تعريف العمالة:
ا/تعريف التجسس وأركانه: هو جمع معلومات سرية ، دون إذن الجهة التى تمتلك هذه المعلومات، وإرسالها الى جهة اخرى منافسة لها . ويترتب على ذلك الإضرار بهذه الجهة. وطبقا لهذا التعريف فان أركان عملية التجسس هى:أولا:عملية جمع المعلومات.ثانيا: ثانيا السريه المتصلة بعملية الجمع ومضمون هذه المعلومات.ثالثا: عدم توافر الإذن الرسمي. رابعا:الضرر.
ب/ وظائف التجسس: ويميز فن التجسس وعلومه بين وظيفتين:
1-ضابط التعامل او الاتصال: وهو موظف فى جهاز مخابرات معين، اى عضو دائم ومنتظم فيه، وهو المسئول عن التعامل والاتصال مع العملاء او الوكلاء.
2-العميل او الوكيل: وهو الشخص الذى يقوم بأداء المهام الاستخباراتية المختلفة التى أوكلها له ضابط التعامل او الاتصال، ولا يشترط ان يكون موظف فى جهاز المخابرات.
أوجه الاتفاق والاختلاف: وطبقا للتعريف السابق فان أوجه الاتفاق بين ضابط الاتصال- والذي يمكن ان يطلق عليه لقب جاسوس بالمعنى الدقيق للكلمة- والعميل - والذى يمكن ان يطلق عليه لقب جاسوس فقط بالمعنى الدارج للكلمة - ان كلاهما يمثل مرحله من مراحل جمع المعلومات السرية وايصالها لجهه معينه . اما تحليلها فهو من اختصاص موظفين اخرين فى جهاز المخابرات. اما اوجه الاختلاف بينهما فتتضمن: اولا:يشترط فى ضابط الاتصال – وخلافا للعميل - ان يكون موظف فى جهاز المخابرات.ثانيا: لا يشترط فى التجسس- وخلافا للعمالة- ان تكون أداته العنصر البشرى . فقد تكون أداته اله " كالأقمار الصناعية وكاميرات المراقبة ..." . ثالثا: يشترط فى ضابط الاتصال- وخلافا للعميل- ان يكون واعيا بكونه جزء من العملية الاستخباراتية.
ج/ تصنيف العملاء:
عميل نائم: هو عميل فى حالة انتظار ان توكل اليه مهمة تجسسية.
عميل لاجئ:هو عميل فار من بلده الى بلد آخر ويحمل معه معلومات سرية .
عميل مزدوج:عميل بعمل لصالح جهتين متناقضتين بدون علم اى منهم.
عميل شرعى" نظامى":عميل يعمل بعلم وموافقة سلطان الدولة التى ينتمى اليها
عميل غير شرعى" غير نظامى":عميل يعمل دون علم وموافقة سلطات دولته,
عميل مخترق:" "بكسر الراء" هو عميل يخترق جهة معينة بغرض الحصول على معلومات منها.
عميل يعى كونه عميل:وهو العميل الذي يعى كونه جزء من عملية استخباراتية ، يقوم بها جهاز مخابرات معين.
عميل لا يعى كونه عميل: وهو العميل الذى لا يعى بذلك.
عميل سرى:وهو العميل الذى لم يتم كشفه.
عميل مكشوف: هو عميل تم كشف هويته.
د/ مصطلح الطابور الخامس "Fifth column " : اصل المصطلح تعبير اطلقه الجنرال " إميليو مولا" أحد قادة ما أطلق عليه اسم " القوات الوطنية " المؤيدة للجنرال فرانكو ، الزاحفة على العاصمة الاسبانية مدريد ، وكانت تتكون من أربعة طوابير . وكان يقصد بها المؤيدين للجنرال فرانكو ، والذين كانوا يعملون فى الخفاء ، ضد الحكومة الجمهورية فى مدريد، والتي كان يسيطر عليها الشيوعيين . ثم استخدم المصطلح لاحقا للدلالة على الاعتماد على الجواسيس – بصرف النظر عن وظائف التجسس المختلفة " ضابط اتصال/ عميل/ محلل استخباراتي"- فى الحرب البارده بين الكتله الشرقيه بقياده الاتحاد السوفيتى سابقا ، والكتله الغربيه بقياده الولايات المتحده الامريكيه .
العمالة المعلنة:
ا/ تعريفها: انطلاقا من التعريفات السابقة فاننا نعرف العماله المعلنة كالاتى:كل نشاط عملى "سلوكى" او نظرى "ذهني"، يقوم به شخص معين، ويقوم بإعلانه وإشهاره ، ويترتب عليه – موضوعيا وبصرف النظر عن النوايا الذاتية لهذا الشخص– الإضرار بالمجتمع الذي ينتمي اليه ، ويتضمن المساس بالثوابت والرموز الوطنيه والقومية والدينية والحضارية لهذا المجتمع، لان هذا المساس يتضمن محاوله نقض البنية الحضارية للشخصية الحضارية العامة لهذا المجتمع - من خلال محاوله نقض ثوابتها ورموزها- وما يلزم منها من تخريب حضارى.
ب/ أسباب تناميها فى الواقع العربى المعاصر:
ظهرت ظاهرة العمالة فى كل المجتمعات الانسانيه، وعبر التاريخ الإنساني بمراحله المختلفه، ولكن سادت العمالة فى شكلها المستتر والسري فى عهوده القديمه، الا فى حالات استثنائيه –كانكشاف العميل او فراره الى دوله العدو-ولكن تنامت فى العهود المعاصرة العمالة فى شكلها المعلن فى كل انحاء العالم بصورة عامة وفى المجتمعات العربيه بصوره خاصه ، نتيجه لاسباب متعددة منها:
· هروب قطاع من المعارضة من القمع الذي تمارسه أنظمة استبدادية فى بلدانها، وطلبها اللجوء السياسي فى دول أخرى" عادة الدول الغربية " ،ووقوع جزء منها فى براثن مخابرات هذه الدول- تحت ضغط الحاجة الاقتصادية مع ضعف الوازع الأخلاقي والانتماء الوطنى والقومى- متجاهلين حقيقة ان هذه الدول تستخدمهم كأداة للضغط على هذه الانظمه، لضمان استمرار خضوعها لها،وليس لتحقيق مصالح شعوبهم.
· التطور المذهل فى وسائل الإعلام والاتصال الذى حول العالم الى قرية كونية ،مما أتاح للناس امكانيه ارسال افكارهم وارائهم الى كل العالم دون شرط التواجد المكاني.
· هذا التطور أتاح ايضا امكانية تحول الشخص الى عميل دون ان يدرى انه عميل.
· تردى النظام السياسي الرسمى العربي ، خلال الفترة الممتدة منذ عام 1970 والى الآن، والذى وصل إلى أدنى درجاته فى كل المجالات.وهى المرحلة التى يمكن ان تطلق عليها اسم " مرحله التعطيل الارتدادى للإرادة الشعبية العربية على المستوى الرسمي" ، وهي المرحلة التي بدأت بمحاولة الرئيس السادات الارتداد “السياسي “عن مجمل سياسات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، بعد وفاته عام 1970- المتسقة –على وجه الإجمال وليس التفصيل - مع أهداف الاراده الشعبية العربية– بدعم من الغرب بقياده الولايات المتحدة الأمريكية- بانتقاله من مناهضة الاستعمار القديم والجديد والاستيطاني، إلى التبعية للولايات المتحدة الامريكيه، ومن مناصرة القضية الفلسطينية الى توقيع اتفاقية سلام مع الكيان الصهيوني”كامب ديفيد”، و من محاوله إقامة تنمية مستقلة وتحقيق العدالة الاجتماعية، إلى تطبيق النظام الاقتصادي الراسمالى-تحت شعار الانفتاح الاقتصادي- ،ومن الوحدة والتضامن العربي ، إلى قطع العلاقات مع الدول العربية، ثم سير عدد من الأنظمة العربية في نفس هذا الخط . وصاحب هذه المرحلة تخلي النظام العربي الرسمي عن الثوابت الوطنيه "كالسياده الوطنيه واستقلال القرار الوطنى... "والقوميه" بالتخلي عن شعارات الحرية و الوحدة و العداله الاجتماعيه و التنميه المستقلة ومناهضة الاستعمار القديم والجديد"الامبريالي الاستيطانى "الصهيونى"...والدينية والحضارية"بالتبعية للغرب ومحاولة التماهي مع مفاهيمه وقيمه... .
· كل هذا ادى الى تحول نوعي فى خصائص الفرقة الهدامه التى كونها الاستعمار للإجهاز على الامه العربيه - اى فرقه عملاء الاستعمار ووكلائه فى الأمة العربيه بشعوبها المتعدده - وهى الفرقة التى شطرها الى فريقين لتحقيق هذه الغاية ، فريق لنقض المضمون الوطنى والقومى متسترا بشعارات إسلامية "الجماعات التى تنسب نفسها للاسلام " ، وفريق لنقض المضمون الديني الإسلامي متسترا بالديمقراطية وحقوق الإنسان والدولة المدنية " التيار العلمانى". ومضمون هذا التحول النوعي هو الانتقال من الاستتار والسرية الى الاشهار والاعلان . يقول د. عصمت سيف الدولة عن هذه الفرقة (... هم يكملون ما بدأه الاستعمار منذ قرون : جزّأ الأمة دولاً فخلق الإقليمية تخريباً ؛ وفرض نظاماً رأسمالياً فخلق الفردية تغريباً ، ثم جاء في عصر الإعلام والدعاية واغتصاب العقول ليدمّر الإنسان العربي في شخصيته. ..)(عن العروبة والإسلام).
اليات مكافحه العماله المعلنه وضروره الانتقال من التفعيل التلقائى الى التفعيل القصدي:
ان انتقال العمالة من الاستتار و السرية الى الاعلان والاشهار قد يسر امر مكافحتها. واذا كانت هذه المكافحة غير متاحة بصورة كبيرة على المستوى الرسمى ، فى مرحله التعطيل الارتدادى للاراده الشعبيه العربيه على المستوى الرسمى، نتيجه لتخلي النظام العربي الرسمي عن الثوابت الوطنيه والقوميه والدفاع عنها، فان هذه المكافحة ممكنة على المستوى الشعبى. ذلك ان تعطيل الاراده الشعبيه العربيه على المستوى الرسمى فى هذه المرحله ، قد فتح المجال أمام تفعيلها على مستوى آخر هو المستوى الشعبي ، ومن ثم بروز مرحله ظهور الاراده الشعبية العربية ، وقد ساهم فى بروز هذه المرحلة التطور المذهل فى وسائل الاعلام والاتصال وظهور الخاصية التفاعلية فيهما. غير ان هناك العديد من معوقات هذه الامكانيه ، واهمها ان الاراده الشعبيه العربيه لا تزال فى المرحلة الأولى من مراحل تفعيلها على المستوى الشعبى ، وهى مرحله التفعيل التلقائي والتي تأخذ فيها شكل رد الفعل العاطفي الانفعالي، ضد مظاهر تردى النظام السياسي الرسمي العربي ، والذي يتضمن مظاهر الغضب والسخط ، الذي تبديه الجماهير العربيه- متى ما أتيح لها فرصة التعبير عن رايها فى ظل أنظمة استبدادية - من العمالة المعلنة ودعاتها ومحاولاتها تشويه الثوابت الوطنيه والقومية والدينية والحضارية . و إزالة هذه المعوقات يكون بالالتزام بالعديد من الآليات ، وأهمها انتقال الاراده الشعبيه العربيه الى المرحلة الثانية من مراحل تفعيلها على المستوى الشعبى وهي مرحله التفعيل القصدي ، والتي تتجاوز فيها مرحله رد الفعل العاطفي – التلقائي/ المؤقت- إلى مرحله الفعل العقلاني- المستمر – المنظم / المؤسساتي- السلمي.وذلك بالأخذ بالآليات التالية :
ا/ إنشاء وتفعيل مبادرات شعبية مؤسسيه للدفاع عن الثوابت الوطنيه والقومية والدينية والحضارية للأمة ..
