أ. د. عادل الأسطة - أجواء خريفية

كانت الأجواء أمس خريفية تماما توحي بفصل شتاء مبكر . هل كانت الطبيعة حزينة في ذكرى مذبحة شاتيلا وصبرا في أيلول ١٩٨٢ ؟
مرت الذكرى ولم أكتب عنها . " معلش " .
أمس جلست من الثانية عشرة ظهرا حتى الثانية في مقهى خان الوكالة مع زميلي السابق في قسم اللغة العربية عادل أبو عمشة الذي كان ينفث دخان سجائره ناسيا أو متناسيا أن الست كورونا تأبى أن تغادرنا ، ولم يكن المتردد الوحيد على المقهى الذي يدخن ، فثمة كثيرون وكثيرات كانوا يؤرجلون ، كما لو أن الأجواء الخريفية كانت ، بالإضافة إلى حزن الطبيعة في ذكرى شاتيلا وصبرا ، بسبب دخان سجائرهم وأراجيلهم .
من المؤكد أن الكاتب السوري محمد الماغوط سيسخر مني وسيطلب منهم أن يسخروا أيضا مني ، فدخان سجائرهم وأراجيلهم لن يدمر طبقة الأوزون ، لتغرق هذه الكرة الأرضية في قاع عميق .
أول أمس جلست في مقهى الهموز مع الصديقين يوسف نصرالله وعيسى بشارة Yousef Nasrallah و Issa Bishara Issa وأتينا على علاقتي بمحمود درويش وشتمه لي ، فأخبرني عيسى أنه يعرف بالضبط ما قاله الشاعر في الناقد ، وأنا ابتسمت وقلت له إن السبب يعود إلى كتابي " ظواهر سلبية في مسيرة محمود درويش الشعرية " ، وكان الشاعر يصفني بأنني محقق وشرطي و ( شارلك هولمز ) الفلسطيني .
استغرب عيسى كيف أقدر محمود درويش شعريا على الرغم مما قاله عني ، فابتسمت ثانية وقلت له :
- لكي يكون لما أكتب مصداقية ، ومصداقيتي هذه هي التي جعلت الشاعر لاحقا يحترمني ، مع أنه لم ينس كتابتي عنه .
عيسى بشارة شاعر وله رواية " مدينة البغي " وقد كتبت عنها وعن بعض قضائده ، ولقد أخبرني قصة طريفة جدا عما فعله بديوانه الأول أتمنى أن يكتبها هو وإلا فسأكتبها أنا حتى لو قاطعني وتخلى عن صداقتي .
كم يخسر الناقد من صداقات !!
وهذا ما علق به هو شخصيا على إحدى الفقرات التي كتبتها .
عيسى زميلي في الصف الأول الثانوي في العام ١٩٦٩ في مدرسة الملك طلال وفي مدرسة الجاحظ الثانوية في نابلس في العامين ١٩٧٠و١٩٧٢ .
صباح الخير
خربشات
١٧ أيلول ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى