عناقيد عنب لسميرة خالد عرباسي ، في إصدارها الأول ، عند دار الكتاب الثقافي ، يقع في خمس وثمانين صفحة ، يشتمل على ثلاثين عنوان ، ومقدمة وفهري للعناوين . الملفت بالنظر في تقليب صفحات الإصدار ، هو انتقاء عرباسي للعناوين بشكل ملفت للنظر ، فأحيانا كثيرة تظفر بعنوان جاذب وأنيق ، يجذب المتصفح للقراءة والمتابعة .
في فلسفة العنوان :
من المعلوم أن عنوان غلاف الكتاب ، هو العتبة الرئيسة ، لا يقل أهمية عن اختيار لوحة الغلاف وألوانها ، وكلما اقترب المؤلف من الجذب المقنع والمشوق للقاريء ، كلما كان أكثر إثارة بعيدا عن الاستعراضية والمباهاة في العنوان ، فالعنوان عادة يحسب بعدد حروفه ، فكلما كانت الحروف والكلمات أقل ، كان ثبا العنوان في ذاكرة القارئ أكثر وكان أكثر قربا للقارئ وتشويقا . فلماذا اختارت عرباسي عنوان إصدارها من كلمتين ، وماذا يخلق هذا العنوان عند القارئ من دلالات نصية لما يحتويه العنوان والكتاب نفسه ؟ لما قالت عناقيد عنب ولم تسمه بعنقود واحد فقط ؟
العنب فاكهة صيفية لذيذة ، تبث البرودة ولذة الطعم في فصل الصيف ، وكأن حال كلمة عنب في العنوان ، تعطي دلالة للمعذبين المضطهدين في الحياة ، وللذين يبحثون عن الظل ولذته ، سيجدونه تحت ظلال دالية العنب هذه . كما قالت سميرة في قصتها بعنوان عناقيد عنب ، لماذا اختارت العناقيد في لونه عيني بطلة القصة ، وبمشاعر البطلة كعناقيد العنب لذة واشتهاء .
أما العناقيد فهي جمع عنقود ، وهي بمعناها مجموعة من حبّات العنب تكّون العنقود مجتمعة ، لكن عرباسي تتجاوز في دلالات العنوان ، بأن العنقود ذو مذاق واحد ، وبلون واحد ، عنقود أصفر أو عنقود أسود . لكن عرباسي تقول أن العناقيد مختلفة اللون والطعم ، لكنها من أصل واحد هو العنب .
المؤلف الصادر لعرباسي ، متعدد الشكل والمضمون ، فالموضوعات جدا متعددة الدلالات ، مابين الفقد والحرمان وتعدد الذكريات في الماضي ، وما تعكسه على سلوك الفرد اليومية ، وتشتت سلوكه اليومي والفكري ، إلى حد الاكتئاب أحيانا والفشل في الحياة ، مما يدعو عرباسي دعوة القارئ التخلص من كل ما هو سلبي في ماضيه ، وأن يبتعد عن الرمادية أو السوداوية ، وعليه أن يكون إيجابيا ، انطلاقا من الصفر إلى رقم واحد .
كذلك تخاطب الصديق حينا والصاحب حينا آخر ، ولا أظن إلا أن الكاتبة تحاول التخلص من أنا الكاتب ، إلى هموم القارئ ، وعمومية الهم من الخاص إلى الهم العام ، وهذه نقطة إيجابية تسجل لصالح العمل الأدبي .
لم تتوقف سميرة عند تعدد عناوين الكتاب ، ولا تعدد موضوعاته ، بل كان التعدد في الجنس الأدبي ، فما بين أن تجد المقال في ثوب الخاطرة ، رغم المباشرة أحيانا وبساطة الموضوع ، إلا أنك تجد فيها الجملة الأدبية والحس الإنساني وجمال اللغة .
كذلك فهناك الخاطرة المبنية بفنية وإتقان عال ، تكون لا تنفلت منها ، إلا بعد الانتهاء من قراءة الخاطرة ، ولربما تعود للقراءة مرة أخرى وأنت تتذوق حبة من حبات عناقيد العنب .
لم تهمل سميرة عرباسي في كتابها القصة والقصة القصيرة جدا ، تقترب فيك وتبحر أحيانا في زورقها ، وتجد اللذة في رذاذ البحر المتطاير نحوك في نهار شديد الحرارة . لكنها لم تخبر القاريء وتحصره بجنس أدبي باسم قصة أو مقال أو خاطرة ، فقد تركت القارئ في عومه ، يكتشف ما في البحر من كنوز .
جميلة هذه التجربة الأولى من الكتابة ، وتبقى دائما تجربة الإصدارالأول ، كالإبن البكر ، فمهما جاء من بعده أبناء أكثر جمالا وتناسقا ، يظل للإبن البكر لذة أنه كان الإصدار الأول .
في فلسفة العنوان :
من المعلوم أن عنوان غلاف الكتاب ، هو العتبة الرئيسة ، لا يقل أهمية عن اختيار لوحة الغلاف وألوانها ، وكلما اقترب المؤلف من الجذب المقنع والمشوق للقاريء ، كلما كان أكثر إثارة بعيدا عن الاستعراضية والمباهاة في العنوان ، فالعنوان عادة يحسب بعدد حروفه ، فكلما كانت الحروف والكلمات أقل ، كان ثبا العنوان في ذاكرة القارئ أكثر وكان أكثر قربا للقارئ وتشويقا . فلماذا اختارت عرباسي عنوان إصدارها من كلمتين ، وماذا يخلق هذا العنوان عند القارئ من دلالات نصية لما يحتويه العنوان والكتاب نفسه ؟ لما قالت عناقيد عنب ولم تسمه بعنقود واحد فقط ؟
العنب فاكهة صيفية لذيذة ، تبث البرودة ولذة الطعم في فصل الصيف ، وكأن حال كلمة عنب في العنوان ، تعطي دلالة للمعذبين المضطهدين في الحياة ، وللذين يبحثون عن الظل ولذته ، سيجدونه تحت ظلال دالية العنب هذه . كما قالت سميرة في قصتها بعنوان عناقيد عنب ، لماذا اختارت العناقيد في لونه عيني بطلة القصة ، وبمشاعر البطلة كعناقيد العنب لذة واشتهاء .
أما العناقيد فهي جمع عنقود ، وهي بمعناها مجموعة من حبّات العنب تكّون العنقود مجتمعة ، لكن عرباسي تتجاوز في دلالات العنوان ، بأن العنقود ذو مذاق واحد ، وبلون واحد ، عنقود أصفر أو عنقود أسود . لكن عرباسي تقول أن العناقيد مختلفة اللون والطعم ، لكنها من أصل واحد هو العنب .
المؤلف الصادر لعرباسي ، متعدد الشكل والمضمون ، فالموضوعات جدا متعددة الدلالات ، مابين الفقد والحرمان وتعدد الذكريات في الماضي ، وما تعكسه على سلوك الفرد اليومية ، وتشتت سلوكه اليومي والفكري ، إلى حد الاكتئاب أحيانا والفشل في الحياة ، مما يدعو عرباسي دعوة القارئ التخلص من كل ما هو سلبي في ماضيه ، وأن يبتعد عن الرمادية أو السوداوية ، وعليه أن يكون إيجابيا ، انطلاقا من الصفر إلى رقم واحد .
كذلك تخاطب الصديق حينا والصاحب حينا آخر ، ولا أظن إلا أن الكاتبة تحاول التخلص من أنا الكاتب ، إلى هموم القارئ ، وعمومية الهم من الخاص إلى الهم العام ، وهذه نقطة إيجابية تسجل لصالح العمل الأدبي .
لم تتوقف سميرة عند تعدد عناوين الكتاب ، ولا تعدد موضوعاته ، بل كان التعدد في الجنس الأدبي ، فما بين أن تجد المقال في ثوب الخاطرة ، رغم المباشرة أحيانا وبساطة الموضوع ، إلا أنك تجد فيها الجملة الأدبية والحس الإنساني وجمال اللغة .
كذلك فهناك الخاطرة المبنية بفنية وإتقان عال ، تكون لا تنفلت منها ، إلا بعد الانتهاء من قراءة الخاطرة ، ولربما تعود للقراءة مرة أخرى وأنت تتذوق حبة من حبات عناقيد العنب .
لم تهمل سميرة عرباسي في كتابها القصة والقصة القصيرة جدا ، تقترب فيك وتبحر أحيانا في زورقها ، وتجد اللذة في رذاذ البحر المتطاير نحوك في نهار شديد الحرارة . لكنها لم تخبر القاريء وتحصره بجنس أدبي باسم قصة أو مقال أو خاطرة ، فقد تركت القارئ في عومه ، يكتشف ما في البحر من كنوز .
جميلة هذه التجربة الأولى من الكتابة ، وتبقى دائما تجربة الإصدارالأول ، كالإبن البكر ، فمهما جاء من بعده أبناء أكثر جمالا وتناسقا ، يظل للإبن البكر لذة أنه كان الإصدار الأول .