ب/ التنسيق بين هذه المبادرات الشعبية الوطنيه على المستوى القومي (العربي).
ج/ تنظيم حملات شعبية لتجريم المساس بالثوابت الوطنيه والقومية والدينية والحضارية على المستوى الدستوري.
د/ تفعيل المقاطعة الشعبية للأشخاص والمؤسسات الاعلاميه والثقافيه... التى تكرس للمساس بهذه الثوابت..
ه/ الاهتمام بالجانب الشعبى لمكافحة العمالة المعلنة باستغلال الخاصية التفاعلية لوسائل الاتصال والإعلام ، فى ايضاح مظاهر رفض الاراده الشعبيه العربيه للعمالة المعلنة وشخوصها ومؤسساتها.
و/ الاهتمام بالجانب القانوني لمكافحة العمالة المعلنه،والمتضمن تنظيم رفع دعاوى قضائيه ضد مساس الأشخاص بالثوابت الوطنيه والقومية والحضارية والدينية.
[HEADING=2]ى/ الاهتمام بالجانب الفكري لمكافحة العمالة المعلنه، بقيام المثقفين والمفكرين بدورهم فى بيان تهافت دعاوى العماله المعلنة المختلفة. والتأكيد على وجوب اتفاق التيارات الفكرية المختلفة للأمة على الثوابت ، وأنها ليست محل للاختلاف، وبالتالى عدم تجاوزها خلال صراعها مع بعضها البعض
[/HEADING]
ا/تعريف التجسس وأركانه: هو جمع معلومات سرية ، دون إذن الجهة التى تمتلك هذه المعلومات، وإرسالها الى جهة اخرى منافسة لها . ويترتب على ذلك الإضرار بهذه الجهة. وطبقا لهذا التعريف فان أركان عملية التجسس هى:أولا:عملية جمع المعلومات.ثانيا: ثانيا السريه المتصلة بعملية الجمع ومضمون هذه المعلومات.ثالثا: عدم توافر الإذن الرسمي. رابعا:الضرر.
ب/ وظائف التجسس: ويميز فن التجسس وعلومه بين وظيفتين:
1-ضابط التعامل او الاتصال: وهو موظف فى جهاز مخابرات معين، اى عضو دائم ومنتظم فيه، وهو المسئول عن التعامل والاتصال مع العملاء او الوكلاء.
2-العميل او الوكيل: وهو الشخص الذى يقوم بأداء المهام الاستخباراتية المختلفة التى أوكلها له ضابط التعامل او الاتصال، ولا يشترط ان يكون موظف فى جهاز المخابرات.
أوجه الاتفاق والاختلاف: وطبقا للتعريف السابق فان أوجه الاتفاق بين ضابط الاتصال- والذي يمكن ان يطلق عليه لقب جاسوس بالمعنى الدقيق للكلمة- والعميل - والذى يمكن ان يطلق عليه لقب جاسوس فقط بالمعنى الدارج للكلمة - ان كلاهما يمثل مرحله من مراحل جمع المعلومات السرية وايصالها لجهه معينه . اما تحليلها فهو من اختصاص موظفين اخرين فى جهاز المخابرات. اما اوجه الاختلاف بينهما فتتضمن: اولا:يشترط فى ضابط الاتصال – وخلافا للعميل - ان يكون موظف فى جهاز المخابرات.ثانيا: لا يشترط فى التجسس- وخلافا للعمالة- ان تكون أداته العنصر البشرى . فقد تكون أداته اله " كالأقمار الصناعية وكاميرات المراقبة ..." . ثالثا: يشترط فى ضابط الاتصال- وخلافا للعميل- ان يكون واعيا بكونه جزء من العملية الاستخباراتية.
