في الصورة التي التقطها المصوِّر العراقي هاتف فرحان، لإفريز المدرسة المستنصرية الخارجي، تفصيلات زخرفية وجزء من كلمة (الرحمن) نميّز منها حرفيّ الحاء والميم بين ألِفين؛ لكنّها خارج سياقها اللفظي_ البسملة_ ستبدو مقطعاً فالتاً من منظومة لسانية ممتدة الأثر حتى الأساس الأول للبناء العبّاسي الشامخ. كذلك، فإنّ الكلمة_ الجزء دالّان على سيرة النحّات_ الكاتب_المغيَّب إلى ما شاء الله، ضمن سيرة الجدار المعزول عن بنيته المعمارية_ المدرسة_ التي تمثّل بحدّ ذاتها سيرةَ عصرٍ بكامله، درساً من دروسها اللغوية والفقهية، طواه الزمن الآجري المتطاول على فضاء النهر، دجلة.
حسَب الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز، فإنّ الفلسفة مجموعة مفاهيم، وقائع وأحداث وأفعال، متفرّقة، لا تاريخية، لا نفسية، لا نظامية. ونحن نرى هنا في التفصيلة الجدارية شظيّة من عبارة إسلامية تؤلف ما يسمّيها دولوز أيضاً "خريطة الصيرورة" حيث تتجسد المفاهيم في الأمكنة_ الأقاليم_ بعد مغادرة الحدود، والتغلب على صيرورة التاريخ السائلة كنهر جارف، أو ككتلة صلبة mass. ولتحليل هذه المنظومات الموحّدة، السياقات المتعالقة مع المكان_ المدرسة، نلجأ الى تفتيتها وعزلها في سلسلة مواقف وتمثيلات وصُور، كي تنتظم ثانية في مناخها ووقتها. وحسَب دولوز أيضاً: فإنّ رؤية الواقع تتجلّى في آلاف "الأطباق" أو الحلقات_ التيّارات التي تجد تعبيرَها في مناخات متغيّرة، غير ثابتة_ تيّار يبحث عن تيّارٍ آخر ويتصل به تعبيرياً وتصويرياً، بحرية مفاهيمية كاملة.
وهنا، جاء المصوِّر_ الفنّان، المشتغِل بمفاهيم الصورة_ الصيرورة ليفصل هذه الجزئية من منظومة الجدار الموحَّدة_ المدرسة العبّاسية_ تعبيراً وتساوقاً مع المنظومة السردية_ المئوية_ لمؤسسة الدولة؛ التي شُحِنَت بسلسلة أحلافٍ وانقلابات وحروب وغزوات خارجية. السيف والإزميل، ظَلّا حليفَي المدفع والرصاصة، قروناً طويلة، تنحت في الرقاب والجدران حروفاً مجزوءة من منظومة الكلمات الموحَّدة، ليظلّ تيّارها مهيمناً على مفاهيم العصر وسردياته؛ ضمن بنية مفهومية متسائلة عما تبقّى من "الرحمة" المكنونة في "صيرورة" الزمن الكاسح، الجبار.
ترى، ماذا تخبّئ لنا الجدران، النحوتُ المحفورة، في عين الكاميرا؟ أهو ما نفتقده من حالنا، جغرافيتنا، مفتَّتة الحدود، المبعثرة ككومة أحجار تركتها قافلة عابرة في صحراء المفاهيم؟ أتُرانا نبتكر السرديات والصورَ والمنظومات الشاملة، لنعبّر بها عن جدارنا العظيم، المقاوم للزمن؟
نحن نعرف الآن المفاهيم، النظريات، التي تشتغل بنحت المنظومة البصَريّة في صميم الآجرّ، ومسار الضوء، وتوالي الكلمات_ الألغاز في مجال الصيرورات والأحوال والوقائع المفاجئة، ولا يدَ لنا في الإمساك إلا بجزء من حروفها!
حسَب الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز، فإنّ الفلسفة مجموعة مفاهيم، وقائع وأحداث وأفعال، متفرّقة، لا تاريخية، لا نفسية، لا نظامية. ونحن نرى هنا في التفصيلة الجدارية شظيّة من عبارة إسلامية تؤلف ما يسمّيها دولوز أيضاً "خريطة الصيرورة" حيث تتجسد المفاهيم في الأمكنة_ الأقاليم_ بعد مغادرة الحدود، والتغلب على صيرورة التاريخ السائلة كنهر جارف، أو ككتلة صلبة mass. ولتحليل هذه المنظومات الموحّدة، السياقات المتعالقة مع المكان_ المدرسة، نلجأ الى تفتيتها وعزلها في سلسلة مواقف وتمثيلات وصُور، كي تنتظم ثانية في مناخها ووقتها. وحسَب دولوز أيضاً: فإنّ رؤية الواقع تتجلّى في آلاف "الأطباق" أو الحلقات_ التيّارات التي تجد تعبيرَها في مناخات متغيّرة، غير ثابتة_ تيّار يبحث عن تيّارٍ آخر ويتصل به تعبيرياً وتصويرياً، بحرية مفاهيمية كاملة.
وهنا، جاء المصوِّر_ الفنّان، المشتغِل بمفاهيم الصورة_ الصيرورة ليفصل هذه الجزئية من منظومة الجدار الموحَّدة_ المدرسة العبّاسية_ تعبيراً وتساوقاً مع المنظومة السردية_ المئوية_ لمؤسسة الدولة؛ التي شُحِنَت بسلسلة أحلافٍ وانقلابات وحروب وغزوات خارجية. السيف والإزميل، ظَلّا حليفَي المدفع والرصاصة، قروناً طويلة، تنحت في الرقاب والجدران حروفاً مجزوءة من منظومة الكلمات الموحَّدة، ليظلّ تيّارها مهيمناً على مفاهيم العصر وسردياته؛ ضمن بنية مفهومية متسائلة عما تبقّى من "الرحمة" المكنونة في "صيرورة" الزمن الكاسح، الجبار.
ترى، ماذا تخبّئ لنا الجدران، النحوتُ المحفورة، في عين الكاميرا؟ أهو ما نفتقده من حالنا، جغرافيتنا، مفتَّتة الحدود، المبعثرة ككومة أحجار تركتها قافلة عابرة في صحراء المفاهيم؟ أتُرانا نبتكر السرديات والصورَ والمنظومات الشاملة، لنعبّر بها عن جدارنا العظيم، المقاوم للزمن؟
نحن نعرف الآن المفاهيم، النظريات، التي تشتغل بنحت المنظومة البصَريّة في صميم الآجرّ، ومسار الضوء، وتوالي الكلمات_ الألغاز في مجال الصيرورات والأحوال والوقائع المفاجئة، ولا يدَ لنا في الإمساك إلا بجزء من حروفها!