتبها كاتبة عن قرب ومن الداخل ، كاتبة لم تر الفلسطيني ، في شركة أو في جامع ، رؤية عابرة .
في حياة الفلسطينيين قول شائع يلخص القول عن الفرق بين المعرفة الحقيقية والمعرفة العابرة هو :
- سأله : بتعرفه ؟
- أجابه : نعم !
- سأله : جربته ؟
- أجابه : لا .
- قال له : لا منك ولا من معرفتك " .
وهذا هو الفارق بين كتابة وكتابة ، بين " الرؤية من الداخل " الصادرة عن تجربة و" الرؤية من الخارج " التي تلامس الظاهر .
الأربعاء ١١ آب ٢٠٢١ .
( مقالي الأحد في جريدة الأيام الفلسطينية متوسعا فيه ، ليوم الأحد ١٥ آب ٢٠٢١ )
نصغي إلى رقية المولودة في الطنطورة التي يحثها ابنها أن تكتب حكايتها ، ولا نصغي إلى رضوى المصرية ، تحكي عن الفلسطينيين . تترك رضوى إذن الفلسطينيين يحكون حكايتهم ويعبرون عما مروا به ، فيستخدمون لهجتهم أحيانا ويرددون أغانيهم الشعبية ويأكلون الطعام الفلسطيني ، ما يدفع المرء الذي يلم بحياة الكاتبة المتزوجة من الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي يتساءل إن كانت رضوى ، لاختلاطها أربعين عاما وأكثر بزوجها وأهله ، صارت تعد فلسطينية ، وبالتالي فإن الصورة التي تبرزها للفلسطينيين هي الصورة التي يرسمها الفلسطيني لذاته ، وعليه يجب أن تخرج رواية " الطنطورية " من الدراسات التي ترصد صورة الفلسطيني في الرواية العربية ؟
السؤال السابق يمكن أن يثار معكوسا في أثناء دراسة ليلى الأطرش الفلسطينية المولودة في بيت ساحور والمقيمة فيها عقدين من الزمن والمتزوجة من المثقف الأردني توفيق صباغ . لقد أقامت ليلى في العالم العربي وفي الأردن وعاشت مع زوجها أكثر من أربعين عاما ، فهل تعد كاتبة فلسطينية أم أردنية ؟ وهل الصورة التي تبرزها في روايتها للفلسطيني تدرج تحت تصور الفلسطيني لذاته أم تصور الأردني للفلسطيني ؟
ايا كان الأمر فإن قراءة رواية رضوى في ضوء كتابي مريد البرغوثي " رأيت رام الله " و" ولدت هناك ... ولدت هنا " تضعنا أمام التساؤل السابق ، فهناك تقاطعات كبيرة كثيرة بين الرواية وكتابي مريد ؛ بين تصور الزوجة المصرية والزوج الفلسطيني ، ومنها مثلا الكتابة عن العلاقة بين الأخوة والروح التي تسود بينهم والكتابة عن الطعام أيضا .
إن صورة الأخ الأكبر في العائلة الفلسطينية التي كتب عنها مريد في " رأيت رام الله " وقال إنها تستحق أن يكتب فيها الكثير تتجسد في رواية " الطنطورية " خير تجسيد ، وما كتبه مريد لم يأت من فراغ ، فلطالما مدح هو شخصيا أخاه الأكبر منيف الذي كان له دور كبير في حياته وتعلمه . ( أنظر : مقالي في الأيام في ٢٨ آذار ٢٠٢١ ) .
في " الطنطورية " يقف صادق الأخ الأكبر إلى جانب إخوته ، فيشتري لأخيه الأصغر عبد من الملابس أثمنها ، ويستغرب منه أنه يعاني من أزمة مالية ولا يخبره . إن الصفحات التي تأتي على هذا الجانب ( ٣٤٤ وما بعدها ) تتشابه وما كان مريد يكتبه عن منيف ودوره في مساعدة إخوته . بل إن الأجواء الأسرية التي تسود بين أفراد الأسرة الفلسطينية في الرواية ، وهي أجواء لا تخلو من روح المرح والدعابة والميل إلى المزاح ، ليست بعيدة عن الأجواء الأسرية في أسرة مريد وغير بعيدة عن روح مريد نفسه ، فمن التقى به يعرف فيه هذه الصفات ، عدا أن قاريء أدبه يستشفها من نصوصه ومن الإصغاء إليه في المقابلات التي أجريت معه .
التقاطعات في الرواية مع نصوص الأدب الفلسطيني لا تقتصر على كتابي مريد وحسب ، فأنت أحيانا تتذكر نصوص محمود درويش ، وتحديدا ديوانه " ورد أقل " وكتابه النثري " ذاكرة للنسيان " . إن ما ألم بالفلسطينيين في لبنان في العام ١٩٨٢ وما بعده من مجازر وشتات وشكل مادة للشاعر حضر أيضا في الرواية . صار " مطار أثينا " ، كما في قصيدة درويش ، يوزعنا على المطارات ، وصارت اليونان في الرواية مكان التقاء العائلة الفلسطينية المشتتة ، بل إن إقامة العرس الفلسطيني تم فيها ، وصار الفلسطيني نزيل الفنادق ، بل صار الفندق عنوانه الشخصي - وهذا عنوان إحدى قصائد درويش أيضا .