ج/ تصنيف العملاء:
عميل نائم: هو عميل فى حالة انتظار ان توكل اليه مهمة تجسسية.
عميل لاجئ:هو عميل فار من بلده الى بلد آخر ويحمل معه معلومات سرية .
عميل مزدوج:عميل بعمل لصالح جهتين متناقضتين بدون علم اى منهم.
عميل شرعى" نظامى":عميل يعمل بعلم وموافقة سلطان الدولة التى ينتمى اليها
عميل غير شرعى" غير نظامى":عميل يعمل دون علم وموافقة سلطات دولته,
عميل مخترق:" "بكسر الراء" هو عميل يخترق جهة معينة بغرض الحصول على معلومات منها.
عميل يعى كونه عميل:وهو العميل الذي يعى كونه جزء من عملية استخباراتية ، يقوم بها جهاز مخابرات معين.
عميل لا يعى كونه عميل: وهو العميل الذى لا يعى بذلك.
عميل سرى:وهو العميل الذى لم يتم كشفه.
عميل مكشوف: هو عميل تم كشف هويته.
د/ مصطلح الطابور الخامس "Fifth column " : اصل المصطلح تعبير اطلقه الجنرال " إميليو مولا" أحد قادة ما أطلق عليه اسم " القوات الوطنية " المؤيدة للجنرال فرانكو ، الزاحفة على العاصمة الاسبانية مدريد ، وكانت تتكون من أربعة طوابير . وكان يقصد بها المؤيدين للجنرال فرانكو ، والذين كانوا يعملون فى الخفاء ، ضد الحكومة الجمهورية فى مدريد، والتي كان يسيطر عليها الشيوعيين . ثم استخدم المصطلح لاحقا للدلالة على الاعتماد على الجواسيس – بصرف النظر عن وظائف التجسس المختلفة " ضابط اتصال/ عميل/ محلل استخباراتي"- فى الحرب البارده بين الكتله الشرقيه بقياده الاتحاد السوفيتى سابقا ، والكتله الغربيه بقياده الولايات المتحده الامريكيه .
العمالة المعلنة:
ا/ تعريفها: انطلاقا من التعريفات السابقة فاننا نعرف العماله المعلنة كالاتى:كل نشاط عملى "سلوكى" او نظرى "ذهني"، يقوم به شخص معين، ويقوم بإعلانه وإشهاره ، ويترتب عليه – موضوعيا وبصرف النظر عن النوايا الذاتية لهذا الشخص– الإضرار بالمجتمع الذي ينتمي اليه ، ويتضمن المساس بالثوابت والرموز الوطنيه والقومية والدينية والحضارية لهذا المجتمع، لان هذا المساس يتضمن محاوله نقض البنية الحضارية للشخصية الحضارية العامة لهذا المجتمع - من خلال محاوله نقض ثوابتها ورموزها- وما يلزم منها من تخريب حضارى.
ب/ أسباب تناميها فى الواقع العربى المعاصر:
ظهرت ظاهرة العمالة فى كل المجتمعات الانسانيه، وعبر التاريخ الإنساني بمراحله المختلفه، ولكن سادت العمالة فى شكلها المستتر والسري فى عهوده القديمه، الا فى حالات استثنائيه –كانكشاف العميل او فراره الى دوله العدو-ولكن تنامت فى العهود المعاصرة العمالة فى شكلها المعلن فى كل انحاء العالم بصورة عامة وفى المجتمعات العربيه بصوره خاصه ، نتيجه لاسباب متعددة منها:
· هروب قطاع من المعارضة من القمع الذي تمارسه أنظمة استبدادية فى بلدانها، وطلبها اللجوء السياسي فى دول أخرى" عادة الدول الغربية " ،ووقوع جزء منها فى براثن مخابرات هذه الدول- تحت ضغط الحاجة الاقتصادية مع ضعف الوازع الأخلاقي والانتماء الوطنى والقومى- متجاهلين حقيقة ان هذه الدول تستخدمهم كأداة للضغط على هذه الانظمه، لضمان استمرار خضوعها لها،وليس لتحقيق مصالح شعوبهم.
