أيمن دراوشة - إشكالية المناهج النقدية الأوروبية

على الرغم من اعتمادنا التام على المناهج الأوروبية في معالجتنا للنصوص ، إلا أننا لا نستطيع رفضها كليًّا ، فالحوار والتفاعل قانون المعرفة على الأرض.
هذه المناهج التي هي تجربة الفكر والمجتمع والحضارة الغربية ، وهي نتاج التصور ، لكن هذا لا يعني قراءة العالم كله من خلال منطق حضاري ومسار تاريخي لا يخصنا لا من قريب ولا من بعيد ، فلكل مجتمع حضارته وفكره ، أمَّا الاستفادة من تلك المناهج فلا ضير في ذلك ، خاصة بما يناسبنا ولا يتعارض مع عقائدنا وحضارتتا.
لهذا فالتسليم بعالمية تلك المناهج باطل ، وإن تشابهت بعض الخصائص، وبالتالي انتفاء نظرية الأدب والنمط الحضاري المجتعي وكذلك الأساس الفلسفي ...
إن المنادين بتطبيق تلك المناهج على الأدب العربي ، فذلك لأنهم يعانون مما يسمى بالحداثة في فكرنا الحديث والمعاصر، وتخبطوا أزمانًا وأزمانا ؛ ليصلوا إلى طريق مسدود .
علينا أن ننقل تقنيات وقوانين تلك المناهج لا نتائجه وخلفياته المدمرة ، لكن قبل ذلك علينا الالتفات إلى الظروف التي صنعت تلك المنهاج - فهي لم تأتِ من فراغ - لا أن نعتمد على منهجًا جاهزًا دون معرفة ماهيته وتصوراته.
الناقد العربي يحمل كثيرًا من الأفكار والقضايا التي تغنيه عن تلك المناهج ، وربما الاستفادة من المعارف والتقنيات والمقولات الضرورية في رحلته النقدية.
لم تحل مشكلة الحداثة ، ومن حاول إيجاد حلولا لها زادها تعقيدًا ، حتى أصبح نقدنا استهلاكيًا يعاني من عقدة الفشل والإفلاس.

تعليقات

المفكر والمنهج الغربي ليس قدرنا يا صديقي، ولكن كا رثتنا الكبرى أننا استسلمنا لكل ما يأتينا من الغرب ورضينا به في حياتنا قاعدة حضارية، المناهج الجاهزة هي على مقاساهم لا على مقاساتنا في جميع ابداعاتنا. للأسف هكذا رهنا واقعنا حاضرنا ومستقبلنا، وتغنينا بمجد ليس مجدنا. تحيتي لك
 
صحيح هذا ما يحدث ... ترسخ في عقولنا أن كل شيء من الغرب فهو أفضل ونحن قاصرون في كل شيء حتى الأدب
 
أعلى