وأنا أقرأ الفصل السادس والعشرين من الرواية سجلت الملاحظة الآتية " كما لو أنك تقرأ ذاكرة للنسيان لمحمود درويش . والفصل هذا عموما هو جوهر رواية " الطنطورية " ، ففيه تخبرنا رقية أن حسن هو الذي اقترح عليها كتابة حكايتها ، علما بأنها ليست كاتبة :
" قال :
- احك الحكاية ، اكتبي ما رأيته وعشته وسمعته ، وما تفكرين فيه ، وإن صعبت الكتابة احك شفاهة وسجلي الكلام ، بعدها ننقله على الورق . هذا مهم يا أمي ، أهم مما تتخيلين "
وما تحكيه رقية هو حكاية الشعب الفلسطيني . حكاية متشعبة . حكاية الطنطورة وتل الزعتر وصبرا وشاتيلا والشتات وتفرق العائلة وتمزقها واستشهاد بعض أبنائها و ..
ما تجدر الإشارة إليه أن الرواية تأتي على شخصيات فلسطينية حقيقية مثل أنيس صايغ وناجي العلي . إن الكتابة عن شخصيات فلسطينية حقيقية ؛ سياسية وأدبية هي ظاهرة لافتة في الرواية العربية وقد توقفت أمامها مطولا في كتابي " أسئلة الرواية العربية : أولاد الغيتو ، اسمي آدم . إلياس خوري نموذجا " ( دار الآداب ٢٠١٨ ) وفي مواضع عديدة في هذا الكتاب . وتحديدا تحت ما كتبته عن رواية الجزائرية أحلام مستغانمي " ذاكرة الجسد " ورواية اللبناني الياس خوري " سينالكول " ورواية الكويتي اسماعيل فهد اسماعيل " على عهدة حنظلة " ورواية العراقي علي بدر " مصابيح اورشليم " ورواية السوري ياسين رفاعبة " من يذكر تاي " وغيرها . ولم يظهر أي من الكتاب الذين كتبوا عن شخصيات فلسطينية حقيقية صورة مغايرة للصورة الشائعة عنهم في مخيلة محبيهم من القراء العرب .
في " الطنطورية " نقرأ عن ناجي العلي في مقاطع عديدة من الرواية ، بخلاف ما نقرؤه في رواية اسماعيل فهد الذي كتب الرواية كلها عن ناجي وحياته وتجربته وترك " حنظلة " الذي اخترعه ناجي ولازم رسومه يقص ويروي .
في " الطنطورية " نقرأ عن أنيس صايغ المثقف الفلسطيني الجريء الذي تعرض لأكثر من محاولة اغتيال من الموساد الإسرائيلي ونجا بأعجوبة .
وأعود إلى رضوى وتمثل حياة الفلسطينيين .
تورد رضوى في نهاية الرواية قائمة بمفردات خاصة بحياة الفلسطينيين ؛ تحيتهم ولباسهم وبعض أكلهم / طعامهم الخاص بهم ، وقد وردت على لسان الشخصيات الفلسطينية بتلقائية ودون تكلف كالتكلف الذي نلحظه لدى بعض روائيين فلسطينيين أقحموا العبرية في رواياتهم متكلفين ودون أن يتقنوها ، ولذلك طبعا دلالته في السؤال الذي أثرته حول سؤال الهوية وسؤال مصدر التصور في الرواية : أهو تصور الآخر للفلسطيني أم تصور الفلسطيني للفلسطيني ؟ أهو تصور المصري للفلسطيني أم تصور الفلسطيني للفلسطيني ، وهو ما لم يكن ليتم لولا معاشرة رضوى للفلسطينيين وعيشها معهم وحبها لهم ، ويلحظ المرء الفارق الواضح بين كتابة رضوى عن الفلسطينيين وبين كتابة المصريين ناصر عراق في " العاطل " وعز الدين شكري فشير في " عناق عند جسر بروكلين " والروايات الثلاثة صدرت تقريبا في الفترة نفسها . إن الصورة السلبية للفلسطيني لدى ناصر عراق وصورة الفلسطيني الفدائي المتحول إلى داعية لدى عز الدين فشير تقابلهما صورة أشمل وأوسع لا تقتصر على تتبع حياة نموذج واحد ، صورة تتبع حياة عائلة فلسطينية منذ كانت في بلادها إلى ما آلت إليه وما مرت به من معاناة في وطنها وفي المنافي ، صورة تكتبها كاتبة عن قرب ومن الداخل ، كاتبة لم تر الفلسطيني ، في شركة أو في جامع ، رؤية عابرة .
في حياة الفلسطينيين قول شائع يلخص القول عن الفرق بين المعرفة الحقيقية والمعرفة العابرة هو :
- سأله : بتعرفه ؟
- أجابه : نعم !
- سأله : جربته ؟
- أجابه : لا .
- قال له : لا منك ولا من معرفتك " .
وهذا هو الفارق بين كتابة وكتابة ، بين " الرؤية من الداخل " الصادرة عن تجربة و" الرؤية من الخارج " التي تلامس الظاهر .
الأربعاء ١١ آب ٢٠٢١ .
( مقالي الأحد في جريدة الأيام الفلسطينية متوسعا فيه ، ليوم الأحد ١٥ آب ٢٠٢١ )