· التطور المذهل فى وسائل الإعلام والاتصال الذى حول العالم الى قرية كونية ،مما أتاح للناس امكانيه ارسال افكارهم وارائهم الى كل العالم دون شرط التواجد المكاني.
· هذا التطور أتاح ايضا امكانية تحول الشخص الى عميل دون ان يدرى انه عميل.
· تردى النظام السياسي الرسمى العربي ، خلال الفترة الممتدة منذ عام 1970 والى الآن، والذى وصل إلى أدنى درجاته فى كل المجالات.وهى المرحلة التى يمكن ان تطلق عليها اسم " مرحله التعطيل الارتدادى للإرادة الشعبية العربية على المستوى الرسمي" ، وهي المرحلة التي بدأت بمحاولة الرئيس السادات الارتداد “السياسي “عن مجمل سياسات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، بعد وفاته عام 1970- المتسقة –على وجه الإجمال وليس التفصيل - مع أهداف الاراده الشعبية العربية– بدعم من الغرب بقياده الولايات المتحدة الأمريكية- بانتقاله من مناهضة الاستعمار القديم والجديد والاستيطاني، إلى التبعية للولايات المتحدة الامريكيه، ومن مناصرة القضية الفلسطينية الى توقيع اتفاقية سلام مع الكيان الصهيوني”كامب ديفيد”، و من محاوله إقامة تنمية مستقلة وتحقيق العدالة الاجتماعية، إلى تطبيق النظام الاقتصادي الراسمالى-تحت شعار الانفتاح الاقتصادي- ،ومن الوحدة والتضامن العربي ، إلى قطع العلاقات مع الدول العربية، ثم سير عدد من الأنظمة العربية في نفس هذا الخط . وصاحب هذه المرحلة تخلي النظام العربي الرسمي عن الثوابت الوطنيه "كالسياده الوطنيه واستقلال القرار الوطنى... "والقوميه" بالتخلي عن شعارات الحرية و الوحدة و العداله الاجتماعيه و التنميه المستقلة ومناهضة الاستعمار القديم والجديد"الامبريالي الاستيطانى "الصهيونى"...والدينية والحضارية"بالتبعية للغرب ومحاولة التماهي مع مفاهيمه وقيمه... .
· كل هذا ادى الى تحول نوعي فى خصائص الفرقة الهدامه التى كونها الاستعمار للإجهاز على الامه العربيه - اى فرقه عملاء الاستعمار ووكلائه فى الأمة العربيه بشعوبها المتعدده - وهى الفرقة التى شطرها الى فريقين لتحقيق هذه الغاية ، فريق لنقض المضمون الوطنى والقومى متسترا بشعارات إسلامية "الجماعات التى تنسب نفسها للاسلام " ، وفريق لنقض المضمون الديني الإسلامي متسترا بالديمقراطية وحقوق الإنسان والدولة المدنية " التيار العلمانى". ومضمون هذا التحول النوعي هو الانتقال من الاستتار والسرية الى الاشهار والاعلان . يقول د. عصمت سيف الدولة عن هذه الفرقة (... هم يكملون ما بدأه الاستعمار منذ قرون : جزّأ الأمة دولاً فخلق الإقليمية تخريباً ؛ وفرض نظاماً رأسمالياً فخلق الفردية تغريباً ، ثم جاء في عصر الإعلام والدعاية واغتصاب العقول ليدمّر الإنسان العربي في شخصيته. ..)(عن العروبة والإسلام).
اليات مكافحه العماله المعلنه وضروره الانتقال من التفعيل التلقائى الى التفعيل القصدي:
ان انتقال العمالة من الاستتار و السرية الى الاعلان والاشهار قد يسر امر مكافحتها. واذا كانت هذه المكافحة غير متاحة بصورة كبيرة على المستوى الرسمى ، فى مرحله التعطيل الارتدادى للاراده الشعبيه العربيه على المستوى الرسمى، نتيجه لتخلي النظام العربي الرسمي عن الثوابت الوطنيه والقوميه والدفاع عنها، فان هذه المكافحة ممكنة على المستوى الشعبى. ذلك ان تعطيل الاراده الشعبيه العربيه على المستوى الرسمى فى هذه المرحله ، قد فتح المجال أمام تفعيلها على مستوى آخر هو المستوى الشعبي ، ومن ثم بروز مرحله ظهور الاراده الشعبية العربية ، وقد ساهم فى بروز هذه المرحلة التطور المذهل فى وسائل الاعلام والاتصال وظهور الخاصية التفاعلية فيهما. غير ان هناك العديد من معوقات هذه الامكانيه ، واهمها ان الاراده الشعبيه العربيه لا تزال فى المرحلة الأولى من مراحل تفعيلها على المستوى الشعبى ، وهى مرحله التفعيل التلقائي والتي تأخذ فيها شكل رد الفعل العاطفي الانفعالي، ضد مظاهر تردى النظام السياسي الرسمي العربي ، والذي يتضمن مظاهر الغضب والسخط ، الذي تبديه الجماهير العربيه- متى ما أتيح لها فرصة التعبير عن رايها فى ظل أنظمة استبدادية - من العمالة المعلنة ودعاتها ومحاولاتها تشويه الثوابت الوطنيه والقومية والدينية والحضارية . و إزالة هذه المعوقات يكون بالالتزام بالعديد من الآليات ، وأهمها انتقال الاراده الشعبيه العربيه الى المرحلة الثانية من مراحل تفعيلها على المستوى الشعبى وهي مرحله التفعيل القصدي ، والتي تتجاوز فيها مرحله رد الفعل العاطفي – التلقائي/ المؤقت- إلى مرحله الفعل العقلاني- المستمر – المنظم / المؤسساتي- السلمي.وذلك بالأخذ بالآليات التالية :
ا/ إنشاء وتفعيل مبادرات شعبية مؤسسيه للدفاع عن الثوابت الوطنيه والقومية والدينية والحضارية للأمة ..
ب/ التنسيق بين هذه المبادرات الشعبية الوطنيه على المستوى القومي (العربي).
ج/ تنظيم حملات شعبية لتجريم المساس بالثوابت الوطنيه والقومية والدينية والحضارية على المستوى الدستوري.
د/ تفعيل المقاطعة الشعبية للأشخاص والمؤسسات الاعلاميه والثقافيه... التى تكرس للمساس بهذه الثوابت..
ه/ الاهتمام بالجانب الشعبى لمكافحة العمالة المعلنة باستغلال الخاصية التفاعلية لوسائل الاتصال والإعلام ، فى ايضاح مظاهر رفض الاراده الشعبيه العربيه للعمالة المعلنة وشخوصها ومؤسساتها.
و/ الاهتمام بالجانب القانوني لمكافحة العمالة المعلنه،والمتضمن تنظيم رفع دعاوى قضائيه ضد مساس الأشخاص بالثوابت الوطنيه والقومية والحضارية والدينية.
[HEADING=2]ى/ الاهتمام بالجانب الفكري لمكافحة العمالة المعلنه، بقيام المثقفين والمفكرين بدورهم فى بيان تهافت دعاوى العماله المعلنة المختلفة. والتأكيد على وجوب اتفاق التيارات الفكرية المختلفة للأمة على الثوابت ، وأنها ليست محل للاختلاف، وبالتالى عدم تجاوزها خلال صراعها مع بعضها البعض
[/HEADING]
